الثقافة العمانية ... إرث متجدد ومسيرة متواصلة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

على امتداد السواحل الجنوبية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، تنبض سلطنة عُمان بحضارة عريقة نسجت خيوطها من التاريخ والبحر والصحراء، فبين أمواج المحيط الهندي وسلاسل جبال الحجر والقرا، صاغ العمانيون ملاحم ثقافية وتجارية جعلت بلادهم جسرا بين الشرق والغرب، فهذه الأرض التي عرفت بحضارة «مجان» في الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانت شاهدة على إبداع الإنسان في استثمار مواردها الطبيعية مثل: النحاس واللبان، وصناعة تاريخها الغني بالعلاقات التجارية مع حضارات أرض النيل وبلاد ما بين النهرين والهند.

ومع انتشار الإسلام، أصبحت عمان مكونا أساسيا من العالم الإسلامي، وأسهمت في تشكيل هويتها الثقافية، وحرص أئمتها في العصور الإسلامية الأولى على تهيئة الظروف لتحقيق الكثير من الإنجازات، لتتوالى العصور الوسطى التي شهدت بروز حكم الدولة النبهانية في عُمان وريادة العمانيين في الملاحة البحرية، مما أتاح لهم التوسع التجاري والاستكشاف، وفي العصور الحديثة بلغت عُمان أوج قوتها البحرية في عصر اليعاربة، وتطورت علاقاتها الدولية في عصر الدولة البوسعيدية بتوسع الإمبراطورية العمانية في شرق إفريقيا، حيث تركت بصمات ثقافية واجتماعية لا تزال حاضرة حتى اليوم، ولعب الشعر الشعبي والفصيح دورا رئيسيا في إثراء الثقافة العمانية، حيث وثّق الأحداث والتقاليد وأصبح جزءا أصيلا من التراث، كما برزت الفنون التقليدية كرموز للهوية الوطنية، إضافة إلى الحرف اليدوية مثل: صناعة الفخار والسعفيات والنسيج وبناء السفن.

وشهدت سلطنة عُمان نهضة ثقافية وعمرانية منذ تولي المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد، حيث تم الحفاظ على التراث الوطني جنبا إلى جنب مع التطوير، وانتشر التعليم، وأُنشئت مؤسسات ثقافية وفنية عززت مكانة الثقافة العُمانية دوليا، كما أنشأت سلطنة عمان وزارة معنية بالتراث والثقافة لتأكيد أهمية هذا الجانب، حيث أطلقت برامج ثقافية ومنشآت حضارية بارزة، ومن بين هذه المنشآت، تعتبر دار الأوبرا السلطانية مسقط أحد أبرز المعالم الثقافية، حيث مزجت في تفاصيلها بين الهوية العمانية الأصيلة والفنون العالمية، لتصبح شاهدا حيا على تفرّد الثقافة العمانية، إضافة إلى المتاحف الحكومية والخاصة التي احتضنت عناصر الحضارة العمانية بشتى صنوفها ونقلت جانبا مهما من تلك الحضارة في مختلف جوانبها.

وتشكل الثقافة العمانية بمكوناتها الغنية إرثا حضاريا يعكس عمق الهوية الوطنية، ويتجدد بتأثير الجهود المتواصلة لتعزيز مكانتها في مواجهة التحديات الحديثة، وفي عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه والله ورعاه- تبرز السياحة الثقافية كوسيلة استراتيجية لربط التراث بالتنمية المستدامة، وذلك في إطار رؤية شاملة تحافظ على الأصالة العمانية وتنفتح على العالم، فالسياحة الثقافية ليست مجرد أداة اقتصادية، بل هي جسر يربط الماضي بالحاضر، حيث تحتضن سلطنة عمان مواقع أثرية كالقلاع والحصون، إلى جانب المتاحف والأسواق التقليدية والمهرجانات الثقافية التي تعكس القيم العمانية الأصيلة، وفي ظل «رؤية عُمان 2040» شهدت البنية الأساسية الثقافية في سلطنة عمان تطورا ملحوظا، مع التركيز على استدامة التراث وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني، وتعد هذه الجهود امتدادا لرؤية متجددة تهدف إلى ترسيخ الهوية الوطنية في مختلف القطاعات، مع إبراز الثقافة العمانية كإرث حضاري يسهم في بناء المستقبل، ويجعل سلطنة عمان نموذجا يحتذى به في الحفاظ على التراث الثقافي في عصر التغيير.

ترسيخ القيم والمبادئ الوطنية

وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في كلمته السامية بمناسبة افتتاح دور الانعقاد السنوي لمجلس عمان أهمية الحفاظ على الهوية العمانية والاعتزاز بالثقافة الوطنية، انطلاقا من اهتمامه العميق بهذا الجانب في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات وتأثيراتها الخارجية، حيث أشار جلالته إلى ما يواجهه المجتمع من تحديات ومؤثرات تؤثر سلبا على منظومته الأخلاقية والثقافية، مشددا على ضرورة التصدي لهذه الظواهر عبر دراستها ومتابعتها بجدية، لتعزيز قدرة المجتمع على المواجهة وترسيخ القيم والمبادئ الوطنية الأصيلة.

مؤكدا جلالته أن الأسرة تشكل الركيزة الأساسية في مواجهة هذه التحديات، حيث إن تقوية روابطها والاهتمام بها يضمن حماية الأجيال القادمة من الأفكار السلبية التي تتعارض مع قيم ديننا الحنيف وثوابتنا الوطنية، وتشوه صورة الهوية العمانية المستمدة من تاريخنا وثقافتنا، وإن تربية الأبناء تربية سليمة وتعزيز القيم الأخلاقية لديهم يُعدان السلاح الأهم في الحفاظ على هويتنا الثقافية، وسط ما يشهده العالم من تغيرات وتوجهات لا تنسجم مع مبادئنا وقيمنا الأصيلة.

تميزت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لوزارة التراث والثقافة قبل توليه الحكم، بإسهامات بارزة في تطوير القطاع الثقافي في سلطنة عمان، حيث نجحت في المزج بين الأصالة العمانية ومتطلبات العصر الحديث، وكانت الوزارة في ظل قيادته بمثابة منارة ثقافية، حيث سلطت الضوء على الوجه المشرق للتاريخ الحضاري والإنساني للمدن والولايات العمانية من خلال المنتدى الأدبي مثلا، والذي احتفى بالعلماء والمفكرين العمانيين وأبرز دورهم في الحركة الثقافية وفي مختلف المجالات الفكرية.

قانون التراث الثقافي

إلى جانب ذلك، ركزت الوزارة على ضمان استدامة التراث الثقافي العماني، من خلال تعزيز الإطار التشريعي لحمايته وتطويره. وقد تُوّجت هذه الجهود بإصدار قانون التراث الثقافي بموجب المرسوم السلطاني رقم 35/ 2019، ليشكل نقلة نوعية في تنظيم وحماية التراث الثقافي العماني. ويأتي القانون في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الهوية الوطنية وصون الموروث الثقافي، بما يعكس رؤية متقدمة لضمان استدامة هذا التراث كجزء من الهوية الحضارية للبلاد، ويشمل القانون تعريفا شاملا للتراث الثقافي العماني، حيث يضم التراث المادي وغير المادي، مثل: المواقع الأثرية والمباني التاريخية، بالإضافة إلى الممارسات والتقاليد الشعبية والفنون المتوارثة، كما ينظم القانون كيفية التعامل مع التراث الثقافي، سواء كان ملكا عاما للدولة أو مملوكا للأفراد، مع التأكيد على أن التراث الثقافي الموجود في باطن الأرض يعد ملكية عامة، ويضع القانون آليات واضحة لحماية التراث من التعديات، سواء من خلال التصرفات غير المشروعة أو الإهمال، مشددا على أهمية الحفاظ على المواقع التراثية وعدم إجراء أي تعديلات عليها إلا بترخيص رسمي، كما يشمل القانون توثيق التراث الثقافي غير المادي من عادات وتقاليد وفنون وممارسات اجتماعية، لضمان حفظها ونقلها إلى الأجيال القادمة، ويهدف القانون إلى إشراك المجتمع في الحفاظ على التراث، مؤكدا دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في تعزيز الوعي بأهمية هذا الموروث الوطني، كما يعكس التزام سلطنة عمان بتوثيق تاريخها وإبرازه على المستوى الإقليمي والدولي، لتظل هويتها الثقافية حاضرة في مواجهة التغيرات العالمية.

وحققت فترة تولي السلطان هيثم بن طارق -أيده الله- للوزارة إنجازات نوعية عززت من مكانة سلطنة عمان كمركز ثقافي وتراثي بارز على المستوى الإقليمي والدولي، فقد قاد برؤية واضحة ومتكاملة، تمزج بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على الثقافات الأخرى، مما أسهم في إبراز التراث العماني كمصدر اعتزاز وإلهام على الصعيد العالمي.

كما أولى جلالته اهتماما خاصا بدعم البعثات الأثرية الدولية، حيث وفر لها التسهيلات والمرافق اللازمة للعمل في البيئة العمانية، ما أسهم في تحقيق اكتشافات أثرية مهمة تعكس الأهمية التاريخية لعمان كمحطة تواصل حضاري في العالم القديم، كما أفضى هذا الاهتمام بتسجيل مفردات التراث العُماني غير المادي في قوائم التراث الثقافي العالمي لدى منظمة اليونسكو، تأكيدا على عمق الموروث الثقافي العماني وأهميته، فقد تم إدراج العديد من العناصر التراثية، مثل فنون العيالة والرزحة، وصناعة اللبان، مما أسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتوثيق هذا التراث للأجيال القادمة، ومن بين الإنجازات أيضا مشروع «الموسوعة العمانية» الذي يُعد أحد أبرز المشاريع التوثيقية في تاريخ سلطنة عمان، وجمع المشروع نخبة من العلماء والمثقفين لتدوين التاريخ العماني الممتد لآلاف السنين، وتمخض عن إصدار موسوعة مكونة من 11 مجلدا بعد عمل شاق وطويل، إلى جانب ذلك، حرص جلالته على دعم الأندية الثقافية والمكتبات الأهلية والمراكز العلمية، إدراكا منه لدورها في بناء الإنسان العماني وتنمية وعيه الثقافي، وهذه الجهود لم تكن مجرد دعم مادي بل رؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين المجتمع من المساهمة في التنمية الثقافية الشاملة.

وتأكيدا على دور الثقافة كجسر يربط الماضي بالمستقبل أطلق حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- المتحف الوطني الذي يعد أحد أبرز المشاريع الثقافية خلال فترة توليه وزارة التراث والثقافة وقد وقع اتفاقيته آنذاك وشهد التشغيل التجريبي للمتحف الوطني قبيل افتتاحه، حيث يمثل هذا الصرح نافذة تطل على التاريخ العماني الغني، ويجمع بين الحفاظ على التراث الأصيل وتقديمه برؤية حديثة تُبرز تنوع الموروث الثقافي للبلاد، وافتُتح المتحف ليكون مركزا تعليميا وثقافيا يعكس روح عُمان عبر العصور، ويضم مجموعة متنوعة من المقتنيات النادرة التي تسلط الضوء على الحقب الزمنية المختلفة، بدءا من العصور القديمة وصولا إلى الحاضر. ويتميز المتحف بتقديم محتوياته بأساليب وتقنيات تفاعلية مبتكرة.

وفي 2016 افتتح جلالته -حفظه الله- المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية قبل أن يتم إدراج المعرض نفسه في عام 2018 ضمن خريطة المعالم السياحية والثقافية في سلطنة عمان، ليصبح محطة بارزة تجمع بين التاريخ والثقافة وتقدم تجربة فريدة للزوار، ويمثل المعرض نافذة فريدة للتعرف على الإرث الحضاري العماني عبر العصور، حيث يعرض وثائق ومقتنيات تعكس عمق الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد، ويشكل هذا الصرح الثقافي إضافة نوعية للمشهد السياحي في سلطنة عمان، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة ويعزز مكانة البلاد كمركز حضاري وسياحي، كما يسعى إلى الترويج للسياحة الثقافية وإبراز مكانة عُمان التاريخية أمام الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها.

عهد النهضة المتجددة

وفي عهد النهضة المتجددة تجسد رؤية جلالته في المجال الثقافي نموذجا يجمع بين تعزيز الهوية الوطنية والانفتاح الواعي على العالم، ولقد ارتكزت جهوده منذ توليه الحكم على وضع الثقافة في قلب الاستراتيجيات التنموية، إدراكا منه لأهميتها كركيزة أساسية لبناء الإنسان والمجتمع.

ولم يكن دمج الثقافة في «رؤية عُمان 2040» مجرد خطوة تنظيمية، بل تأكيد على دورها المحوري في تشكيل هوية الدولة الحديثة، فجاءت «الاستراتيجية الثقافية 2021-2024» التي اعتمدتها سلطنة عمان لتمثل رؤية شاملة لتعزيز دور الثقافة كركيزة للتنمية الوطنية وتحقيق التكامل مع «رؤية عُمان 2040»، وتهدف الاستراتيجية إلى ترسيخ الهوية الثقافية العمانية واستثمار الإرث الثقافي لتحقيق تنمية مستدامة، من خلال خطة تنفيذية تسعى لتطوير العمل الثقافي، ودعم الإبداع، وتعزيز الصناعات الإبداعية، وتأتي الاستراتيجية ضمن إطار يشمل محاور متعددة، أبرزها تفعيل دور الثقافة في المجتمع، ودعم المبادرات الشبابية، وتنمية الصناعات الثقافية لتعزيز مساهمة القطاع الثقافي في الاقتصاد الوطني. كما تسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي، بما يعكس مكانة عُمان كوجهة ثقافية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي، كما تستند هذه الاستراتيجية إلى منهج تشاركي، حيث أُشركت المؤسسات الرسمية والمجتمعية والأفراد المهتمون بالشأن الثقافي في صياغتها، ويعكس ذلك التزام سلطنة عمان بتعزيز دور الثقافة كوسيلة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وترسيخ قيم الانفتاح والتواصل مع الثقافات العالمية، في إطار يحافظ على الهوية الوطنية ويستشرف المستقبل.

مشاريع ثقافية شاهدة

وفي سياق «رؤية عُمان 2040» يعد إطلاق مجمع عُمان الثقافي والذي رعى جلالته -حفظه الله ورعاه- وضع حجر أساسه من أبرز المشاريع التي عكست هذه الرؤية في صرح متكامل يوحد الجهود الثقافية والفنية تحت مظلة واحدة في خطوة تسعى لإحداث تحول نوعي في تنظيم الأنشطة الثقافية وترسيخ قيم التعاون والإبداع.

وفي عهده -أعزه الله- تحولت الثقافة إلى استثمار طويل الأمد ليس فقط في البنية الأساسية، بل في الإنسان العماني وتاريخه الممتد، وهذا التوجه يضع سلطنة عمان في موقع متقدم يعزز دورها كحاضنة للتراث، ومصدر للإبداع المعاصر، وهذه الرؤية الشاملة لا تنحصر في الإنجازات المادية، بل تتعداها لتشكل دعامة حضارية تعزز من مكانة عُمان كدولة تتطلع للمستقبل بثبات، مستندة إلى إرثها الثقافي العميق وقيمها الأصيلة.

وفي خطوة استراتيجية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتقديم صورة متكاملة عن التاريخ العماني، بما ينسجم مع تطلعات سلطنة عمان نحو تعزيز دورها الثقافي عالميا شهد عهد السلطان هيثم بن طارق محطة ثقافية مهمة تمثلت في افتتاح متحف عُمان عبر الزمان، الذي يُعد من أبرز المنجزات الثقافية التي تعكس العناية الفائقة بتاريخ سلطنة عمان وتراثها العريق، حيث يمثل هذا المتحف مرآة حضارية تسلط الضوء على المراحل التاريخية التي مرت بها سلطنة عمان، بدءا من العصور القديمة وصولا إلى النهضة المتجددة، ويأتي افتتاح هذا المتحف ليكون صرحا ثقافيا يدمج بين الأصالة والحداثة، ويقدم تجربة تفاعلية مبتكرة تسرد قصة عُمان وشعبها على مر العصور. ويتيح المتحف بتصميمه المعماري المميز ومحتوياته المتنوعة للزوار استكشاف التاريخ بطرق مبتكرة.

ويمثل «المتحف» الذي يُعد إضافة محورية إلى المشهد الثقافي في سلطنة عمان، رسالة واضحة تعكس التزام القيادة برعاية التراث الثقافي وإبراز دور سلطنة عمان الحضاري على المستوى الإقليمي والدولي، كما يعزز من دور الثقافة في تحقيق أهداف «رؤية عُمان 2040»، من خلال توثيق الماضي وربطه بتطلعات المستقبل.

وإلى جانب متحف عُمان عبر الزمان، الذي يعكس التاريخ الطويل والثري لسلطنة عمان، يأتي متحف السيارات السلطانية كمعلم ثقافي مختلف في فكرته ليقدم منظورا مختلفا للإرث الثقافي، مسلطا الضوء على شغف القادة وهواياتهم، حيث يُجسد افتتاح متحف السيارات السلطانية تأكيدا على الرؤية الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في صون الإرث الوطني، وتوظيفه كجسر يربط الأجيال الحالية والمستقبلية بتاريخ سلطنة عُمان العريق، حيث تسهم هذه المشاريع الثقافية في إبراز أبعاد جديدة للثقافة العمانية، تجمع بين التراث والتطور، ويضم المتحف مجموعة من السيارات الكلاسيكية والنادرة والسيارات الرياضية بما فيها عدد من السيارات الشخصية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والسيارات التي استخدمها السلطان قابوس بن سعيد، والسلطان سعيد بن تيمور، والسيد طارق بن تيمور -طيّب الله ثراهم- فهذه المقتنيات ليست مجرد مركبات نادرة، بل هي قطع تاريخية تُجسد مراحل مهمة من مسيرة سلطنة عمان.

إرث متجدد ومتواصل

تواصل سلطنة عمان، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مسيرة «الثقافة العمانية» التي تعكس التوازن المثالي بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على التطورات الحديثة، فالمشاريع والإنجازات التي تم استعراضها تمثل محطات مضيئة في رحلة سلطنة عمان لتعزيز مكانتها الحضارية والثقافية، وما هذه الجهود المستمرة إلا بداية لمستقبل واعد، تحمل رؤيته آفاقا أوسع لتعزيز الإرث الثقافي، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة، وفي ظل القيادة الحكيمة ستبقى الثقافة العمانية عنصرا أصيلا في مسيرة التنمية، جسرا يربط الماضي بالحاضر، ومصدر إلهام لمستقبل يفيض بالإبداع والإرث الحضاري المتجدد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق