صفاء عبدالفتاح أول مأذونة بقنا: لا مستحيل أمام المرأة إذا آمنت بنفسها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مجتمع تسوده القبلية والعادات التي تحد من طموح المرأة، تمكنت صفاء عبدالفتاح، المحامية البالغة من العمر 43 عامًا، من كسر القيود وتحدي الواقع لتصبح أول مأذونة شرعية في مركز قفط بمحافظة قنا.

بخطوة جريئة وطموح لا يعرف المستحيل، أثبتت صفاء أن المرأة قادرة على اقتحام المهن التي كانت يومًا ما حكرًا على الرجال.

وبدأت رحلة صفاء في عام 2020، عندما قرأت إعلانًا قضائيًا عن وظيفة مأذون شرعي. رغم غرابة الفكرة في البداية، شعرت صفاء أن لديها القدرة والكفاءة لخوض التجربة.

وتقول: "كنت واثقة من نفسي، فأنا مستوفاة لكل الشروط، ورأيت في هذا المنصب فرصة لتأكيد أن المرأة تستطيع أن تعمل في أي مجال".

وقدمت أوراقها وكانت المرأة الوحيدة بين 20 متقدمًا، جميعهم رجال. استغرقت عملية الاختيار نحو أربع سنوات، لكن إيمانها بقدراتها لم يتزعزع.

وأضافت في تصريح خاص لـ"الدستور": "كنت متوقعة النجاح، ليس فقط لتحقيق حلمي، بل لأثبت أن المرأة جديرة بالثقة في كل المهن".


لم تكن رحلة صفاء سهلة، لكنها كانت مدعومة بقوة من عائلتها وزوجها، الذين آمنوا بها وساندوها في كل خطوة.

تقول: "عندما علمت بفوزي بالمنصب، كانت سعادتي لا توصف، خاصة عندما رأيت الفرح في أعين أسرتي".

تشير صفاء أيضًا إلى أن أحد أقدم مأذوني قريتها، الشيخ أبوالحسن، كان مصدر إلهام لها منذ البداية، وتوضح: "كان قدوة لي بمثابرته وسمعته الطيبة، ودائمًا كنت أقول: الجار أولى بالشفعة".

ترى صفاء أن عملها كمأذونة شرعية يحمل رسالة أعمق من مجرد توثيق عقود الزواج. إنه تأكيد على قدرة المرأة الصعيدية على كسر الحواجز وخوض مجالات العمل كافة.

تقول: "نحن نصف المجتمع، ومن حقنا أن نكون جزءًا من كل المجالات جنبًا إلى جنب مع الرجال".

بتعيينها مأذونة شرعية، تكتب صفاء عبدالفتاح فصلًا جديدًا في تاريخ المرأة الصعيدية، وتفتح الباب أمام أجيال من النساء ليحلمْن بأكثر من مجرد التكيف مع الواقع. هي رمز للإصرار والطموح، ورسالتها واضحة: "لا مستحيل أمام المرأة إذا آمنت بنفسها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق