أيام قبل وصول ترمب!

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في اللحظات الأخيرة قبل وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يبدو أن العالم لن يكون كما قبله، فأولويات ترمب تختلف عن الكثيرين من السياسيين الأمريكيين، والأصعب طريقة وصوله لأهدافه، فهو لا يؤمن بالسياسة والمداراة والمقايضات، كما يفعلها محترفو السياسة، إنه رجل أعمال يمارس السياسة؛ ولذلك سيطبّق ما تعلمه طوال حياته، «حدد هدفك وأنجزه بسرعة، قبل أن يأخذه غيرك».

الكثيرون يحاولون على عجل ترتيب أولوياتهم وقضاياهم الأمنية والسياسية العالقة قبل وصول ترمب إلى البيت الأبيض، بعدما أعلن بوضوح في رسائل عديده أنه لا يريد أن يرث قضايا عالقة سابقة لوصوله للبيت الأبيض، وحذّر من أنه سيتعامل بخشونة كبيرة معها، وسيكون باطشاً جدّاً - قضية مختطفي غزة مثال- ومن مصلحة العالقين هناك، أن لا يأتون إليه لحلها؛ لأنه سيتعامل معها بطريقته لا بطريقة بايدن، وبما لا يتمنون.

دونالد ترمب شخصية مقدامة جداً، ولا يحسب للأمور عواقبها، وجلده سميك وقادر على تحمّل الكثير من المصاعب وتحويلها إلى جوائز، يعمل بتهور ثم يعالج الحرائق الناجمة عنها.

عند مراجعة تصريحاته الأخيرة سنجد أنه كشف أولياته بوضوح، بدءاً من تعزيز الفضاء الأمني المحيط بأمريكا الذي حدده في (كندا، غرين لاند، المكسيك، قناة بنما، الجزر المتناثرة في المحيطات)، وهو هنا يقصد بلا شك الصين، التي استطاعت خلال مرحلة الاسترخاء وصعود اليسار في أمريكا والغرب التسلل خلف الخطوط الخلفية الأمريكية، ولعل قضايا البالونات التجسسية والطائرات بلا طيار أحد مؤشراتها الخطيرة، فالصين تقيم في الحدائق الخلفية لأمريكا منذ عقد ونصف تقريباً، واختبرت الصبر الأمريكي بإطلاق أدوات تجسسها فوق الأراضي الأمريكية، وهو أمر يراه الجيش الأمريكي بالذات في غاية الخطورة، ويجب علاجه فوراً.

الأولوية الثانية هي ترتيب العلاقة مع أوروبا -التي لا تفضله- والعودة مرة أخرى لمطالباته المالية لها في المشاركة بكثافة مالية في حفظ الأمن الأوروبي؛ ولذلك حدد 5% من الناتج القومي الأوروبي للمساهمة في الأعمال الدفاعية، كذلك عدم تفضيلها تجارياً على مبدأ كما تعاملني أعاملك.

الأولوية الثالثة هي إكمال إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط، التي بدأتها المؤسسات العميقة في أمريكا وعلى رأسها الجيش الأمريكي، وأيضاً تسير في خط إخراج الصين والروس من الفضاء الاقتصادي في الشرق الأوسط، ولعل خروج الروس من سورية، وسقوط حزب الله، أحد المعالم الأولية، وسيتلوها خط الغاز العابر إلى أوروبا من سورية وتركيا، ليكون بديلاً عن الغاز الروسي الذي تم تفكيكه قبل أربع سنوات.

أما الشأن الأمريكي الداخلي، فسيكون اجتماعياً اقتصادياً بحتاً، بعدما أعلن أن أول قرار تنفيذي سيكون إلغاء تعددية الأجناس البشرية التي اخترعها اليسار المتطرف، إضافة إلى تحييد قوى هوليود اليسارية التي قامت بالشراكة مع الإعلام والسياسيين اليساريين المتطرفين بتهشيم المجتمع ونشر أسوأ أنواع الأفكار في المدارس، وفرضت أجنداتها على الشركات ومراكز العمل.

ستعيش أمريكا خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترمب، واحدة من أزهى عصورها الاقتصادية، وسيستكمل برنامجه الاقتصادي الذي حطمته جائحة كورونا، فالاستثمارات ستتدفق، وشراكات أوروبا في المجهود الأمني سترتفع، ما يعني توجيه أموال دافعي الضرائب إلى الاقتصاد والتنمية الاجتماعية داخل الولايات، وتقليص الاقتصاد الصيني لصالح الأمريكي ستتضاعف، وفرص العمل ستتوفر بكثافة، والحد من السماح بالهجرة غير الشرعية، وإغلاق أهم منفذين -الحدود الكندية، والمكسيكية- واستعادة ما يسميه ترمب بالصناعات الأمريكية التي فرّطت فيها الإدارات السابقة وعلى رأسها صناعة السيارات.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق