دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتع المملكة العربية السعودية بمعالم طبيعية جذّابة وتشكيلات جيولوجية مثالية للزوار الذين يريدون إشباع رغبتهم في الاستكشاف، والاستجمام بين الطبيعة بمنأى عن متطلبات الحياة اليومية.
ولكن ماذا لو كان بإمكاننا أخذ الاستجمام إلى مستوى آخر والسكن داخل هذه التشكيلات الصخرية المهيبة؟
تستكشف الفنانة الرقمية السعودية، منى عبدالله القويز، هذا المفهوم عبر سلسلة من الصور التي تتخيل مختلف المعالم الصخرية السعودية كملاذ أنيق شبيه بالفنادق الراقية ومدمج بين الطبيعة في الوقت ذاته.
وجسّدت الفنانة السعودية، وهي مهندسة تصميم داخلي أيضًا، رؤيتها عبر استخدام تقنيات الفن الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وقالت القويز في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "تمثلت الفكرة بتصميم أماكن إقامة تقدم تجربة فريدة، وتنسجم مع البيئة المحيطة، لتعكس جمال الطبيعة بطريقة حديثة وفنية".
ملاذ بين الكهوف
استلهمت القويز هذه الأعمال من مواقع طبيعية استثنائية تُعرف بها المملكة، مثل كهوف العلا، وصحراء النفود، وواحاتها الخلابة.
وأوضحت الفنانة السعودية: "مصدر الإلهام الرئيسي هو جمال الطبيعة السعودية وتراثها الغني. تأثرت بشكل كبير بالمواقع الطبيعية الجميلة مثل كهوف العلا، بتكويناتها الصخرية الفريدة، والتفاصيل التي تحكي قصصًا عبر الزمن".
وتأخذ الطبيعة دورًا محوريًا في هذا المشروع، ويتجسد ذلك في تفاصيل أنيقة مثل غرفة النوم الموضوعة بين الجدران الصخرية للكهوف، وقطع الأثاث ترابية اللون التي لا تطغى على الطبيعة الجيولوجية للمكان، والسلالم التي تبدو وكأنها امتداد للتشكيلات الصخرية، بالإضافةً إلى المناطق التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي.
وشرحت الفنانة السعودية قائلة: "حاولت خلق تناغم بين البيئة المحيطة والمساحات المعمارية عبر استخدام التفاصيل الطبيعية التي تشبه الصخور ومواد من الطبيعه لتعزيز الشعور بالانسجام مع المكان، مع إضافة عناصر معمارية تُظهر جماليات التصميم العصري من دون المساس بجمال الطبيعة".
العمارة كجزء من الطبيعة
وتشارك القويز إبداعاتها المتنوعة مع أكثر من 38 ألف متابع عبر موقع "إنستغرام".
وعبّر متابعوها عن استلهامهم برؤيتها المعمارية، كما أعرب البعض منهم عن رغبتهم في بناء هذه التصاميم على أرض الواقع، بينما تساءل آخرون عمّا إذا كان المكان الخيالي الذي ابتكرته حقيقيًا.
ويمثل كل مشروع بالنسبة للفنانة السعودية فرصة لإعادة التفكير في المفاهيم التقليدية، وابتكار حلول جديدة تجمع بين الفن، والعمارة، والتكنولوجيا، والاستدامة.
وأكّدت القويز: "كان الهدف أن تتحول العمارة إلى جزء من الطبيعة، وليس مجرّد إضافة إليها، ما يخلق تجربة بصرية مميزة تنقلك إلى عالم خيالي يتناغم مع الواقع".
0 تعليق