قصة حب بين البحرين وعُمان عمرها 5000 سنة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إنها فعلاً قصة حب تمتد لأكثر من 5000 سنة ما بين مملكة البحرين التي كانت وقتها "دلمون" وسلطنة عُمان التي وقتها كان مسماها "مجان" وأن ما نراه اليوم من روابط ما بين المملكة والسلطنة هو امتداد لهذا التاريخ المشترك العظيم بين أقدم حضارتين في منطقة الخليج العربي حيث الامتزاج الحضاري والثقافي والتجاري والاقتصادي متجذر منذ عهود طوال.

الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه تلبية لدعوة كريمة تلقاها من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان حفظه الله ورعاه والاستقبال الرسمي الفخم والمبهر والبروتوكولات السلطانية ومدى الحفاوة والترحيب الشعبي المهيب الذي رأينا فيه جميع فئات المجتمع العماني من رجال ونساء وأطفال وحمل لوحات من الفنون العمانية الجميلة كانت جميعها تجسد رسالة محبة أخوية من قيادة وشعب سلطنة عُمان إلى قيادة وشعب مملكة البحرين كما أن هذه الزيارة من قبل جلالة الملك حفظه الله ورعاه تحمل بالمقابل رسالة محبة بحرينية عميقة من قيادة وشعب مملكة البحرين لتأكيد متانة الروابط التاريخية المشتركة ومدى التقارب بيننا وبينهم سواء على مستوى القيادات أو على مستوى الشعوب ولابد هنا أن نؤكد بأن السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه يحظى بشعبية كبيرة جداً في الأوساط الخليجية والعربية وعلى وجه الخصوص يحظى بقبول شعبي كبير لدى الرأي العام البحريني أمام النقلات النوعية الكبيرة والخطوات المباركة التي يقوم بها في سبيل استكمال منهجية القائد الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ودعم جهود السلام الإقليمية والدولية وتأمين حركة الملاحة والتجارة البحرية إلى جانب مساعيه الخيرة في تعزيز الروابط بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين تحديداً حيث شهدنا نقلات نوعية كبيرة قد تمت خلال السنتين الماضيتين على مستوى التبادل التجاري والانتعاش الاقتصادي والمشاريع التنموية الضخمة البحرينية العمانية التي تدعم كلا من رؤيتي مملكة البحرين 2030 وعمان 2040 .

وإذ عدنا إلى التاريخ فعلينا هنا أن نشير إلى أن هذه العلاقات البحرينية العمانية قد بدأت منذ الترابط بين حضارتي دلمون ومجان فمن خلال هاتين الحضارتين المشهورتان بالزراعة والصناعة وكذلك التجارة البحرية والأخيرة هي من كانت سبباً في إيجاد روابط عائلية بين الكثير من العوائل البحرينية العمانية في تلك الحقبة كما أن حضارة مجان في سلطنة عمان اشتهرت بالتطور الصناعي وصهر النحاس وصناعة السفن وبالريادة البحرية وكانت موطناً للكثير من القبائل العربية التي هاجروا إليها وسكنوا سهولها وسواحلها الجميلة ومن هذه الأسباب كان هناك جسر تجاري وثقافي واقتصادي واجتماعي واسري ممتد بين كل من جزيرة البحرين وقتها وسلطنة عُمان التي كانت تسمى وقتها بـ "مجان".

وعن طريق القوافل والرحلات التجارية البرية والبحرية بين البلدين لعب التجار العمانيين والبحرينيين دوراً ريادياً هاماً في ترسيخ العلاقات بين البلدين من خلال نشاط الأسواق والحركة التجارية بينهما ولعل أبرز شاهد على الترابط الاجتماعي والأسري لدينا في منطقة المحرق على سبيل المثال أحد الفرجان الذي كان يضم قديماً العديد من العوائل العمانية في فترة الخمسينيات والستينيات ولعل هذا ما لامسناه خلال مهرجان ليالي المحرق وريتو المنامة حيث توافدت العديد من العوائل العمانية إلى هذه الفرجان لاستحضار الذكريات القديمة لأجدادهم والالتقاء بأهلهم ومعارفهم كما ما أشار إليه الباحث والأكاديمي في جامعة السلطان قابوس د. علي الريامي في حوار تلفزيوني أن البحرين كانت ملاذاً آمناً للعمانيين في تلك الحقبة للبحث عن الرزق والتجارة وحضور اسم البحرين في المدونات الثقافية العمانية وتواجد العديد من الشعراء والفنانين العمانيين في مملكة البحرين كلها شواهد على ما بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان من تاريخ عريق ومتجذر.

وللحديث بقية ،،،،

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق