توفيت الممثلة البريطانية الشهيرة جوان بلاورايت عن عمر يناهز 95 عامًا، لتغلق بذلك صفحة من أروع الفصول في تاريخ الفن السينمائي والمسرحي، فبينما عرفها جمهورها من خلال أدوارها المميزة في أفلام ديزني الشهيرة مثل "101 Dalmatians" و"Bringing Down the House"، تبقى قصة حياتها مليئة بالألم والتحديات التي فرضتها عليها قسوة الزمن.
عاشت جوان بلاورايت حياة مليئة بالتقلبات، إذ كان فقدان بصرها هو المحطة التي أجبرتها على التقاعد بعد مسيرة فنية تجاوزت سبعة عقود.
ورغم أنها قدمت الكثير من الأدوار التي جعلتها واحدة من أبرز نجوم السينما، إلا أن سنواتها الأخيرة عاشت في ظل تهميش فنّي لم يلقَ الاعتراف الكافي بما قدمته، خصوصًا في عالم ديزني الذي أظهرت فيه أجمل ما في شخصيتها، لكن الزمن كان قاسيًا.
بيان العائلة الذي نُشر عقب وفاتها جاء ليعلن "بحزن عميق" عن فقدان السيدة بلاورايت، مشيرًا إلى أنها توفيت بسلام وسط أحبائها.
لكن وسط هذه الكلمات المؤثرة، يظل هناك تساؤل كبير حول ما إذا كانت قد تلقت التقدير المستحق عن مسيرتها الطويلة أم أن حياتها اختتمت في صمت مريب.
لقد كانت بلاورايت واحدة من الفنانات اللاتي عاشن فترات طويلة في ظلال الشهرة، ولكنها أُجبرت على إخفاء جزء من حياتها الخاصة، في حين كانت تتنقل بين الأضواء والظلال في عالم هوليوود، حيث لا مكان للمحسنين الذين لا يقدمون ما يراه السوق السينمائي مرغوبًاوأخيرًا، اختارت جوان ساسكس كمكان لإقامتها في سنواتها الأخيرة، حيث كانت تجد العزاء في زيارات الأصدقاء والعائلة، الذين ملؤوا أيامها بالضحك والذكريات الطيبة.
وفي هذه اللحظات الحزينة، أعربت العائلة عن امتنانها العميق لكل من وقف بجانب بلاورايت في مسيرتها، مطالبة الجميع بمراعاة خصوصيتهم في هذه الفترة الصعبة.
إلا أن الحقيقة التي تبقى معلقة في الأفق هي أن بلاورايت قد تُركت تحت وطأة الزمن الذي لم يرحمها، رغم أنها كانت إحدى أيقونات السينما التي أبهرت جمهورها وأثرت في أجيال متتالية.
هكذا رحلت جوان بلاورايت، تاركة وراءها إرثًا فنيًا يحتاج إلى إعادة اكتشاف وتقدير، بعد أن فقدت البصر لكنه لم يفقد قلبها، في وقت كان يجب فيه على الصناعة أن ترد لها الجميل وتمنحها الفرصة لتسطع مرة أخرى.
0 تعليق