السبيل – من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأكبر شركائها التجاريين، خاصة الصين.
وبينما يأمل ترمب أن تؤدي سياساته إلى إنعاش الاقتصاد الأميركي، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى تباطؤ اقتصادي عالمي إذا لم تتم السيطرة على تداعياتها.
يؤدي دونالد ترمب اليوم اليمين الدستورية ليبدأ ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، متعهدًا بإعادة هيكلة الاقتصاد الأميركي عبر سياسة صارمة تركز على تعزيز الإنتاج المحلي وحماية الصناعات الأميركية وإطلاق شعار “أميركا أولًا”.
وكان أكثر ما تصدَّر خطاباته هو عزمه على رفع التعريفات الجمركية على مجموعة واسعة من الواردات الأجنبية، في خطوة أثارت مخاوف الأسواق العالمية ودفعت الكثيرين للتساؤل عن مستقبل النظام التجاري العالمي.
وصف ترمب التعريفات الجمركية بأنها درع حماية للاقتصاد الأميركي، مؤكدًا نيته فرض رسوم إضافية على واردات السلع القادمة من الصين وأوروبا، وكذلك بعض دول أميركا اللاتينية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة الوظائف إلى الداخل الأميركي عن طريق زيادة تكلفة السلع المستوردة، لتصبح المنتجات المحلية أكثر تنافسية.
بالإضافة إلى تقليل العجز التجاري خاصة مع الصين، التي وصفها ترمب بأنها أكبر مستغل اقتصادي للولايات المتحدة.
وتهدف التعريفات الجمركية أيضًا، بحسب ترمب، إلى إنقاذ الصناعات التقليدية والثقيلة مثل الصلب، السيارات، والإلكترونيات، التي عانت من المنافسة غير العادلة حسب تعبيره.
ردود فعل دولية غاضبة
إعلان ترمب أثار ردود فعل غاضبة من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، فقد وصفت الصين هذه الخطوة بأنها تصعيد غير مبرر، وهددت باتخاذ إجراءات مضادة تشمل فرض تعريفات جمركية على المنتجات الأميركية الرئيسية مثل الصويا والمنتجات التكنولوجية.
من جهته، صرح الاتحاد الأوروبي بأنه سيدافع عن مصالحه، ملمحًا إلى احتمال تقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية.
تأثيرات اقتصادية عالمية محتملة
السياسات الجمركية الجديدة لترمب تحمل تداعيات واسعة، أبرزها: ارتفاع الأسعار، حيث إن رفع التعريفات سيؤدي إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، مما قد يؤثر على المستهلكين الأميركيين عبر ارتفاع أسعار المنتجات.
بالإضافة إلى اضطراب سلاسل التوريد، بحيث إن الشركات العالمية التي تعتمد على المواد الخام الأميركية أو الصينية ستتضرر من زيادة الرسوم، ما قد يؤدي إلى تقليص الإنتاج وزيادة البطالة.
كما أن لهذه السياسات تهديدًا للنظام التجاري العالمي، مع استمرار الولايات المتحدة في فرض سياسات حمائية قد تشجع دولًا أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، مما قد يؤدي إلى انهيار النظام التجاري القائم على الانفتاح والمرونة.
مخاوف الأسواق والمستثمرين
منذ إعلان ترمب عن سياساته الجمركية خلال حملته الانتخابية، شهدت الأسواق المالية تقلبات حادة، بينما سجل الدولار الأميركي مكاسب نتيجة توقعات ارتفاع التضخم الأميركي وتوقعات تحسن الاقتصاد الأميركي على المدى القصير.
المملكة
0 تعليق