الأهلي: البحرين من أوائل دول الخليج في تبنّي التحوّل الرقمي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زهراء حبيب


التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقدّمان فرصاً وظيفية واعدة في المملكة

أكد عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال البحرينية ناصر الأهلي أن الفرص الوظيفية الواعدة في البحرين سوف تكون من نصيب التكنولوجيا الرقمية، وتطوير وظائف متعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحليل البيانات، وتطوير البرمجيات، والحوسبة السحابية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي خلق نحو 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030 مع الحاجة الملحة لتحسين المهارات للقوى العاملة.

وقال الأهلي إن تقرير «مستقبل الوظائف 2025» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، جاء ليؤكد أن التحوّل في سوق العمل ليس مجرد تهديد، بل هو فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، بما يتماشى مع التطورات التقنية، وأن النجاح يعتمد على استثمارات قوية في التعليم، وإعادة تأهيل المهارات، وتعاون الحكومات مع الشركات.

وأكد أن الفرص الوظيفية الواعدة في البحرين ستكون من نصيب التكنولوجيا الرقمية، كون البحرين من أوائل دول الخليج في تبنّي التحول الرقمي وتشجيع الاستثمارات في التكنولوجيا منذ أزمة «كوفيد-19»، فهناك فرصة كبيرة لتطوير وظائف متعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وتطوير البرمجيات، والحوسبة السحابية.

وأضاف: «لابد من الالتزام الإقليمي بأهداف التنمية المستدامة والطاقة النظيفة، ويمكن للبحرين الاستفادة من الاستثمار في الوظائف المرتبطة بالطاقة الشمسية، وتحلية المياه، وإعادة التدوير، لافتاً إلى أن الصناعات الإبداعية وريادة الأعمال قد تشهد نمواً، بفضل الدعم الحكومي للشركات الناشئة والصغيرة، مثل تصميم المحتوى، والألعاب الرقمية، وصناعة الأفلام».

فجوة المهارات

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه هذا التحوّل، أوضح الأهلي أن تأهيل القوى العاملة المحلية، كما ورد في التقرير الدولي، الذي شدّد على فجوة المهارات، وهي تحدٍّ بارز في البحرين أيضاً، حيث تفتقر بعض الكفاءات المحلية إلى المهارات الرقمية المتقدّمة التي تتطلبها الوظائف المستقبلية مع زيادة الاعتماد على الأجانب، وتصبح الحاجة إلى تأهيل البحرينيين أولوية لتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية. أما الوظائف التقليدية في البحرين مثلها مثل باقي دول الخليج.

تطوير سياسيات التدريب

وشدّد الأهلي على أهمية الاستفادة من التحولات العالمية الرقمية في البحرين من خلال تطوير سياسات تدريبية مبتكرة، والتركيز على التعليم المهني، وبرامج التدريب المتقدّمة والقطاعات الحيوية، مع إشراك الشركات الكبرى لضمان مواءمة المهارات المطلوبة مع احتياجات السوق، وتعزيز فرص العمل في قطاعات التكنولوجيا المالية (FinTech)، والتعليم الرقمي، والصحة الإلكترونية، فهي مجالات واعدة عالمياً ومحلياً، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال بتقديم المزيد من الحوافز لريادة الأعمال، مع توفير الدعم المالي والتقني للشركات الناشئة، وتحقيق المرونة في السياسات العمالية، فالبحرين تحتاج إلى سياسات مرنة تدعم تنقل العمال بين القطاعات، وتجعل من السهل على الشركات إعادة تأهيل موظفيها بدلاً من تسريحهم.

تطوير البنية الرقمية

واقترح الأهلي إعادة توزيع القوى العاملة، بالتركيز على تقليل الاعتماد على الوظائف اليدوية والمتكررة، والتحوّل نحو وظائف معرفية تعتمد على المهارات والابتكار، والاستثمار في التقنيات الحديثة، وتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، وتشجيع الابتكار في القطاعات التكنولوجية سيخلق وظائف جديدة، وأن يكون القطاع الخاص القطاع الخاص شريكاً أساسياً في قيادة التغيير وتطوير القوى العاملة، بالإضافة إلى زيادة التوعية والتعليم عبر تعزيز الوعي بين الشباب البحريني، حول متطلبات سوق العمل المستقبلي، وضرورة اكتساب المهارات الرقمية.

وأكد بأن البحرين حسب موقعها المميز بين دول مجلس التعاون تواكب التطورات في بيئة الأعمال، وتحوّلات سوق العمل العالمي من خلال رؤية 2030، وهي رؤية واضحة تُنفّذ على المدى الطويل بأن يجمع بين التكنولوجيا والتعليم، وريادة الأعمال؛ لضمان قدرة البحرينيين على المنافسة في سوق العمل الإقليمي والعالمي.

التحوّل الأخضر

هذا وتوقّع المنتدى الاقتصادي العالمي بأن يولّد التحوّل الأخضر 170 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030، ويُلغي في الوقت نفسه 92 مليون فرصة عمل أخرى، أي بزيادة صافية 78 مليون وظيفة.

وأكد التقرير الصادر عن المنتدى تحت عنوان «مستقبل الوظائف 2025» أن الوظائف الأكثر نمواً ستكون في قطاعات التكنولوجيا والبيانات والذكاء الاصطناعي، منوهاً إلى أن عدداً من الوظائف الاقتصادية الأساسية يتوقع لها أن تنمو أيضاً، ومنها سائقو مركبات التوصيل، وعمال الرعاية، والمدرسون، وعمال المزارع، وهناك زيادات كبيرة متوقعة أيضاً لفرص العمل في مجال الرعاية، كمهنيي التمريض، والمدرسين في المرحلة الثانوية.

زيادة المواهب في البحرين ٪31وتطرّق التقرير إلى أن أرباب العمل في البحرين متفائلون بزيادة نسبة توفر المواهب 31%، متوقعاً تحسّن ظروف التوظيف بحلول عام 2030، كما أن هناك نحو 5% فقط من الشركات العاملة في مملكة البحرين تصنف الشيخوخة أو انخفاض عدد السكان في سن العمل، كنزعة تحولية بحلول العام 2030، مقارنة مع نسبة 40% من المستطلعة آرائهم حول العالم.كما يتوقع التقرير أن يكون 24% من العاملين في البحرين قادرين على تطوير مهاراتهم في وظائفهم الحالية، و14% إضافية سيتمّ نقل وظائفهم بعد تطوير مهاراتهم.

المهارات التكنولوجية

وأشار التقرير إلى أن من أسرع المهارات نمواً في 2030 المهارات التكنولوجية إلى جانب المهارات البشرية، كالمهارات الإدراكية ومهارات التعاون، كما أن هنالك حاجة ملحة إلى العمل المشترك في القطاعين العام والخاص، وفي قطاع التعليم لسد الفجوات المتسعة في مجال المهارات.

ويشير التقرير إلى أن فجوة المهارات هي العائق الأكبر أمام التحول الذي تشهده الأعمال التجارية، وذلك استناداً إلى بيانات مأخوذة من أكثر من 1000 شركة، وفق توقعات بتغير نحو 40% من المهارات المطلوبة في العمل، وهنالك نحو 63% من أصحاب العمل يشيرون إليها بالفعل على أنها العائق الأكبر الذي يواجهونه، خاصة مع نمو المهارات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والأمن السيبراني.

الأمن السيبراني

وأكد التقرير أن وظائف مواجهة الجمهور وقطاعات رئيسة كالرعاية والتعليم ستكون الأعلى نمواً لفرص العمل في 2030، في حين تعمل التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة على تغيير مشهد السوق، دافعةً إلى زيادة الطلب على كثير من وظائف التكنولوجيا والوظائف التخصصية، وفي الوقت نفسه إلى نقصان الطلب على وظائف أخرى منها التصميم الغرافيكي، أمناء الصناديق والمساعدين الإداريين.

وفي حين أن الطلب على المهارات التكنولوجية في ميادين الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والشبكات والأمن السيبراني يتوقع أن يكون هو الأسرع نمواً، فإن مهارات بشرية كالتفكير التحليلي والمهارات الإدراكية والقدرة على التكيّف والقيادة والتعاون ستظل مهارات أساسية حيوية، وسيكون الجمع بين مجموعتي المهارات هاتين الأكثر طلباً في كثير من الوظائف الناشئة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق