الجمعة 24/يناير/2025 - 07:54 م 1/24/2025 7:54:06 PM
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنّ معجزة الإسراء والمعراج أعظم المعجزات الحسيّة التي كرَّم اللَّه بها النبيٌّ محمد صلَّي اللَّه عليه وسلَّم، التي لم ينل شرفها قبلهُ نبيٌّ مرسلٌ ولا ملكٌ مقربٌ، تسريةً عن قلب رسول اللَّه الحزين وفؤاده الجريح، بعد أنَّ أُوذيَ إيذاءً شديدًا مِن أهل مكة والطائف؛ فتعرَّض لحصار خانق لمدة ثلاث سنوات، ثم فقد السند عمه أبو طالب، وزوجه خديجة بنت خويلد، اللَّذين كانا يُؤانسانه ويُؤازرانه؛ فلقِّب هذا العام بعام الحزن.
وأضاف «عمارة» خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ إدخال السرور إلى قلب النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، بمعجزة الإسراء والمعراج بشهود نفحات من الوعد الإلهي بالنصرة والتمكين، وتأكيدًا على صدق رسالته، فهي رحلة إلهية ومعجزة نبوية لا تقاس بمقاييس البشر وقوانينهم المحدودة بالزمان والمكان، بل تقاس على قدرة من أراد لها أن تكون وهو الخالق جل جلاله، ويجب الاعتقاد بوقوعها؛ منوهًا إلى أنَّ الصديق أبي بكر رضي اللَّه عنه، حينما حدثوه عن صاحبه أنه أُسري به من مكة إلى بيت المقدس، فما كان منه إلا أن قال: «إن كان قال فقد صدق، إني أصدقه في خبر السماء يأتيه».
وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنّ معجزة الإسراء والمعراج من مُعجزات نبينا محمدًا صلَّي اللَّه عليه وسلَّم، المُتواترة الثابتة بنص القرآن الكريم في سُورتي «الإسراء» و«النَّجم»، وبأحاديث السنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسُّنن والمسانيد ودواوين ومصنفات السُّنة، والتي انعقد على ثبوت أدلتها ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور؛ فقد تواترت الروايات في حديث الإسراء عن عشرين صحابيًّا، بما لا يدع مجالًا لتشكيك طاعن، أو تحريف مُرجف، ولقد تحدث القرآن عن الإسراء صراحةً في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وتحدث القرآن عن المعراج ضمنًا في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ معجزة الإسراء والمعراج وقعت على أرجح الأقوال في ليلة السابع والعشرين من شهر رجبٍ من السنة الثانية عشرة للبعثة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بسنة، وبعد معاناة النبي صلَّي اللَّه عليه وسلَّم في رحلته إلى الطائف، وهو المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وحكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ.
0 تعليق