قال الكاتب السياسي السوداني “الهندي عز الدين”، ان القوات المسلحة السودانية حققت نصرًا كبيرًا اليوم الجمعة بفك الحصار عن القيادة العامة بعد 21 شهرًا من المعارك المتواصلة مع متمردي الدعم السريع، مشيرا إلى أن هذه الانتصارات تعكس جهد القوات المسلحة واستراتيجيتها الفعالة في استعادة السيطرة على مناطق حيوية، حيث تمكنت القوات القادمة من أم درمان وبحري من عبور النيل عبر جسر النيل الأزرق العتيق للوصول إلى القيادة العامة.
ماذا يعني وصول الجيش السوداني للقيادة العامة بالخرطوم؟
وأكد عز الدين في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن هذا النصر ليس مجرد انتصار عسكري، بل مؤشر على اندحار الدعم السريع من مناطق استراتيجية مثل وسط الخرطوم وبحري وأم درمان، كما تشير التوقعات إلى أن الجيوب المتبقية من الدعم السريع في الخرطوم سيتم تحريرها في الأيام القليلة المقبلة، مما يمهد الطريق لإعلان العاصمة نظيفة من التمرد.
وأشار عز الدين إلى أن التحديات تبقى قائمة، وخاصة في مدينة الفاشر، حيث يسعى الدعم السريع جاهدًا للإطاحة بالمدينة بناءً على تعليمات من حاضنته الأجنبية، مؤكدا أن هذا السيناريو يعكس الأبعاد السياسية والاقتصادية للصراع، إذ يأمل هؤلاء في إعلان إقليم دارفور كدولة مستقلة وتقسيم السودان. لكن يبدو أن هذا الهدف بعيد المنال، حيث تعرضت الميليشيا لهزائم متتالية اليوم من قبل القوات المسلحة والقوات المشتركة التي تقاتل إلى جانبها.
الدعم السريع يحاول الوصول إلى الفاشر
وأوضح السياسي السوداني أن المعارك الدائرة في الفاشر بدارفور الآن تظهر استمرارية الجهود العسكرية للجيش السوداني، الذي يسعى لتقويض نفوذ الدعم السريع في مناطق حساسة، معتبرا أن هذا الانتصار العسكري قد يسهم في إعادة بناء الثقة في القوات المسلحة كحامية للوطن، ويعزز من الروح المعنوية لدى القوات والعاملين في الصفوف الأمامية.
وأشار إلى أن الوضع في دارفور لا يزال متوترًا، حيث يتعذر الحديث عن مفاوضات مع الدعم السريع في الوقت الراهن، ولكن يبدو أن أي محادثات ستكون مقتصرة على قضايا التسليم والانسحاب من مدن دارفور، مما يضع القوات المسلحة في موقف أقوى تجاه التفاوض من أجل إنهاء النزاع.
وختم عز الدين تصريحاته بأن هذا الوضع المتغير يستدعي مراقبة دقيقة وتنسيقًا بين القوى الوطنية لضمان تحقيق الاستقرار في السودان. يجب أن تُبذل الجهود لتفادي المزيد من التصعيد، وضرورة العمل نحو تسوية سلمية تعزز من وحدة البلاد وتحفظ أرواح المواطنين، معربا عن أمله في أن تسفر هذه الانتصارات العسكرية عن تحقيق سلام مستدام يعيد بناء الوطن بعد سنوات من الصراع والانقسام.
0 تعليق