الفجوة بين نهاية العام وبدايته: لماذا تختفي أهداف شركتك؟

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في بداية كل عام تضع الشركات أهدافا طموحة تسعى لتحقيقها خلال السنة.

تبدأ الفرق بالتخطيط بحماس، ويضع المديرون استراتيجيات ضخمة لتحقيق نمو كبير في الإيرادات، وتحسين الأداء، وتوسيع الحصة السوقية، ولكن مع مرور الوقت، يبدأ البعض في إدراك أن هذه الأهداف التي كانت حاضرة في البداية قد اختفت تدريجيا، وتكتشف الشركة في ديسمبر أنها لم تحقق الكثير من تلك الأهداف التي حددتها في يناير. فما السبب وراء ذلك؟

هل الأهداف طموحة لدرجة غير واقعية؟

في كثير من الأحيان تبدأ المشكلة من اللحظة التي يتم فيها وضع الأهداف، فيتم تحديد الأهداف بناء على توقعات كبيرة ومشروعات ضخمة، ولكن دون مراعاة للقدرة الفعلية على تنفيذها. هذه الأهداف قد تكون مبنية على طموحات الشركة دون النظر في التحديات والموارد المتاحة، وهو ما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بها مع مرور الوقت.

عندما تكون الأهداف كبيرة وغير محددة بشكل دقيق، يصبح من الصعب تقسيمها إلى أهداف صغيرة يمكن قياسها بشكل عملي، وهذا يعني أن الشركة قد تجد نفسها في نهاية العام محاطة بعدد من الأهداف التي لا يمكنها تحقيقها بسهولة.

هنا يكمن أحد أسرار اختفاء هذه الأهداف، ألا وهو غياب التخطيط التفصيلي والتركيز على أهداف محددة وقابلة للقياس.

وأيضا.. قد يتم تحديد الأهداف بناء على رؤية استراتيجية واضحة، لكن دون تقييم مستمر، تجد الشركات نفسها تبتعد عن مسارها. تزداد المشاغل اليومية، وتظهر تحديات جديدة، وفي غياب جلسات مراجعة دورية، يتم تجاهل الأهداف الاستراتيجية تدريجيا لصالح الأعمال الطارئة.

غياب المراجعة يمنع الشركة من تعديل أهدافها وفقا للواقع. ففي العديد من الحالات، قد تحتاج الأهداف إلى تعديلات خلال العام بناء على الظروف المتغيرة، ولكن إذا لم تكن هناك متابعة مستمرة، فإن الأهداف تبقى ثابتة، بينما الواقع يتغير.

هل ضغوط الأعمال اليومية هي السبب؟

من السهل أن تضيع الأهداف الكبرى بين طيات الأعمال اليومية. مع مرور الوقت تبدأ المشاكل اليومية، مثل تلبية احتياجات العملاء أو إدارة الموظفين، وتأخذ كل الأولوية. مع كل ضغوط العمل تصبح الأهداف الكبيرة التي تم تحديدها في بداية العام أكثر بعدا عن متناول اليد.

تأخذ الأعمال العاجلة مكان الأعمال الاستراتيجية؛ مما يجعل الأهداف السنوية مجرد فكرة غير قابلة للتحقيق.

كيف نتجنب اختفاء الأهداف؟

الحل يكمن في تحديد أهداف مرنة وقابلة للتنفيذ، وتوفير الآليات اللازمة لمراجعتها بشكل دوري. ينبغي تقسيم الأهداف الكبرى إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق، مع تحديد مؤشرات أداء رئيسية (KPIs) لقياس التقدم بشكل مستمر.

كما يجب تخصيص وقت لمراجعة الأهداف والتأكد من أن الجميع في الشركة يعمل على تحقيقها.

يمكنك تجنب هذه الفجوة بين بداية ونهاية العام، من خلال إجراء مراجعات شهرية أو ربع سنوية، حيث يتيح ذلك تعديلات وتوجيهات جديدة بما يتماشى مع المتغيرات التي تحدث في السوق أو داخل الشركة.

اختفاء الأهداف في نهاية العام ليس أمرا عشوائيا، بل هو نتيجة لعدة عوامل تتعلق بكيفية وضع الأهداف، غياب التقييم المستمر، وضغوط العمل اليومية.

إذا كنت ترغب في تجنب هذه الفجوة، يجب أن تكون الأهداف واضحة، قابلة للقياس، ومراجعتها بشكل دوري، حتى تظل الشركة على المسار الصحيح لتحقيقها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق