جاء في لسان العرب، مرحبا أي صادفت سعة، وأرحب كما يستخدمها بعض قبائل جنوب المملكة تعني المكان اتسع، وفي الحقيقة إن أعمال وزارة العدل اتسعت ولعله بأن القضاء حاجة لا يستغني عنها أي مجتمع في العالم لأنها هي صمام الأمان للحقوق ورد المظالم إلى أهلها، وأن القضاء له أثر على الحريات العامة في دولة القانون، وأن الأصل في القضاء الحياد والاستقلالية. وأنه يكفل حق المتقاضي.

معالي وزير العدل نهض بالقطاع العدلي نهضة واضحة تواكب الرؤية الاستراتيجية للمملكة 2030، وشكل فريق عمل مناسبا يفوض إليه بعض المهام ليعود إليه أعضاء الفريق بإنجازات وبتقارير مختصرة وواضحة ومفهومة تلامس الواقع المخطط له، وعلى ضوء ذلك يتخذ القرار الصحيح والمناسب للظروف والأحوال والإمكانيات.

ومن أفضل القرارات المشكورة لوزارة العدل هي نظام القضاء الذكي (الجلسات القضائية عن بعد)، ووعاء هذه الجلسة - أي مجلس القضاء - هو برنامج (تيمز) الذي أصبح مصدر إشكالية للمدعي أو المدعى عليه، حيث إن بعض المواطنين أو المقيمين لا يعرفون كيف التعامل مع هذا البرنامج، وقد يكون فيه خلل فني في الإعدادات لا يعرف المستفيد كيف التعامل معها، وبما أني مطلع على بعض قصص المتداعين فإن بعضهم لم يستطع فتح الكاميرا ولا الصوت، ولكن يسمع صوت القاضي ناظر القضية والخصم، ويطلب منه القاضي الجواب على دعوى المدعي وهذا المتقاضي يجهل كيف يتصرف فردد عليه القاضي ثلاثا بطلب الجواب، فأعده ناكلا وهو لم يمتنع عن الإجابة بل لا يعرف التصرف فيه، حينها رغب أن لديه (الشات) يستطيع من خلاله الرد. وفي قضية أخرى كذلك أحد المتداعين تعطل لديه برنامج (التيمز) واستشعر القاضي بأن أحد الخصوم لم يستطع الرد والدفوع فرفع القاضي الجلسة لسبب عدم مقدرة أحد الخصوم التمكن من إبداء رده على خصمه.

على أية حال: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر، وكل له اجتهاده ومستنده الذي يبني عليه اجتهاده، والذي نتمنى من وزارة العدل أن تقوم بتوعية المستفيد في كيفية استخدام هذا البرنامج (المهم)، حتى يكون بحجم القضاء الذكي الذي ساعد المستفيد في أريحية التقاضي من منزله أو من أي مكان، بخلاف بعض الدول التي لم تتواكب مع التقنية الحديثة، فإنك إذا نظرت إلى حضور الخصوم إلى المحكمة والطوابير التي يقف بها الناس حتى يكاد الرجل الشديد أن يقع على الأرض من كثرة الوقوف، علمت أن الخدمة جدا كبيرة لخدمة المستفيد من خدمات وزارة العدل.

إن عملية التقاضي الذكي تساهم بصورة فعالة في إتمام إجراءات التقاضي بين الخصوم على وجه السرعة، إذ تتم عملية إرسال واستلام المستندات والمذكرات والصكوك دون الحاجة لانتقال طرفي الدعوى مرات عديدة لمقر المحكمة وفي ذلك توفير للجهد والمال.

ختاما: إن وزارة العدل تعد لها قفزة نوعية في مجال تطوير وعصرنة العمل القضائي، حيث فرضت تطور التكنولوجيا، على مختلف الأصعدة، ولذلك واكبت وزارة العدل هذا التطور، وأتمنى أن يطلعنا الزملاء في وزارة العدل على بعض الحلول المستقبلية لمعالجة المعوقات للقضاء الذكي.. للحديث بقية.