استمرار مواكب عودة الغزيين: أرضنا حقنا الثابت

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في اليوم العاشر من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يتواصل تدفق مواكب الصمود الغزية من العائدين إلى وسط وشمال القطاع عبر شارع الرشيد وصلاح الدين، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم.اضافة اعلان
لليوم الثاني، استمر هذا المشهد المهيب للغزيين العائدين إلى مناطقهم بعد نزوحهم منها قبل زهاء عام، حين حولتها آلة الحرب الصهيونية إلى أرض محروقة لجعلها تفتقر لأساسيات الحياة، في محاولة لجعل تهجير الغزيين أمرا واقعا.
لكن الغزيين قالوا كلمتهم من خلال عودتهم أفواجا إلى مناطقهم رغم علمهم أن 90 % من منازلهم تم تسويتها بالأرض، مؤكدين حقهم في الأرض وثباتهم عليها.
ويواجه الفلسطينيون تحديا صعبا لتوفير مقومات الحياة التي تعمّد الجيش الإسرائيلي تدميرها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حرب الإبادة الجماعية التي بدأها في 7 تشرين الاول (أكتوبر) 2023 واستمرت لأكثر من 15 شهرا.
ويتواصل توافد الفلسطينيين العائدين إلى الشمال قادمين من الجنوب، لكن فرحة العودة تتبدد مع غياب سبل ومتطلبات الحياة في المنطقة.
ومنذ 10 أيام، يشكو فلسطينيو الشمال من عدم وجود أي مصدر للمياه إضافة لعدم وجود مساحات فارغة لنصب خيام الإيواء على أرضها وذلك بسبب أنقاض البيوت المدمرة.
إلى جانب ذلك فإن المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفق فلسطينيين تحدثوا، لم تصل إلى الشمال. واضطرت العائلات العائدة إلى شمال القطاع لإقامة خيام إيواء في الشوارع وقرب أنقاض منازلها المدمرة في ظل عدم وجود بدائل.
حياة صعبة
هيثم انصيو الذي عاد إلى بلدة بيت حانون قبل أكثر من أسبوع، يقول: "لا يوجد أي مقومات حياة في شمال قطاع غزة".
ويضيف: "الأهالي قرروا العودة رغم عدم وجود مقومات للحياة لأنهم أصحاب الأرض ويعتبرون وجودهم فيها أكبر تحدٍ للاحتلال وانتصارا عليه".
ويلفت إلى أن عائلته المكونة من 15 فردا (زوجة وأبناء وأحفاد) عادت إلى بيت حانون وأقامت خيمة قرب ركام منزلها المدمر وسكنتها رغم انعدام سبل العيش.
وبشكل يومي، تضطر عائلة انصيو نقل المياه على عربة يجرها حمار من مسافة تزيد على 10 كيلومترات، وفق قوله.
ويأمل انصيو أن تعمل الجهات المعنية بأقرب وقت على توفير مستلزمات الحياة للعائدين إلى شمال القطاع، خاصة الماء الذي يعتبر عصب الحياة.
ويذكر أن المنطقة لا يوجد فيها خطوط إمداد طعام أو مياه، داعيا الجهات المسؤولة لإنشاء "مخيمات تشجع الناس على العودة إلى أماكن سكنهم ولو حتى فوق الركام".
والسبت الماضي، دعت وزارة التنمية الاجتماعية بغزة المواطنين العائدين من جنوب القطاع بالاهتمام إلى جلب خيامهم معهم في ظل عدم وصول خيام إلى محافظتي غزة والشمال.
وطالبت الوزارة الأطراف بالضغط على الاحتلال من أجل إدخال الخيام بصورة عاجلة لتأمين أماكن سكن للنازحين العائدين.
معاناة مشتركة
وفي مخيم جباليا بمحافظة الشمال، تعيش عائلة النجار نفس المعاناة بعدما أقامت خيمة قرب ركام منزلها المدمر لتأوي بها 9 أفراد. تقول الأم ماجدة النجار: "كل شيء صعب، لا يتوفر لدينا أي شيء يمكن أن يساعدنا على الحياة، جئنا لهذا المكان لأنه لا بديل عنه".
وتضيف عن ظروف الحياة: "لا يوجد (شبكات) صرف صحي ولا ماء ولا فراش ولا أغطية ولا طعام ولا أي مقومات أخرى للحياة". وتشير إلى أنهم "استبشروا خيراً باتفاق وقف إطلاق النار وكانوا متأملين أن يتم إدخال بيوت مؤقتة أو خيام لكن للأسف لم يحصل ذلك إلى اليوم".
وتتابع السيدة متحدثة عن المعاناة اليومية: "ننقل المياه حملاً بالأيدي من مسافات بعيدة وبكميات قليلة جداً لا تكاد تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية".
وتختم: "نأمل أن يتم في أقرب وقت توفير كل ما يحتاجه الأهالي والصامدون شمال قطاع غزة من مقومات حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة والانتصار على الاحتلال بصمودهم".
والاثنين الفائت، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان إن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان بشكل فوري حيث بلغت نسبة الدمار جراء الإبادة الجماعية ما نسبته 90 بالمائة في المحافظتين.
وطالب المكتب "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والدول العربية إلى فتح المعابر وإدخال المستلزمات الأساسية لإيواء شعبنا الفلسطيني".
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
وبدعم أميركي، ارتكب الاحتلال بين 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 و19 كانون الثاني (يناير) 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق