أكد الدكتور عبد الوهاب لطفي، أستاذ المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، أن هناك تداخلًا كبيرًا بين عدة عوامل بيئية وصحية قد تؤدي إلى حدوث الأمراض المناعية الذاتية.
وأكد أستاذ المناعة والحساسية بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الغذاء، الدواء، الهواء، والشوارد الحرة كلها تساهم في زيادة التوتر في جهاز المناعة، مما قد يتسبب في تطور أمراض المناعة الذاتية.
وأشار إلى أن الشوارد الحرة، التي هي مركبات تفاعلية مثل "السوبر أوكسايد"، تتولد داخل الجسم نتيجة لمؤثرات مثل الغذاء غير السليم، التلوث البيئي، التوتر النفسي، والسموم التي قد نتعرض لها بشكل يومي، موضحا أن هذه الشوارد الحرة تلعب دورًا في تفعيل جهاز المناعة بشكل غير طبيعي، مما يسبب في بعض الأحيان حدوث أمراض المناعة الذاتية.
كما نوه إلى أن أحد العوامل التي قد تزيد من الشوارد الحرة في الجسم هو التعرض للرصاص، الذي يعتبر من السموم البيئية التي تؤثر على جهاز المناعة، لافتا إلى أن الرصاص يوجد في العديد من المواد، مثل البويات المشتقة من البترول، البطاريات، بعض الأدوات البلاستيكية المستخدمة في حفظ الطعام والعصائر، بالإضافة إلى وجوده في التربة التي قد تؤثر بدورها على المحاصيل الزراعية.
وتطرق إلى تأثير التلوث البيئي، مثل انبعاثات المصانع، على صحة الإنسان، مشيرًا إلى ضرورة مراقبة الوضع الصحي للأشخاص العاملين في هذه الصناعات بشكل دوري للوقاية من الأمراض المناعية الناتجة عن هذه المؤثرات.
وفي سياق آخر، تحدث الدكتور عن أهمية "الميكروبيوم" أو الكائنات الدقيقة التي تعيش على أسطح الجلد وفي فتحات الجسم مثل العين والفم، بالإضافة إلى تلك الموجودة في الجهاز الهضمي، موضحا أن هذه الكائنات تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الجسم، خصوصًا في دعم جهاز المناعة.
وأكد أن سوء التعامل مع هذه الميكروبات قد يؤدي إلى اضطرابات مناعية، حيث أن الميكروبيوم مسؤول عن التخلص من نواتج الهضم بشكل سليم، وعند تراكم هذه النواتج في الجسم لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
0 تعليق