بقلم: روبيك روزنطال
الجميع يعرفون أن خسرنا في حرب "السيوف الحديدية". نتنياهو يعرف أننا خسرنا. سموتغبير يعرفان أننا خسرنا. هرتسي يعرف أننا خسرنا. كل العالم ينظر إلى الدولة التي قامت بتدمير بلاد العدو وقتلت عشرات الآلاف من جنوده ومواطنيه وقامت بتصفية قادته واغلقت كيلومترات من انفاقه – وخسرت.اضافة اعلان
لم يتم تحقيق أي هدف من اهداف الحرب. حماس لم يتم "تدميرها"، هي تملأ صفوفها من جديد، وسكان غزة لم يذهبوا إلى أي مكان، الأمن لم يعد لسكان الغلاف الذين حتى الآن لم يعودوا إلى بيوتهم المدمرة، عشرات المخطوفين لم يعودوا بعد من الأسر. على الطريق خسرنا لسنوات تعاطف العالم معنا، اقتصاد الدولة دخل إلى عقد من الركود على الاقل، الجيش تآكل، دوائر التأهيل الجسدي والنفسي توسعت ووصلت إلى كل بيت في اسرائيل.
في الاجواء ما يزال يحلق وهم "سنستأنف القتال". أي سنة ونصف نفس الشيء. ما لم تتم تسويته ستتم تسويته، وما تمت تسويته ستتم تسويته مرة اخرى، مئات الجنود سيقتلون، الازمة الاقتصادية ستتعمق، الصدمة القومية والشخصية ستتسلل وتصل إلى كل ارجاء الروح، الجيش يستغيث ويطلب المزيد من المقاتلين لملء الصفوف الآخذة في النفاد، حاخامات الحريديين ومبعوثيهم سيضحكون طوال الطريق إلى صناديق الاقتراع، المخطوفون الذين بقوا لن تتم اعادتهم. حتى الهدنة القادمة، حتى الصفقة القادمة، حتى المرحلة القادمة للحرب التي سنواصل فيها الخسارة.
يعقوب عميدرور قال بأنه ارسل إلى نتنياهو ورجاله ورقة موقف سميكة. الفرضية التي تقول بأن حروب اسرائيل يجب أن تكون قصيرة، انهارت، قال. الآن جاءت الحروب الطويلة. الفرضية التي خرج ضدها لم تنهر، فرضيته هي التي انهارت. في الحروب الطويلة نحن نخسر. نحن خسرنا وسنواصل الخسارة. الكاهنة السوداء للابواق، عيريت لينور، التي اعلنت عن الوصية الدينية، "محو العملاق"، التي حسب رأيها تلغي وصية "فداء الأسرى"، يجب عليها فحص من هو العملاق وكيف يتم محوه ومتى. في الحروب التوراتية قتل الانبياء والقضاة مجموعات سكانية بالكامل، حتى المرأة والطفل والشيخ الاخيرين، حتى سبعة أجيال قادمة. النبية عيريت.
لا توجد صورة نصر. لا توجد "ثمار" للنصر. ولكن اذا لم نتمكن من الاستمتاع بثمار النصر فربما هذا هو الوقت المناسب للاستمتاع بثمار الخسارة. ثمار الخسارة هي ثمار الوعي، ثمار الإدراك الصعب بأن الحروب ليست اسلوب حياة محتمل لشعب يريد الحياة. ثمار الخسارة هي الانتقال من ساحة الحرب الدموية والعودة إلى أسرة الشعوب وإلى الاتفاقات الدولية وإلى اتفاقات ابراهيم.
ثمار النصر في حرب الايام الستة كان عمرها قصير. بعد ذلك جاء المزيد من الحروب، وجميعها انتهت باتفاقات، التي هي النصر الحقيقي. ثمار اتفاق اوسلو الفاشلة رسخت لجيل أو جيلين القدرة على العيش جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين في يهودا والسامرة. هذا الاتفاق لم يتم استكماله. نور خفيف للحكمة يبزغ من لبنان، لذلك نحن لم نخسر في لبنان حتى الآن.
الجميع يرون نتنياهو في حالة ضعفه، جسديا ونفسيا وسياسيا. هذه بالنسبة له اللحظة الاخيرة من اجل وقف الحداد على النصر المطلق الذي أفلت من بين يديه، وفشل في اللحظة التي تم فيها اطلاقه في الهواء كشعار متغطرس، والعودة إلى الحكمة السياسية. وباستثناء ذلك فإن مذبحة 7 اكتوبر ستكون إرثه المعيب حتى يومه الأخير.
0 تعليق