عمان- نظمت جمعية النقاد الأردنيين حفل توقيع لرواية "نجوم ورفاقها"، للدكتور صالح أبو أصبع، شارك فيه بورقة نقدية الدكتور محمد عبيد الله، وأداره الدكتور يوسف رابعة، وذلك في مقر رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس.اضافة اعلان
أستاذ النقد الدكتور محمد عبيد الله قدم قراءة لهذه الرواية يقول: "إن د. صالح أبو أصبع القاص والأديب يعود في روايته الجديدة "نجوم ورفاقها" إلى الساحة اللبنانية وتجربة المقاومة الفلسطينية فيها خلال سبعينيات القرن العشرين، تلك التجربة التي انتهت بالاجتياح والغزو الإسرائيلي لبيروت في حزيران 1982، وحصار العاصمة اللبنانية حتى التوصل إلى اتفاق خروج المقاومة وشتاتها بين عواصم ودول مختلفة، في آب (أغسطس) العام 1982". مبينا أن تلك المرحلة من مراحل الثورة الفلسطينية تنطوي على أحداث متشابكة ومعقدة، تشكل موردا مهما للكتابة السردية المعاصرة، وقد كتبت عنها العديد من الدراسات والكتابات الفلسطينية واللبنانية والعربية في العقود الماضية.
ورأى عبيد الله، أن أبو أصبع اختار مجموعة من الشخصيات المتنوعة التي تمثل حلقة من حلقات تلك التجربة الفلسطينية التي تأثرت بالظروف التاريخية والجغرافية المحيطة بها في ذلك الوقت. وقد روى جانبا حيويا من تجاربهم وتطلعاتهم من خلال صوت الراوي (أحمد السلماوي) الذي يحدد في بداية الرواية منظوره وما سيرويه، قائلا: "أنا أحمد السلماوي، أروي لكم حكاية بعض الذين التقوا في مخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، وانتهت في أوائل الثمانينيات بالاجتياح الإسرائيلي للبنان".
وأوضح عبيد الله، أن الراوي يحكي هذه الحكاية بعد عقود من انتهائها، وشتات أبطالها وشخصياتها، لتكون الكتابة شاهدة على عطاء هذه الشخصيات وما قدمته في مسيرتها النضالية، وتطلعاتها التي انكسرت ولم تتحقق تماما كما أرادت وحلمت. فقد انتهى ذلك بشتات جديد عاشته تلك الشخصيات بعد الخروج من بيروت، لافتا إلى أن المؤلف يقدم في هذه الرواية إضاءات مركزة على عدد من الهواجس المهمة التي صاحبت الأدب المرتبط بفلسطين، وفي مقدمتها مسألة جدلية الحياة والموت، وحضور الاستشهاد والتضحية في سبيل تحقيق حياة أفضل للأجيال القادمة. فمعظم الشخصيات تحتفظ بتجارب قاسية ترتبط بما شهدته أثناء احتلال فلسطين في نكبة العام 1948، مثل فقد الآباء والأمهات والأهل بشكل مؤلم، وكذلك فقد الأبناء في مسيرة المقاومة والقصف الإسرائيلي على المخيمات، مما جعل الموت قريبا ومتداخلا مع الحياة.
وأشار عبيد الله إلى إحدى شخصيات الرواية، "نجوم الفاروقي"، تمثل شخصية مديرة لمدرسة الأشبال من الأيتام وأبناء الشهداء، إلى جانب ما عاشته وعاشه معها الراوي أحمد السلماوي إبان احتلال قريتهما قبل أحداث الرواية بسنوات. مشيرا إلى أن ما من شخصية في الرواية إلا ولها مأساتها الخاصة وفقدها الخاص، حتى غدا هذا الفقد عاما يشمل الجماعة الفلسطينية بأسرها، مما نتج عنه هذا الوعي بمبدأ الموت من أجل الحياة. فكما تقول أم محمد، العاملة في مدرسة الشهداء التي فقدت زوجها وأبناءها شهداء، وظلت متماسكة صامدة: "إذا لم نضح نحن، فمن يضحي؟ نحن مثل الشجرة، كلما قلمناها، ازدادت نموا وقوة.
وقال عبيد الله: "إن الرواية تمثل في مجملها حلقة من حلقات تجربة الجماعة الفلسطينية في شتاتها وصمودها ومقاومتها للذوبان والضياع". ولذلك، تطرح الرواية مشكلة الهوية وما تعرضت له من محاولات محو وتغييب، وتدعو إلى الحفاظ عليها بكل صورها الموروثة، وكذلك ضرورة نقلها إلى الأجيال الجديدة. وهذا يظهر في مناهج التعليم التي طبقتها مدرسة الأشبال وأبناء الشهداء، وفي حوارات الشخصيات وأحاديثها وتبادلها للخبرات والذكريات التي تشكل مكونات هذه الهوية وكيفية الحفاظ عليها وتناقلها بالكلمة والفعل، بالسلم أو الحرب. وبالرغم من شتات الشخصيات في نهاية الرواية، فإن الراوي في خاتمته ترك النهاية مفتوحة على الاحتمالات. فقد انطوت مرحلة من المراحل وجولة من الجولات، ولكن الصراع سيظل مفتوحا مستمرا حتى يحقق الشعب الفلسطيني حريته وحقه في الوجود العادل على أرضه، التي انتزعت منه في واحدة من أقسى تجارب الشتات الجماعي في التاريخ الإنساني.
وخلص عبيد الله، إلى أن الرواية ركزت على الشخصيات، وجاء عنوانها الرئيسي وعناوينها الفرعية مرتبطة بأسماء شخصياتها. وفي هذا التركيز إشارة ضمنية قوية إلى مكانة الإنسان في مسيرة التجربة الفلسطينية. فإذا كان المكان الجديد، مكان الشتات، قد أصبح مكانا ضبابيا وموطنا للاغتراب، فإن الإنسان هو العنصر الثابت، وهو الذي يعول عليه لاسترجاع المكان الأول، الوطن، بمعناه البسيط والمركب. وهذا ما لا يمكن التفريط فيه ولا استبداله، كما أثبتت هذه الرواية، وكما هو واقع الحال في مجمل مسيرة الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال المؤلف د. صالح أبو أصبع: "إن سؤال لماذا أكتب؟ هو سؤال يواجهه كل كاتب يوميا، وينتظر الإجابة عنه. لماذا نكتب؟ هل نكتب لأن لدينا ما نحلم به؟ هل هي كوابيس؟ أم خيالات جميلة؟ أو ربما آمال نتمنى تحقيقها منذ الطفولة؟ عندما تكون هناك قضية بحجم قضية فلسطين، وتكون لاجئا حرمت منذ طفولتك من أن تعيش في بلدتك، فإن ذلك أمرا يدمي القلب ويثير مكامن الغضب والألم".
وأضاف أبو أصبع، منذ طفولتنا نشأنا ونحن نحلم بالعودة، وكانت المشاعر القومية التي عززها وجود قائد عروبي مثل جمال عبد الناصر قد تأججت، لتزرع فينا روح الانتماء إلى أمة عربية واحدة تحلم بوحدتها، وتحلم بتطهير أرضها من الغاصب الصهيوني. ومع هذه المشاعر، كانت تنمو في داخلنا مشاعر الإحساس بالمسؤولية والالتزام. مبينا أن الكتابة بالنسبة إليه هي معاناة... وهي تعبير عن قلق داخلي، ولكنه قلق إيجابي، يتم التعبير عنه من خلال الإحساس بالمسؤولية.
وأشار أبو أصبع إلى أن الوضع العربي الذي يعيش فيه المواطن معاناة الفقر والأمية والجهل والبطالة والاستغلال، وتتهاوى فيه القيم. وفي وضع سياسي يعاني من تحديات تمزق الوطن العربي، وتعمل على تفتيت بنية المجتمعات العربية. إزاء كل هذا، ما كان للإنسان العربي أن يشعر بالأسى والألم والتمزق لما يجري في وطنه؟ لافتا إلى أنه منذ طفولته، تربى هو وأبناء جيله على أربعة أحلام: "وطن عربي حر موحد، فلسطين حرة من النهر إلى البحر، ديمقراطية توفر الحرية للإنسان العربي وعدالة اجتماعية تشمل جميع الناس".
وقال أبو أصبع: "إن هدفه من الكتابة هو التعبير عن هذه الأحلام الأربعة، وتقديمها بشكل يعكس الحلم الجماعي الذي أشار إليه، ليصبح دافعا سياسيا واجتماعيا، يرنو إلى التغيير". ويطمح المؤلف من خلال ذلك إلى حث الإنسان العربي على تجاوز الواقع المرير الذي يعيشه، حيث تشده أساليب التنشئة الاجتماعية التقليدية إلى الخلف، التي تجسد السلطة الأبوية، وتحد من تطور الشخصية المبدعة. كما يشده أسلوب التعليم التقليدي الذي يركز على التلقين وحفظ المعلومات، من دون أن يساهم في تربية الأبناء على التفكير العلمي النقدي.
واعتبر أبو أصبع أن التزام الكاتب لا ينبع من فراغ، بل إنه العلاقة بين ما يؤمن به وما يسعى إليه ويحلم بتحقيقه. ولذا، فأنا أكتب وأنا أشعر بأن خياري الوحيد كي أكون موجودا هو أن أكون إنسانا له دور ذو قيمة في الحياة. فالكتابة بالنسبة إلي لم تكن وسيلة لتغطية تكاليف المعيشة، بل كتبت لأنني أشعر بأن لدي ما أقوله. لقد بدأت الكتابة منذ الطفولة. خططت في طفولتي بعض الكلمات التي نظمتها شعرا، وأنا أشعر برغبتي في الكتابة وفي المزيد من القراءة.
وقال أبو أصبع: "إنه يكتب للإنسان العربي، هذه هي قضيتي الأولى: الإنسان العربي بكل أطيافه. لم أؤمن يوما بالطائفية، ولا بالحدود القطرية التي صنعها الاستعمار. إيماني الكبير هو إيماني بالإنسان العربي، وحلمي بتحرير فلسطين، وأن يعم السلام والرخاء في ديار العروبة. وحلمي بوحدة الوطن العربي الكبير، كلها أحلام لا تنطفئ". وأشار إلى أن القوى الدولية تلعب في ساحات الصراع العربي، بينما نفتقد البوصلة التي ترشدنا إلى سبيل النجاة من جحيم ما نعيشه.
وخلص أبو أصبع، إلى أن غزة قدمت أسطورة في التضحية والصمود، وكشفت عن حجم التخاذل العربي في مواجهة الوحش الصهيوني الذي اقترف جرائم حرب وإبادة لم يشهد التاريخ مثيلا لها. مع كل هذا الواقع المرير، نحن بحاجة إلى الكتابة برؤية مستقبلية، والكتابة للتعبير عن الهوية بالتزام ومسؤولية.
أستاذ النقد الدكتور محمد عبيد الله قدم قراءة لهذه الرواية يقول: "إن د. صالح أبو أصبع القاص والأديب يعود في روايته الجديدة "نجوم ورفاقها" إلى الساحة اللبنانية وتجربة المقاومة الفلسطينية فيها خلال سبعينيات القرن العشرين، تلك التجربة التي انتهت بالاجتياح والغزو الإسرائيلي لبيروت في حزيران 1982، وحصار العاصمة اللبنانية حتى التوصل إلى اتفاق خروج المقاومة وشتاتها بين عواصم ودول مختلفة، في آب (أغسطس) العام 1982". مبينا أن تلك المرحلة من مراحل الثورة الفلسطينية تنطوي على أحداث متشابكة ومعقدة، تشكل موردا مهما للكتابة السردية المعاصرة، وقد كتبت عنها العديد من الدراسات والكتابات الفلسطينية واللبنانية والعربية في العقود الماضية.
ورأى عبيد الله، أن أبو أصبع اختار مجموعة من الشخصيات المتنوعة التي تمثل حلقة من حلقات تلك التجربة الفلسطينية التي تأثرت بالظروف التاريخية والجغرافية المحيطة بها في ذلك الوقت. وقد روى جانبا حيويا من تجاربهم وتطلعاتهم من خلال صوت الراوي (أحمد السلماوي) الذي يحدد في بداية الرواية منظوره وما سيرويه، قائلا: "أنا أحمد السلماوي، أروي لكم حكاية بعض الذين التقوا في مخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، وانتهت في أوائل الثمانينيات بالاجتياح الإسرائيلي للبنان".
وأوضح عبيد الله، أن الراوي يحكي هذه الحكاية بعد عقود من انتهائها، وشتات أبطالها وشخصياتها، لتكون الكتابة شاهدة على عطاء هذه الشخصيات وما قدمته في مسيرتها النضالية، وتطلعاتها التي انكسرت ولم تتحقق تماما كما أرادت وحلمت. فقد انتهى ذلك بشتات جديد عاشته تلك الشخصيات بعد الخروج من بيروت، لافتا إلى أن المؤلف يقدم في هذه الرواية إضاءات مركزة على عدد من الهواجس المهمة التي صاحبت الأدب المرتبط بفلسطين، وفي مقدمتها مسألة جدلية الحياة والموت، وحضور الاستشهاد والتضحية في سبيل تحقيق حياة أفضل للأجيال القادمة. فمعظم الشخصيات تحتفظ بتجارب قاسية ترتبط بما شهدته أثناء احتلال فلسطين في نكبة العام 1948، مثل فقد الآباء والأمهات والأهل بشكل مؤلم، وكذلك فقد الأبناء في مسيرة المقاومة والقصف الإسرائيلي على المخيمات، مما جعل الموت قريبا ومتداخلا مع الحياة.
وأشار عبيد الله إلى إحدى شخصيات الرواية، "نجوم الفاروقي"، تمثل شخصية مديرة لمدرسة الأشبال من الأيتام وأبناء الشهداء، إلى جانب ما عاشته وعاشه معها الراوي أحمد السلماوي إبان احتلال قريتهما قبل أحداث الرواية بسنوات. مشيرا إلى أن ما من شخصية في الرواية إلا ولها مأساتها الخاصة وفقدها الخاص، حتى غدا هذا الفقد عاما يشمل الجماعة الفلسطينية بأسرها، مما نتج عنه هذا الوعي بمبدأ الموت من أجل الحياة. فكما تقول أم محمد، العاملة في مدرسة الشهداء التي فقدت زوجها وأبناءها شهداء، وظلت متماسكة صامدة: "إذا لم نضح نحن، فمن يضحي؟ نحن مثل الشجرة، كلما قلمناها، ازدادت نموا وقوة.
وقال عبيد الله: "إن الرواية تمثل في مجملها حلقة من حلقات تجربة الجماعة الفلسطينية في شتاتها وصمودها ومقاومتها للذوبان والضياع". ولذلك، تطرح الرواية مشكلة الهوية وما تعرضت له من محاولات محو وتغييب، وتدعو إلى الحفاظ عليها بكل صورها الموروثة، وكذلك ضرورة نقلها إلى الأجيال الجديدة. وهذا يظهر في مناهج التعليم التي طبقتها مدرسة الأشبال وأبناء الشهداء، وفي حوارات الشخصيات وأحاديثها وتبادلها للخبرات والذكريات التي تشكل مكونات هذه الهوية وكيفية الحفاظ عليها وتناقلها بالكلمة والفعل، بالسلم أو الحرب. وبالرغم من شتات الشخصيات في نهاية الرواية، فإن الراوي في خاتمته ترك النهاية مفتوحة على الاحتمالات. فقد انطوت مرحلة من المراحل وجولة من الجولات، ولكن الصراع سيظل مفتوحا مستمرا حتى يحقق الشعب الفلسطيني حريته وحقه في الوجود العادل على أرضه، التي انتزعت منه في واحدة من أقسى تجارب الشتات الجماعي في التاريخ الإنساني.
وخلص عبيد الله، إلى أن الرواية ركزت على الشخصيات، وجاء عنوانها الرئيسي وعناوينها الفرعية مرتبطة بأسماء شخصياتها. وفي هذا التركيز إشارة ضمنية قوية إلى مكانة الإنسان في مسيرة التجربة الفلسطينية. فإذا كان المكان الجديد، مكان الشتات، قد أصبح مكانا ضبابيا وموطنا للاغتراب، فإن الإنسان هو العنصر الثابت، وهو الذي يعول عليه لاسترجاع المكان الأول، الوطن، بمعناه البسيط والمركب. وهذا ما لا يمكن التفريط فيه ولا استبداله، كما أثبتت هذه الرواية، وكما هو واقع الحال في مجمل مسيرة الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال المؤلف د. صالح أبو أصبع: "إن سؤال لماذا أكتب؟ هو سؤال يواجهه كل كاتب يوميا، وينتظر الإجابة عنه. لماذا نكتب؟ هل نكتب لأن لدينا ما نحلم به؟ هل هي كوابيس؟ أم خيالات جميلة؟ أو ربما آمال نتمنى تحقيقها منذ الطفولة؟ عندما تكون هناك قضية بحجم قضية فلسطين، وتكون لاجئا حرمت منذ طفولتك من أن تعيش في بلدتك، فإن ذلك أمرا يدمي القلب ويثير مكامن الغضب والألم".
وأضاف أبو أصبع، منذ طفولتنا نشأنا ونحن نحلم بالعودة، وكانت المشاعر القومية التي عززها وجود قائد عروبي مثل جمال عبد الناصر قد تأججت، لتزرع فينا روح الانتماء إلى أمة عربية واحدة تحلم بوحدتها، وتحلم بتطهير أرضها من الغاصب الصهيوني. ومع هذه المشاعر، كانت تنمو في داخلنا مشاعر الإحساس بالمسؤولية والالتزام. مبينا أن الكتابة بالنسبة إليه هي معاناة... وهي تعبير عن قلق داخلي، ولكنه قلق إيجابي، يتم التعبير عنه من خلال الإحساس بالمسؤولية.
وأشار أبو أصبع إلى أن الوضع العربي الذي يعيش فيه المواطن معاناة الفقر والأمية والجهل والبطالة والاستغلال، وتتهاوى فيه القيم. وفي وضع سياسي يعاني من تحديات تمزق الوطن العربي، وتعمل على تفتيت بنية المجتمعات العربية. إزاء كل هذا، ما كان للإنسان العربي أن يشعر بالأسى والألم والتمزق لما يجري في وطنه؟ لافتا إلى أنه منذ طفولته، تربى هو وأبناء جيله على أربعة أحلام: "وطن عربي حر موحد، فلسطين حرة من النهر إلى البحر، ديمقراطية توفر الحرية للإنسان العربي وعدالة اجتماعية تشمل جميع الناس".
وقال أبو أصبع: "إن هدفه من الكتابة هو التعبير عن هذه الأحلام الأربعة، وتقديمها بشكل يعكس الحلم الجماعي الذي أشار إليه، ليصبح دافعا سياسيا واجتماعيا، يرنو إلى التغيير". ويطمح المؤلف من خلال ذلك إلى حث الإنسان العربي على تجاوز الواقع المرير الذي يعيشه، حيث تشده أساليب التنشئة الاجتماعية التقليدية إلى الخلف، التي تجسد السلطة الأبوية، وتحد من تطور الشخصية المبدعة. كما يشده أسلوب التعليم التقليدي الذي يركز على التلقين وحفظ المعلومات، من دون أن يساهم في تربية الأبناء على التفكير العلمي النقدي.
واعتبر أبو أصبع أن التزام الكاتب لا ينبع من فراغ، بل إنه العلاقة بين ما يؤمن به وما يسعى إليه ويحلم بتحقيقه. ولذا، فأنا أكتب وأنا أشعر بأن خياري الوحيد كي أكون موجودا هو أن أكون إنسانا له دور ذو قيمة في الحياة. فالكتابة بالنسبة إلي لم تكن وسيلة لتغطية تكاليف المعيشة، بل كتبت لأنني أشعر بأن لدي ما أقوله. لقد بدأت الكتابة منذ الطفولة. خططت في طفولتي بعض الكلمات التي نظمتها شعرا، وأنا أشعر برغبتي في الكتابة وفي المزيد من القراءة.
وقال أبو أصبع: "إنه يكتب للإنسان العربي، هذه هي قضيتي الأولى: الإنسان العربي بكل أطيافه. لم أؤمن يوما بالطائفية، ولا بالحدود القطرية التي صنعها الاستعمار. إيماني الكبير هو إيماني بالإنسان العربي، وحلمي بتحرير فلسطين، وأن يعم السلام والرخاء في ديار العروبة. وحلمي بوحدة الوطن العربي الكبير، كلها أحلام لا تنطفئ". وأشار إلى أن القوى الدولية تلعب في ساحات الصراع العربي، بينما نفتقد البوصلة التي ترشدنا إلى سبيل النجاة من جحيم ما نعيشه.
وخلص أبو أصبع، إلى أن غزة قدمت أسطورة في التضحية والصمود، وكشفت عن حجم التخاذل العربي في مواجهة الوحش الصهيوني الذي اقترف جرائم حرب وإبادة لم يشهد التاريخ مثيلا لها. مع كل هذا الواقع المرير، نحن بحاجة إلى الكتابة برؤية مستقبلية، والكتابة للتعبير عن الهوية بالتزام ومسؤولية.
0 تعليق