ذكرت صحيفة ذا ستريتس تايمز الأسيوية في تقرير صادر لها، أن ملايين من الأطفال  الذين يعانون من الأزمات الغذائية، هناك خطر متزايد من أضرار طويلة الأمد قد تؤثر على حياتهم. 

وأفادت الصحيفة في تقريرها، أن  أكثر من 60 ألف طفل في غزة سيحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد في 2025، بعضهم توفي بالفعل، حتى بعد وصول المساعدات، فإن الجوع الذي تعرضوا له يمكن أن يظل يؤثر على صحتهم لسنوات قادمة.

أزمات غذائية حادة يعاني منها الأطفال بمناطق الحروب  

حوالي 131 مليون طفل، منهم نحو 40 مليونًا دون سن الخامسة، يعيشون في مناطق تعاني من أزمات غذائية حادة، وفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. أكثر من 4.7 مليون امرأة حامل تعيش في هذه المناطق أيضًا، في السودان.

وتتراوح الأضرار طويلة المدى الناتجة عن الجوع في الطفولة بين التأثيرات الجسدية والعقلية التي قد تؤدي إلى مشكلات صحية كبيرة في وقت لاحق من الحياة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

تأثيرات سوء التغذية تشمل أربعة أنواع رئيسية، وهي الهزال، التقزم، نقص الوزن، ونقص المغذيات الدقيقة، جميعها قد تحدث خلال المجاعات أو الأزمات الغذائية الحادة، وتترك علامات دائمة في الجسم والعقل.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد قد لا يصلون إلى كامل إمكاناتهم العقلية أو الجسدية. 

كما أن هذه الأضرار قد تكون دائمة، خاصةً إذا تعرض الطفل لسوء التغذية لفترة طويلة. آثار سوء التغذية لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تمتد إلى المجتمع ككل، حيث تؤدي إلى إحداث فوارق بين الأجيال.

أزمة الغذاء ليست فقط تحديًا فوريًا بل لها عواقب طويلة المدى على الأجيال القادمة، ونتائج هذه الأزمات يمكن أن تؤثر على المجتمع برمته، وتؤدي إلى نقص في القوة العاملة، وضعف الاقتصاد، وزيادة الأعباء الصحية على المجتمعات والدول.

قام الباحثون بمقارنة سجلات ميلاد 10 ملايين أوكراني وُلدوا قبل وأثناء وبعد المجاعة مع تشخيصات مرض السكري من سجل وطني بعد سبعة عقود. 

ووجدوا أن التعرض للمجاعة في بداية الحمل زاد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بمعدل الضعف.

قال برتي لوماي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأوبئة في مركز كولومبيا الطبي في نيويورك: "أنا الآن راضٍ أخيرًا أن هناك شيئًا يحدث".