خطة "بيلزمان" لبناء غزة جديدة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تبين أن من يقف وراء خطة إخلاء غزة من أهلها وإعادة إعمارها بإشراف أمريكي مباشر والتي صرح بها ترامب مؤخراً هو أستاذ اقتصاد بجامعة جورج واشنطن يدعى (جوزيف بيلزمان) وذلك حسب جريدة "ذا تايمز أوف إسرائيل". وتذكر الجريدة أن بيلزمان قدم الخطة لفريق ترامب في يوليو ٢٠٢٤ الذي كان قد طلب حلولاً مبتكرة و "خارج الصندوق" لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.

وقد ظهرت تفاصيل الخطة للعلن لأول مرة في برنامج پودكاست استضاف بيلزمان اسمه "أمريكا بيبي" الذي يقدمه المؤرخ الإسرائيلي كوبي باردا و ذلك في ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤. و نشرت الخطة أيضاً من خلال ورقة علمية في مجلة "جلوبال ورلد" العلمية في اكتوبر ٢٠٢٤ بعنوان "خطة إقتصادية لإعادة بناء غزة: نهج التشييد والتشغيل و نقل الملكية".

والخطة، تفرض البدء في بناء غزة من الصفر وتطلب إخلاء المدينة بشكل كامل، فبيلزمان لا يرى جدوى في إبقاء أي أثر من المدينة الحالية و يعتقد أن الحل الأمثل هو تدمير كل المدينة ومن ثم بنائها من جديد مستنداً في ذلك على إحصائيات مثل عدم صلاحية ٦٢٪؜ من المباني في غزة للسكن حالياً وعدم استخدام ٩٠٪؜ من الشوارع الرئيسة نظراً للدمار الذي طالها.

ويستعين بيلزمان بنموذج BOT وهو التشييد والتشغيل ونقل الملكية في خطته لبناء غزة، وهو النموذج الذي يسمح للقطاع الخاص بتطوير المشاريع وتشغيلها لفترة زمنية تتراوح ما بين ٥٠ إلى ١٠٠ عام ومن ثم تسليمها للقطاع العام. ويتصور أن يعتمد اقتصاد غزة في المستقبل على ثلاثة مجالات و هي السياحة والزراعة والتكنولوجيا. كما يتخيل أن تصبح الواجهة البحرية مكونة من الفنادق والمطاعم الفاخرة أما الجهة المقابلة فتتكون من بنايات سكنية و في الوسط مساحات زراعية.

ولا يتوقف بيلزمان عند تخيل المكان بل يتجاوز ذلك ليصل إلى اقتراح تبني مناهج تعليمية لسكان المدينة لمنعهم من التطرف في المستقبل، تكون مستوردة من السعودية والإمارات وتعتمد على المذهب السني والتعاليم الصوفية! ويشترط أن يعين ملاك غزة الجدد - لأن غزة ستدار بنظام الشركات - قوات أمن تمنع التسليح في غزة.

ولا داعي للخوض في تفاصيل أكثر لخطة بيلزمان لنكتشف أنها على الرغم من الصبغة العلمية التي تحاول أن تضفي عليها شيئاً من الجدية إلا أنها أشبه بفيلم من إنتاج هوليوود فيه الكثير من الخيال والإثارة لبعض المشاهدين من أصحاب المصلحة. كما أنها بعيدة عن كل التحديات الواقعية وتعاملت مع ما يقارب المليوني نسمة وكأنهم نكرة مما يجعل الخطة مجرد حبر على ورق وغير قابلة للتطبيق.

إخترنا لك

0 تعليق