في محاضرة نظمتها جمعية الاقتصاديين.. آل معتوق: مشروع "توسعة مصفاة بابكو" يفتح أسواقاً جديدة لمنتجات البحرين النفطية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أيمن شكل

نظّمت جمعية الاقتصاديين البحرينية محاضرة بعنوان "مشروع تحديث وتطوير مصفاة شركة بابكو للتكرير وأهميته في دعم الاقتصاد الوطني"، تحدث فيها مدير إدارة الخدمات الفنية بالشركة سيد محمود علوي آل معتوق الذي أكد أن المشروع يفتح أسواقاً جديدة لمنتجات البحرين النفطية.

وفي بداية المحاضرة، أكد آل معتوق أن المشروع يعتبر هو أكبر مشروع استراتيجي تشهده مملكة البحرين، ويأتي تجسيداً لنهج القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة في تعزيز موارد المملكة من خلال سياسات متنوعة واستراتيجيات شاملة للارتقاء ببنية الاقتصاد الوطني والنهوض بها مع تنويع القطاعات الإنتاجية المختلفة للاقتصاد، موضحاً أن شركة بابكو للتكرير وجدت كل أشكال الدعم من الحكومة ومؤسساتها وهيئاتها وكذلك من مختلف الوزارات الحكومية.

وقال إن المشروع التاريخي يتوافق مع توجهات مملكة البحرين في مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في القطاع الصناعي، حيث يستهدف إنتاج منتجات نظيفة وذات قيمة مضافة وصديقة للبيئة، الأمر الذي يفتح المزيد من الأسواق الخارجية أمام المنتجات النفطية البحرينية ويعزّز من تنافسيتها.

وأكد آل معتوق أن المشروع قد نجح في استقطاب اهتمام جهات التمويل المالي على المستوى العالمي، إذ شاركت في تمويل المشروع كبريات الشركات والبنوك والمؤسسات المالية المحلية والعالمية مما يعكس الثقة العالمية في الاقتصاد البحريني، علماً بأن شركة بابكو للتكرير هي من ستقوم بتسديد تكاليف المشروع التي تبلغ عدة مليارات من الدولارات.

وتطرّق آل معتوق في البداية إلى تاريخ شركة بابكو وبداية اكتشاف النفط في البحرين باعتبارها أول دولة في المنطقة يظهر لديها النفط عند أول حفر، فيما احتاجت السعودية لحفر 7 آبار لحين الوصول إلى الاكتشاف الأول في الدمام.

وتابع آل معتوق أن التفكير في البداية توجّه للتصنيع وتكرير النفط، ولذلك كانت بابكو أول شركة في المنطقة وأنشئت لكي تقوم بالتكرير لكافة دول الخليج، ومنذ 1936 ومازالت المصفاة ذاتها تعمل حتى اليوم، كما أن الجازولين الذي يستخدم في السيارات حتى الآن من تلك الوحدة.

مصفاة جديدة وليست توسعة

وأشار إلى أن "التوسعة الجديدة لا تُعد توسعة بالمعنى الذي يطلق عليها ولكنها مصفاة جديدة باعتبارها أكبر مشروع في مملكة البحرين ويمتد لعدة سنوات ويتوافق مع توجهات القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة، حيث لدينا كفاءات تصنيعية ونفط خام ولذلك نحاول إنتاج منتجات ذات عائد مرتفع ومتوائمة مع البيئة والهدف من المشروع هو رفع الكفاءة الإنتاجية ومنتجات ذات جودة أفضل وأعلى عليها طلب في السوق العالمي وكذلك باستخدام كلفة وطاقة ومساحة أقل، كما تمّت توسعة الميناء"، لافتاً إلى أن هذا الميناء تشرف عليه الدولة وتتشارك فيه شركة جيبك.

وكشف أن استهلاك البحرين من بنزين السيارات يبلغ قرابة 23 ألف برميل، مشيراً إلى أن بابكو تقوم بتصنيع منتجي البنزين الجيد والممتاز، بينما يتم استيراد السوبر 98، ولا يتعدى استهلاك البحرين منه 500 برميل يومياً.

ولفت مدير إدارة الخدمات الفنية بالشركة إلى أن البحرين تستورد 230 ألف برميل وستكون الطاقة الإنتاجية 380 ألف برميل ولكن حتى الآن لم يتم الانتهاء من التوسعة بالكامل والمستهدف أن نصل إلى 400 ألف برميل، مشيراً إلى أن أكبر مصفاة قريبة للبحرين هي أرامكو وتنتج 400 ألف برميل.

وقدم آل معتوق شرحاً للمنتجات التي تنتجها المصفاة اليوم وتتمتع بكفاءة عالية وطلب مرتفع في السوق، وقال إن البحرين لديها ميزة بالنسبة لمنتج الكيروسين الذي تنتجه حيث يمكن استخدامه في أي نوع من أنواع الطائرات أو حتى المصانع لأن جودته عالية جداً، كما أن البحرين تنتج الديزل للتصدير والاستخدام المحلي وستسهم التوسعة في رفع الطاقة الإنتاجية وقال: "هناك منتجات ربما قد تكون غير مرغوبة في السوق الحالي ولا تمتلك البحرين تنافسية فيها، ولكن باستخدام التكنولوجيا الجديدة استطعنا تحويلها إلى منتجات أخرى عليها طلب جيد".

كذلك بين أحد أهم أهداف التوسعة وهو تعزيز استهلاك الطاقة والتي وصلت إلى خفض بنسبة 28% في الاستهلاك، وستصل في المرحلة المقبلة وعند الوصول إلى الإنتاج لـ400 ألف برميل، نسبة التوفير إلى 30%، وأكد أن من أولويات الشركة توظيف الكوادر الوطنية، مشيراً إلى أن المستهدف خلق 750 وظيفة جديدة، تمّ توظيف 500 منها حتى اليوم.

وحول الاستفادة للاقتصاد البحريني بين أن المشروع بحجمه الكبير يستلزم تعاوناً مع عدد كبير من المقاولين في المملكة كما أن الشركات العالمية يفرض عليها استثمار جزء من استثماراتها في البحرين وهذا الاستثمار يساهم في دورة عجلة الاقتصاد، ومعظم الشركات التي تتعامل معها بابكو للتكرير هي شركات محلية بينما الأجنبية تكون من دول المنطقة وأبرزها المملكة العربية السعودية، كما أن زيادة الإنتاج ستسهم بلا شك في الناتج المحلي للمملكة.

وقال إن عمليات التسعير تخضع للسوق العالمية، ولكن يتم التعامل مع الطلب في تنويع المنتجات التي تنتجها المصفاة، بحيث تحصل المملكة على أعلى عائد ربح من المنتجات ذات الطلب والسعر الأعلى، حيث إن الهدف من المشروع ليس التوسعة فقط، ولكن المنافسة على إنتاج مواد كثيرة وذات جودة أعلى بتقنيات تعتبر الأولى في منطقة الخليج.

وأوضح أن هناك منتجات ليس الهدف منها الربحية ولكن للاستهلاك المحلي ويتم إنتاجها باعتباره منتجات استراتيجية للمملكة وبدلا من استيرادها، فضلاً عن أنها منتجات تعتبر تكاملية لاقتصاد البحرين، وأضاف: "الربحية ليست إنتاج فقط ولكن نوعية المنتجات التي يحتاجها السوق والتي تتغير بشكل يومي".

وأكد آل معتوق أن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة بابكو إنرجيز قد منح كل الدعم للعاملين في الشركة وقال: "نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذا الإنجاز والمضي قُدماً في طرح المزيد من المشاريع والمبادرات والخطط الطموحة والمبتكرة لمواصلة تطوير القطاع وضمان استدامته".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق