غرامة لعدم المخالفة !

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
بعض المحلات التجارية والمطاعم تنشئ منحدرات لعربات المعاقين تقطع على مشاة الأرصفة الضيقة، مما يعرضهم لخطر الانزلاق عند صعودها للعبور، ناهيك عن إعاقتها لطريق عربات المعاقين أنفسهم عند استخدام الأرصفة فيضطروا لاستخدام طريق السيارات !

تسأل صاحب المحل عن سبب وضع هذه المنحدرات بطريقة مشوهة وارتجالية، فيجيب أنها لتفادي غرامات البلدية بعدم تهيئة مداخل لعربات المعاقين، لكن تفادي هذه المخالفة أوجد مخالفة إعاقة وتشويه استخدام رصيف المشاة !

للأسف الأمر يترجم حالة معالجة الخطأ بخطأ، فالأمانات والبلديات التي لم تخطط بالأمس لتهيئة الأرصفة القديمة لاستخدام عربات المعاقين، تحمّل اليوم أصحاب المحلات التجارية والمطاعم مسؤولية تصحيح خطئها، حتى وإن كان تصحيحاً ينتج عنه خطأ آخر، والضحية في الحالتين هم المشاة !

برأيي، الواجب أن تقوم الجهة المسؤولة بإعادة تهيئة الأرصفة القديمة والضيقة بمواصفات نظامية وعدم الارتجال في المعالجة، فمعالجة الخطأ بخطأ، خطأ مضاعف، وهذه الأرصفة المشوهة التي تعتدي على حقوق المشاة لا تمثل أبداً المدينة العصرية التي تعمل الرؤية الطموحة على تهيئتها لتكون ترجمة لمعايير تخطيط المدن النموذجية، وعنواناً لرفاهية وجودة الحياة !

اللافت، أن معظم هذه المنحدرات التي يتم تنفيذها تنتهي أمام السيارات المتوقفة، فلا هي التي خدمت المعاقين ولا هي التي سمحت بحركة آمنة للمشاة، بل إن بعضها تتحول إلى منزلقات خطرة قد تتسبب بالأذى لعابريها، خاصة كبار السن الذين قد لا يتمكنون من الحفاظ على توازنهم وحساب خطواتهم !

ولأن الأمانة والبلديات نفذت أرصفة مثالية في أجزاء كثيرة من المدينة، فإنها بلا شك تملك القدرة على تطوير الأرصفة القديمة ومعالجة ممرات عربات المعاقين، بدلاً من وضع أصحاب المحلات والمستأجرين بين مطرقة المخالفة وسندان الغرامة !


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق