معرض البحرين للحدائق 2025.. إرث من الإبداع

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعتبر معرض البحرين الدولي للحدائق بمثابة شهادة على التزام مملكة البحرين الدائم بتعزيز ثقافة البستنة وتعزيز الوعي البيئي والزراعي. ويكتسب حدث هذا العام أهمية خاصة لأنه يصادف الذكرى الستين لنادي البحرين للحدائق، وهي المؤسسة التي لعبت دوراً فعّالاً في رعاية هذه الثقافة على مدى عقود من الزمن.تتجذّر قصة الزراعة في البحرين بعمق في أراضيها الخصبة والبحر الغني بالأسماك. اعتمد البحرينيون منذ فترة طويلة على الزراعة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، كان البحرينيون يعتمدون على الزراعة لتوفير حاجاتهم الأساسية، وقد اختصوا بزراعة النخيل والعديد من أنواع الخضراوات والفواكه.منذ الخمسينات من القرن الماضي، شهدت الزراعة في البحرين نمواً ملحوظاً، مع توسّع الأراضي الزراعية بفضل الجهود الدؤوبة للعديد من الأفراد البحرينيين، ولاسيما بقيادة الحاكم آنذاك، صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، طيب الله ثراه. وتحت قيادته، احتلت الزراعة مكانة متميّزة بين أولويات الدولة، مما ضمن للمواطنين الوصول إلى الموارد الأساسية.في عام 1954، بدأت البحرين في إقامة معارض زراعية كل عامين للمزارعين والتجار في حديقة السلمانية الشرقية. وكان حاكم البحرين يفتتح هذه المعارض ويوزّع الجوائز على الفائزين. واكتسب هذا التقليد زخماً أكبر في عهد الأمير الراحل، صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، الذي أبدى اهتماماً متزايداً بتنظيم المعارض الزراعية، وخاصة بعد إنشاء نادي البحرين للحدائق في عام 1965.ينظّم نادي البحرين للحدائق معرض الزهور والخضروات السنوي منذ عام 1967، حيث رعى الأمير الراحل الحدث وافتتحه حتى وفاته، طيب الله ثراه. وبعد وفاته، تشرّف النادي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا بالرئاسة الفخرية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.كانت رؤية تحويل معرض الزهور والخضراوات إلى حدث دولي مدعومة من قِبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة. وكانت رغبة سموها هي أن يحتل المعرض مكانة مرموقة بين المعارض المتخصّصة التي تُقام في البحرين، بما يعكس التزام المملكة بالتميز الزراعي والاستدامة.لقد برز معرض البحرين الدولي للحدائق كحدث رائد، له دور فعّال في تشكيل مستقبل الزراعة المستدامة ليس فقط داخل المملكة ولكن أيضاً في جميع أنحاء المنطقة الأوسع. يعمل هذا المعرض كمركز ديناميكي، يجمع المشاركين المحليين والدوليين لتبادل الأفكار واكتشاف أحدث التقنيات الزراعية وتعزيز الابتكار.من خلال تسهيل تبادل المعرفة والخبرات، يعزّز المعرض تكوين شراكات تجارية جديدة بين المؤسسات المحلية والعالمية، وبالتالي تعزيز المشهد الزراعي. يجذب الحدث الزوار والمشاركين من جميع أنحاء العالم، مما يسلّط الضوء على أهمية الزراعة الذكية وأفضل الممارسات. يُساهم هذا التعاون الدولي في الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، مما يضع البحرين كقائد في تعزيز الاستدامة الزراعية على نطاق عالمي.الخلاصةيُمثّل معرض البحرين الدولي للحدائق 2025 تجسيداً للجهود المشتركة والتفاني المستمر لتعزيز ثقافة البستنة ونشر الوعي البيئي والزراعي. إنه يعكس التزام البحرين بتحقيق رؤية 2030، ويُساهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز رائد في مجال الزراعة والبيئة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

إخترنا لك

0 تعليق