في نيوزيلندا.. المخاط يهدّد "أنقى بحيرة في العالم" - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  تقع بحيرة "كونستانس" الساحرة في أعماق متنزّه "نيلسون ليكس" الوطني بالجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا.

اكتُشِفت البحيرة لأول مرة من قِبَل قبيلة ماورية تُدعى "Ngāti Apa"، وأُطلق عليها اسم " Rotomairewhenua"، والذي يعني "بحيرة الأراضي المسالمة". 

أصبحت البحيرة مكانًا مقدسًا لأفراد القبيلة، حيث قاموا بتطهير عظام الموتى فيها لاعتقادهم أنّ ذلك سيضمن أن الروح ستخوض رحلة آمنة إلى موطن الماوري الأصلي أي "هاوايكي".

هذا ما يُطلب من الزوار المتجهين إلى
تقع بحيرة "Rotomairewhenua"، المعروفة بـ"البحيرة الزرقاء"، على ارتفاع 1,200 متر فوق سطح البحر في متنزه "نيلسون ليكس" الوطني بنيوزيلندا.Credit: Janet Newell

في التاريخ الحديث، لاحظ الزوار الذين يمرون بالمتنزه الوطني اللون الاستثنائي للبحيرة وطاقتها الروحية، ولكن لم يكتشف العلماء أنّ مياهها تتمتع "بصفاء بصري استثنائي" إلا منذ حوالي عقد تقريبًا، مع تمتعها بمستوى وضوح يتراوح بين 70 و80 مترًا.

ويعادل ذلك درجة وضوح المياه النقية، ما جعل البحيرة تتمتع بـ "المياه العذبة الأكثر نقاءً بصريًا والتي تم الإبلاغ عنها حتى الآن".

منذ ذلك الحين، تم تداول لقب "أنقى بحيرة في العالم" وصور مناظرها الطبيعية الخلابة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعل البحيرة وجهة سياحية شهيرة بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار. 

هذا ما يُطلب من الزوار المتجهين إلى
تعتبر قبيلة "Ngāti Apa" البحيرة مكانًا مقدسًا.Credit: John Wotherspoon

لكن يخشى خبراء الحفاظ على البيئة وقبيلة "Ngāti Apa" من تهديد هذه الشعبية المتزايدة لنقاء البحيرة.

يُعتبر انتشار الطحلب المجهري "ليندافيا"، المعروف باسم "مخاط البحيرة"، من أكبر المخاوف لديهم، إذ يؤدي لتشكل الوحل الذي يبقى أسفل سطح الماء مباشرة.

وهذه الطحالب موجودة بالفعل في مصب البحيرة، المعروفة أيضًا باسم "البحيرة الزرقاء"، عند بحيرات "روتويتي"، و"روتوروا"، و"تينيسون"، وهي عرضة لأن تنتقل عبر المسار عن طريق أحذية الزوار أو زجاجات المياه الخاصة بهم.

"مخاط البحيرة"

هذا ما يُطلب من الزوار المتجهين إلى
لطالما عُرِفت البحيرة بمياهها النقية.Credit: John Wotherspoon

يُعتقد أنّ هذا النوع من طحالب "ليندافيا" الغازية شقّت طريقها إلى نيوزيلندا من أمريكا الشمالية عبر معدات الصيد، بحسب ما أفاد به فيل نوفيس، وهو الباحث العلمي المتخصص في الطحالب بمعهد أبحاث "لاندكير" البيئي المملوك للحكومة.

تعود السجلات الأولى لهذا النوع من الطحالب في البلاد إلى أوائل العِقد الأول من القرن الـ21، كما أنّه انتشر على نطاق واسع إلى حد ما منذ ذلك الحين. 

وأكّد نوفيس: "البشر هم وسيلة النقل الرئيسية"، مضيفًا أنّ بقعة صغيرة من هذه الطحالب يمكن أن تغير بيئة البحيرة إلى الأبد.

هذا ما يُطلب من الزوار المتجهين إلى
يمكن العثور على طحالب "ليندافيا" في بحيرات أخرى في نيوزيلندا، مثل بحيرة "تيكابو"، حيث تسببت بانسداد بعض الآلات.Credit: Paul Bryant/Genesis Energy Ltd

رغم أنّها ليست معروفة بسُمّيتها للبشر، تفرز الطحالب خيوطًا طويلة تتحول إلى مصدر إزعاج عند تركّزها، حيث تضر بخيوط الصيد، أو مرشحات القوارب، أو أنظمة الطاقة الكهرومائية. 

عندما يأتي الأمر للبحيرة، يمكن أن تؤثر المادة المخاطية التي تخلفها الطحالب على نقاء البحيرة الاستثنائي.

وأكّدت العالِمة البيئية، جين سكيلتون: "نحن قلقون للغاية".

وأضافت سكيلتون، التي تعمل أيضًا كمديرة بيئية لمؤسسة "Ngāti Apa ki te Rā Tō" غير الربحية لدعم أفراد القبيلة: "إذا دخل هذا الكائن الدقيق الغازي إلى البحيرة، فمن المحتمل أن تكون له عواقب واسعة النطاق، ما قد يؤثر على جودة المياه والصحة العامة للبحيرة".

حماية النقاء

هذا ما يُطلب من الزوار المتجهين إلى
يتم تذكير الزوار بتنظيف أحذيتهم ومعداتهم بعد زيارة بحيرات ملوّثة بالطحالب الدخيلة.Credit: Janet Newell

زاد عدد زوار البحيرة لأكثر من الضعف منذ نشر البحث المتعلق بنقاء مياهها في عام 2013، وفقًا لقسم الحفاظ على البيئة بنيوزيلندا.

رأت كبيرة حرس التنوع البيولوجي ببحيرات "نيلسون" في قسم الحفاظ على البيئة، ميليسا جريفين، أنّ لقب "أنقى بحيرة في العالم" والضجة التي أحدثتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ساهم في شعبيتها.

وشرحت قائلة: "قبل ذلك، كانت (البحيرة) مكانًا جميلًا ومعروفًا، لكن لم يزرها العديد من الأشخاص. وعندما حصلت على اللقب، أدّى ذلك حقًا إلى زيادة عدد المتنزهين المتوجهين إلى البحيرة".

نتيجةً لذلك، عملت إدارة الحفاظ على البيئة ومؤسستا "Ngāti Apa ki te Rā Tō" و"Te Araroa" معًا لوضع تدابير أمنية بيولوجية على طول المسار. 

وقام الفريق بتركيب محطات تنظيف بجانب البحيرات التي تتواجد فيها طحالب "ليندافيا"، مع وضع لافتات تعليمية تطلب من المتنزهين تنظيف أحذيتهم ومعداتهم قبل السفر نحو بحيرة"Rotomairewhenua".

كما يوصى الزوار بعدم لمس الماء، سواء عبر السباحة، أو تبليل منشفة لتبريد أنفسهم، أو الغطس مع كاميرات "غو برو" لتوثيق المناظر تحت الماء.

رُغم وجود علامات تُوضح أن الأشخاص يحترمون الإرشادات، إلا أنّ الدراسات الاستقصائية أظهرت أنّه لا يزال هناك فجوة بين فهم المخاطر والتصرف بشكل استباقي لتجنبها.

"فرصة ومسؤولية"

هذا ما يُطلب من الزوار المتجهين إلى
البحيرة الجبلية مُحاطة بغابات شديدة الانحدار.Credit: Janet Newell

نظرًا لكون بحيرة " Rotomairewhenua" جزءًا من متنزهٍ وطني، فإن تقييد أعداد الزوار سيكون صعبًا، ولا ترغب وزارة الحفاظ على البيئة باتخاذ هذه الخطوة. 

بدلاً من ذلك، فإن الرسالة التي تود الوزارة إيصالها تتمثل بضرورة أن يذهب الأشخاص للاستمتاع بهذه البيئات البكر مع مراعاة التأثير الذي قد يُحدثونه.

في هذا السياق، أوضحت سكيلتون أن العدد المتزايد من الزوار يأتي بفرصة ومسؤولية. ومن الضروري أن يفهم كل من يزور هذا المكان أهميته، وأن يتخذ الخطوات اللازمة للحد من التأثيرات عليه".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق