وأوضح عبد الكريم، المصور المصري المقيم في السويد منذ 11 عامًا، أن تجربته التي تمتد لأكثر من 25 عامًا جعلته يؤمن بأن الصور التي تحرك المشاعر وتحفز التعاطف تظل الأكثر تأثيرًا وبقاءً. وقال: "التصوير ليس مجرد توثيق بصري، بل هو التقاء بين الفنان والواقع، حيث تصبح الكاميرا أداة لسرد الحكايات المخفية وراء الوجوه والمواقف اليومية".
وخلال الجلسة، استعرض عبد الكريم عددًا من أبرز أعماله، من بينها صورة لشابين يتزلجان على الجليد في السويد، أحدهما كفيف فقد ساقه بسبب السرطان، بينما يقوده الآخر بحبل ممسكًا بيد واحدة. وأوضح أن الصورة تعكس معنى التحدي والتضامن، مضيفًا: "كان المشهد تعبيرًا صادقًا عن الإرادة التي لا تعرف المستحيل، وعن الصداقة التي تتجاوز حدود الإعاقة".
كما شارك صورة لمقعد خشبي يطل على بحيرة متجمدة قرب منزله، مستذكرًا قصة مؤثرة لزوجين مسنين اعتادا الجلوس عليه يوميًا لسنوات طويلة، قبل أن يتوفى الزوج، ولحقت به زوجته بعد يومين فقط. وأضاف: "منذ ذلك الحين، كلما مررت بالمقعد الخالي، أشعر أن قصتهما لا تزال حية، وكأن الصورة تحفظ ذكراهما".
وفي صورة أخرى، التقط عبد الكريم مشهدًا لشرطي يلعب كرة السلة مع مجموعة من الشبان من خلفيات ثقافية مختلفة في أحد الأحياء ذات الأغلبية المسلمة بالسويد. وأوضح أن الصورة جاءت في سياق مبادرة لتهدئة التوتر عقب حادثة إحراق المصحف الشريف، مشيرًا إلى أن الصورة تحمل رسالة اجتماعية تدعو إلى التقارب والتفاهم بين الثقافات.
وفي ختام الجلسة، أشاد عبد الكريم بمهرجان "اكسبوجر" باعتباره منصة عالمية تحتفي بقوة الصورة في نقل الحقائق وتعزيز الحوار الإنساني، مشددًا على أهمية دور المهرجان في دعم المصورين وإتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم أمام جمهور عالمي متنوع.
0 تعليق