أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي، خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة إكسبو دبي، مواقع مدافع الإفطار التي سيتم توزيعها في مختلف مناطق الإمارة طوال شهر رمضان المبارك، في إطار الحرص على إحياء هذه العادة التراثية التي تُجسد روح الشهر الفضيل، وتعزز الأجواء الرمضانية التي تجمع العائلات عند موعد الإفطار. 
وكشفت الشرطة عن وجود ثمانية مدافع ثابتة ستتمركز في مواقع رئيسية، إضافة إلى مدفع رحّال واحد سيتنقل بين سبع عشرة منطقة مختلفة طوال الشهر، بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد من السكان والزوار للاستمتاع بهذه الأجواء التقليدية التي تعكس العادات والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات.
وخلال المؤتمر الصحفي، أكد اللواء عبدالله علي الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي، أن المدافع الرمضانية تعدّ جزءاً لا يتجزأ من الموروث الثقافي للدولة، حيث اعتاد الناس سماع دويّ المدفع مع غروب الشمس إعلان موعد الإفطار، ما يضفي طابعاً مميزاً على أجواء الشهر الكريم. 
وأوضح أن شرطة دبي قامت بتشكيل فرق عمل خاصة في كل موقع من مواقع المدافع الثابتة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، لضمان تشغيلها بسلاسة وأمان، مشيراً إلى أن هذه المواقع تشمل مدينة إكسبو دبي، وداماك هيلز، وأب تاون مردف التابعة للاتحاد للعقارية، وبرج خليفة، ومؤسسة دبي العقارية «وصل»، وفندق حصن حتا، وسولت كامب بمنطقة كايت بيتش، وهي جميعها مناطق حيوية تشهد حضوراً كثيفاً من السكان والزوار خلال الشهر الفضيل.
أما بالنسبة للمدفع الرحّال، فسيبدأ جولته في اليوم الأول من شهر رمضان من فندق الميدان، لينتقل بعد ذلك إلى مسجد السطوة الكبير، ومن ثم إلى منطقة المرموم، وحديقة زعبيل، ومجلس الخوانيج، وفيستيفال سيتي، ومدينة جميرا، وحديقة الوصل 1، وحديقة البرشاء، مروراً بمنطقة لهباب، وند الشبا 1، وممشى الغاف، وأبتاون مردف، ومنطقة مرغم، ونزوى، وحديقة ند الشبا، وبرج خليفة، وختاماً في جميرا كايت بيتش، وذلك بهدف منح مختلف فئات المجتمع فرصة متابعة المدفع الرمضاني والاستمتاع بهذه التجربة التراثية.
وخلال المؤتمر، تحدث المقدم عبدالله طارش العميمي، قائد وآمر مدافع الإفطار، عن أهمية المدفع الرمضاني كرمز لتراث دولة الإمارات، مؤكداً أن شرطة دبي تستخدم مدفعين فرنسيين قديمين يعودان إلى ستينات القرن الماضي، ويعتبران من المدافع التراثية التي تضيف أصالة وعمقاً ثقافياً لهذه الفعالية. 
وأضاف أن المدفع سيطلق ذخيرتين عند ثبوت رؤية هلال رمضان، وذخيرة واحدة يومياً عند موعد الإفطار، بينما سيُطلق ذخيرتين عند إعلان أول أيام عيد الفطر، وذخيرتين إضافيتين بعد صلاة العيد احتفالاً بقدومه. كما أشار إلى أن دويّ المدفع الذي يبلغ قوته 170 ديسيبل يمكن سماعه على مدى 10 كيلومترات، ما يجعله وسيلة فعالة لإعلان موعد الإفطار في مختلف المناطق.
وفي سياق متصل، سيتم تنظيم فعاليات رمضانية متنوعة بالتزامن مع إطلاق المدافع، حيث ستستضيف مدينة إكسبو فعاليات «حي رمضان» في نسخته الثالثة، والذي يحتفي بالأصالة والتراث الإماراتي من خلال أنشطة ثقافية وفنية تعكس روح الشهر الكريم، وتجمع العائلات والأصدقاء في أجواء رمضانية مملوءة بالقيم والمعاني السامية. كما ستشهد الفعالية تنظيم مبادرة «استوديو الصناع»، التي تهدف إلى استثمار أوقات الشهر الفضيل في تنمية المواهب وتعزيز الروابط الأسرية عبر ورش عمل فنية، سيتم خلالها إعداد لوحة جدارية بمشاركة الأسر والأطفال، وذلك في إطار الاحتفاء بعام المجتمع الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «يداً بيد»، لتعزيز التماسك الاجتماعي والتلاحم بين أفراد المجتمع.
كما ستواكب مؤسسة دبي للإعلام فعاليات مدافع الإفطار من خلال النقل المباشر على قنواتها التلفزيونية، حيث ستنقل قناة «سما دبي» المدفع الرحّال أثناء جولاته في مختلف المناطق، بينما ستغطي قناة «دبي» الفعاليات المصاحبة للمدافع الثابتة. وفي هذا السياق، أوضح جاسم الزعابي، مدير تخطيط البرامج التلفزيونية في «سما دبي»، أن برنامج «المندوس»، الذي يقدمه الإعلامي عبدالله إسماعيل، سيبث حلقاته من بعض مواقع المدفع الرحّال، مثل مجلس الخوانيج وحديقة البرشاء، وهو برنامج اجتماعي وتراثي يعكس الأجواء الرمضانية من خلال مناقشة مواضيع اجتماعية وثقافية تستقطب مختلف فئات المجتمع.
وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهود شرطة دبي للحفاظ على الموروث الثقافي للدولة وتعزيز القيم الرمضانية التي تجمع الناس في أجواء من الألفة والتسامح، حيث تُعد المدافع الرمضانية واحدة من أبرز التقاليد التي يحرص المجتمع الإماراتي على إحيائها عاماً بعد عام، لتظل شاهداً على ارتباط الماضي بالحاضر، وتعكس الهوية الوطنية والتراثية لدولة الإمارات العربية المتحدة.