وانطلق معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث في إطار فعاليات معرض إندكس السعودية، ليوفر لقطاعي التصميم والتجهيزات منصة فريدة لعرض المنتجات والخدمات واستكشاف الفرص وتعزيز التواصل على المستويين الإقليمي والعالمي. وركزت الفعالية على مستقبل قطاع التصميم في المملكة، حيث سلطت الضوء على المصممين الشباب وطلاب التصميم في جدة، الذين يمثلون الجيل الجديد من قادة التغيير في هذا المجال.
وشهدت فعالية آي إف سبيكس، التي امتدت لثلاثة أيام، تبادلاً مثمراً للمعارف والخبرات وفرصاً تعليمية فريدة، حيث قدم قادة الفكر في القطاع تحليلات حول مواضيع محورية تضمنت رسم ملامح جديدة للمساحات، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، وأهمية الحفاظ على التراث السعودي بالتوازي مع دفع عجلة التقدم في القطاع.
إتقان المصممين الشباب لأساسيات الفن ضروري قبل دخول السوق على الرغم من المستقبل الواعد للتصميم
في ختام المعرض، اجتمع قادة الفكر في القطاع لمناقشة مستقبل المصممين السعوديين والمواهب الصاعدة، وذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعالية آي إف سبيكس بعنوان تأثير النجوم المستقبليين: تمكين الجيل الجديد من المصممين السعوديين.
وتولى إدارة الجلسة المهندس المعماري والمصمم السعودي معن باجنيد، إذ بحث المشاركون الخطوات الضرورية لتمكين الجيل الجديد في قطاع التصميم. وتناول النقاش أهمية التأثير الثقافي، والتنمية المهنية، والإرشاد، ودور التوثيق في تعزيز القدرة التنافسية للمصممين السعوديين في السوق الدولية.
وأكد راكان جندلي، عضو اللجنة والمدير والمدير الإبداعي في شركة التصميم العالمية كي سي إيه إنترناشيونال، على أهمية اكتساب المصممين الشباب للمهارات اللازمة وتطويرها قبل السعي وراء الشهرة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال جندلي: "يتعين على المصممين الشباب المرور بمرحلة اكتساب المعرفة والمهارات قبل الوصول إلى مرحلة التميز. فالتفكير النقدي وقدرات معالجة المشكلات هما أساس النجاح، ويجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي أداةً مساعدة، لا بديلاً عن الجهود الذاتية".
وقد اتفق أعضاء اللجنة الآخرون على هذا الرأي، مؤكدين على أهمية بناء الشباب الموهوبين لمحفظة أعمال قوية، واكتساب القدرة على إظهار عملية التصميم، وليس مجرد إنشاء صور ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى إتقان التوثيق وإدارة المشاريع.
ومع ذلك، أجمعوا على أن قطاع التصميم يحمل آفاقاً واعدة، وذلك بفضل توفر برامج الإرشاد والمبادرات الحكومية والمسابقات التي تتيح للمصممين الشباب في المملكة اختبار قدراتهم وتطويرها.
ومن جانبه، قال ريان صفدي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مكتب معمور للتصميم: "يتوقف مستقبل التصميم السعودي على مهارات وإمكانات الأشخاص الذين يجمعون بين التطبيقات الحديثة والفهم الثقافي العميق. ويجب علينا أن نعمل على صقل المواهب، وتوثيق الإنجازات، وإنشاء أنظمة تدعم ازدهارها على المستوى الدولي".
وأشادت دانا خياط، مصممة صناعية شابة تقيم في جدة، بجهود زملائها في المملكة، وأكدت عدم اكتفائهم بمواكبة التوجهات العالمية، وإنما السعي لدمج العناصر الثقافية المحلية في أعمالهم. وقالت في هذا الصدد: "إن الجيل الجديد من المصممين السعوديين لا يسعى إلى استنساخ التوجهات العالمية، بل يمزج بين التراث والتصميم المعاصر لخلق أعمال فريدة".
ومن جانبه، قال طه الأنديجاني، مدير التصميم وسفير ميثاق الملك سلمان العمراني: "نسعى جاهدين إلى تمكين المواهب المحلية، وضمان أن دمج المصممين السعوديين في صميم مشاريعنا. ونتطلع إلى جعل الخبرة المحلية عاملاً أساسياً في عملية التصميم وليس خياراً غير مشروط".
الجهات العارضة تشيد بمعرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث
أشادت أبرز الجهات العارضة بالفعالية لدورها المحوري في توفير منصة لتبادل الابتكارات، وبناء الشراكات، والتواصل مع الكفاءات من الجيل الجديد، وقد استقطبت الدورة الأولى أكثر من 5100 متخصص في القطاع على مدار الأيام الثلاثة.
واستعرضت شركة حمد محمد الرقيب و أولاده السعودية مجموعتها من الخدمات المكتبية، التي تم تصميمها وتصنيعها بأيدٍ سعودية ماهرة لتلبية احتياجات الأفراد والمؤسسات، وفقاً للمواصفات القياسية السعودية.
وبدوره، قال عبد المحسن التركي، مدير تنسيق المشاريع في الشركة: "أتاح لنا الإقبال الكبير الذي شهده المعرض الفرصة للقاء عدد من طلاب الجامعات السعودية لمناقشة تصاميمنا. وقد تبادلنا أطراف الحديث حول تصاميم الأثاث والمواد المستخدمة، ونرى أن نجاح وتميز هذا المعرض واضح للعيان".
وعرضت مجموعة النساج، المتخصصة في تصنيع وتجارة أقمشة المفروشات والتنجيد عالية الجودة، أقمشتها الذكية والصديقة للبيئة التي تعزز تدفق الهواء. ووصف أحمد سمنة، المتحدث الرسمي للشركة، معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث بأنه "ملتقى هام لمتخصصي وطلاب التصميم الداخلي" وأنه بمثابة "جسر يربط بين خبراء الأثاث ومصممي الديكور الداخلي".
فهم الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين أعمال التصميم
أكد كريم الفرماوي، المدير العام لشركة أد زي ديزاين، خلال معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث، أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز الكفاءة في قطاع التصميم، شريطة أن يتبنى المصممون هذه التقنية ويتكيفوا معها.
وشارك الفرماوي عرضاً تقديمياً ملهماً بعنوان "الذكاء الاصطناعي في التصميم الداخلي: الحقائق والتطبيقات العملية الحالية"، حيث أوضح الدور الفعال لنماذج اللغات الكبيرة في تحسين موجزات التصميم والمقترحات وتحليل البيانات.
وخلال حديثه على منصة آي إف سبيكس، أوضح خبير التصميم للحضور مساهمة الذكاء الاصطناعي، باستخدام التوجيهات الصحيحة، في تقديم حلول في غضون 10-20 ثانية، وهي مهمة كانت تستغرق سابقاً أكثر من ساعة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولاً في وتيرة أعمال التصميم، وذلك من خلال إزالة ركيزتين أساسيتين، مما سيمكن المصممين والعملاء من الانتقال بشكل أسرع من مرحلة التصور إلى مرحلة وضع الأسعار.
وقال الفرماوي: "يتمحور الموضوع بأكمله حول استيعاب طبيعة الذكاء الاصطناعي ومساهمته في تحسين سير أعمالنا. ويجب أن نتحلى بالمرونة والقدرة على التكيف للانتقال من سير العمل التقليدي إلى سير العمل الجديد، وإلا فلن نحقق أي فائدة مرجوة".
وشهد معرض جدة للديكورات الداخلية والأثاث، الذي يُقام في إطار فعاليات معرض إندكس السعودية في جدة سوبردوم، مشاركة 100 جهة عارضة من 12 دولة. لمزيدٍ من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: https://www.interiors-furnitureshowjeddah.com
0 تعليق