مشاركة واسعة في ورشة «يونا» و «فيوري» حول الذباب الإلكتروني في عصر الذكاء الاصطناعي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نظم اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا"، بالتعاون مع وكالة "فيوري" لأخبار الفيديو، ورشة عمل بعنوان "الذباب الإلكتروني في عصر الذكاء الاصطناعي: تداعيات وحلول"، وذلك في 23 فبراير 2025، بمشاركة واسعة من بينهم عدد كبير من الإعلاميين وممثلي وكالات الأنباء في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والمهتمين بالمجال الإعلامي.

وأكد المدير العام لـ"يونا" أن هذه الورشة أقيمت في إطار جهود الاتحاد لتعزيز الوعي الإعلامي ومساعدة الإعلاميين على التعامل مع التحديات الرقمية، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على صناعة الأخبار.

وقد أدار الورشة، التي تُرجمت إلى عدة لغات، الأستاذ أشرف الحيدري، مدير العلاقات والتواصل الدولي في اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، حيث منح في البداية الأستاذة الدكتورة آنا بيديكوفا، مستشارة الشؤون الدولية بوكالة "فيوري"، الفرصة للحديث عن الورشة والشراكة بين "يونا" و"فيوري".

وأشارت بيديكوفا إلى النجاح الذي حققته سلسلة ورش العمل السابقة التي قُدمت بالتعاون بين الجانبين في موضوعات مختلفة، مقدمةً شكرها لسعادة المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ محمد عبدربه اليامي على تفاعله المستمر مع ورش العمل المشتركة بين "يونا" و"فيوري".

من جانبه، أوضح الأستاذ أشرف الحيدري أن الورشة خٌصصت لتناولت واحدة من أبرز القضايا، وهي ظاهرة الذباب الإلكتروني في ظل التطور الهائل للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن ورشة العمل فرضت نفسها في ظل انتشار الحسابات الإلكترونية الوهمية والأخبار المضللة التي تهدف إلى التلاعب بالرأي العام عبر نشر محتوى مزيف. كما لخص أهداف الورشة في مناقشة أضرار هذه الظاهرة من خلال نقاش بناء وتبادل الخبرات، ثم الخروج بحلول عملية لمواجهتها.

أما المتحدث الرسمي في الورشة، الأستاذ سامي عبدالنور، مدير وسائل التواصل الاجتماعي في وكالة "فيوري"، مستشار الأمن السيبراني وخبير التوعية الرقمية، فقد تناول موضوع الورشة بتفصيل شيق، بدأه بالتعريف بوكالة "فيوري" وأهدافها، ثم شرح كيفية صناعة الشهرة الزائفة للإعلاميين كوسيلة فعالة للوصول إلى الجمهور، مؤكدًا أن نحو 10 إلى 15% من الحسابات الإلكترونية تعد وهمية.

وأوضح أن الحسابات الوهمية قد تدار من قبل أفراد حقيقيين مأجورين، أو أشخاص يتخفون بأسماء مستعارة خوفًا من الملاحقات القانونية، إضافة إلى شخصيات افتراضية ذات هوية رقمية مزيفة.

وأشار إلى بعض المؤشرات التي تدل على أن الحساب وهمي، ومنها: الاسم المستخدم، وركاكة اللغة، والتناقض في التعليقات، وإعادة النشر المتكرر، واستخدام صور قديمة، والتوجه الأحادي للحساب، إضافة إلى عدم وجود متابعين حقيقيين.

وأضاف الأستاذ عبدالنور أن أكثر من 70 دولة تستخدم تقنية الحسابات الوهمية لتحقيق أجندات سياسية وتجارية، وصناعة مشاهير عبر الجيوش الإلكترونية، والمرتزقة الرقميين، والشركات الدعائية الرسمية وغير الرسمية.

وأوجز عبدالنور أبرز استخدامات الحسابات الوهمية في النصب والاحتيال، والتسويق والدعاية المزيفة، والترويج لإعلانات ومواقع احتيالية، والاتجار الجنسي، مثل مواقع التعارف والإباحية.

كما أشار إلى أن الذباب الإلكتروني يتلاعب بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عبر تويتر، وإنستغرام، وتيك توك، ويوتيوب، وذلك من خلال شراء المتابعين، وزيادة المشاهدات والمشاركات الوهمية، وشراء الأصوات للتأثير على قرارات معينة.

وأبان أن آلية عمل الذباب الإلكتروني تتمثل في نشر الأخبار الكاذبة، وإغراق التعليقات السلبية على الأحداث، وتضخيم تصريحات شخصيات معينة، وإنشاء وسوم (هاشتاقات) جديدة بحثًا عن "الترند".

وأكد أن الأهداف من وراء ذلك تشمل التأثير على الرأي العام، ومعارضة الحكومات والقرارات، ونشر الكراهية والتطرف، وزعزعة الأمن والاستقرار، والإضرار بسمعة الأفراد والكيانات.

وكشف أن أبرز القضايا التي يتدخل فيها الذباب الإلكتروني هي القضايا الدينية (مثل التدخين، والعباءة، والحجاب)، قضايا العمل والبطالة والرواتب والمعاشات والقروض، والعلاقات الاجتماعية والتاريخ والجغرافيا.

وأشار عبدالنور إلى أن من بين أهم التقنيات النفسية والإعلامية المستخدمة من قبل الذباب الإلكتروني الرسائل السرية (يتم تبادلها بين الأفراد لنشر أفكار خفية)، الإسناد الدائري (حيث يطرح شخص فكرة يتبناها آخر، ثم يُدار نقاش مفتعل لتعزيزها)، الصدى الإعلامي (خلق ضجة إعلامية وهمية عبر منصات متعددة بمعلومات زائفة) تأثير الإجماع الكاذب (إيهام الجمهور بأن مجموعة من الأفراد أو المؤسسات تدعم قضية معينة، لتحويلها إلى حقيقة مصطنعة).

وأشار الأستاذ سامي عبدالنور إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات فعالة في الكشف عن الحسابات الوهمية، مما يسهم في الحد من انتشارها.

وأوجز الأستاذ سامي عبدالنور الحلول لمجابهة الذباب الإلكتروني في التعاون الدولي لملاحقة الشركات والكيانات المتورطة، إلزامية توثيق الحسابات بهوية رقمية، وووضع تصنيفات للحسابات المشتراة والمحتوى الممول.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق