سوق الثلاثاء .. مركز ثقافي واقتصادي في السياحة التراثية بمنطقة عسير

ون عربيا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Local

-OneArabia

يعد سوق الثلاثاء في مدينة أبها مركزاً ثقافياً واقتصادياً مهماً لمنطقة عسير، ويشتهر بتاريخه الغني، ويجذب الزوار المهتمين بالسياحة التراثية. ويُعد السوق، الذي يُقام كل يوم ثلاثاء، مكاناً يجتمع فيه السكان المحليون والسياح على حد سواء لاستكشاف تقاليد المنطقة وشراء الأشياء الفريدة.

ويؤكد الدكتور عبدالله بن علي الموسى المؤرخ ومؤلف كتاب "الأسواق الأسبوعية في منطقة عسير" على أهمية السوق تاريخياً، مشيراً إلى أنه كان نقطة التقاء مركزية للتجار والمستهلكين لسنوات طويلة، ولا يقتصر دور السوق على تسهيل عمليات البيع والشراء، بل إنه أيضاً مكان لمناقشة الأخبار المحلية وحل الخلافات.

Cultural Significance of Tuesday Market in Asir

تنقسم الأنشطة الاقتصادية في السوق إلى قسمين: دائم وأسبوعي. الأنشطة الدائمة تشمل محلات ثابتة تبيع سلعاً يومية مثل القهوة والتوابل والعطور والأقمشة. الأنشطة الأسبوعية تجلب مجموعة متنوعة من السلع مثل الماشية والحرف اليدوية وأدوات الحرث والنباتات العطرية وأفران الخبز التقليدية المعروفة باسم "الميفا".

تلعب النساء دورًا حيويًا في السوق من خلال صناعة القلائد من الأحجار الكريمة مثل العقيق اليمني والظفار أو القطع الفضية. تحظى المجوهرات المصنوعة يدويًا بشعبية خاصة بين النساء اللاتي يفضلن الحلي الفضية. وقد تم تناقل هذا التقليد عبر الأجيال.

ويزيد من جاذبية السوق موقعه المجاور لإمارة منطقة عسير وبالقرب من مسرح قصر المفتاحة، الذي افتتحه الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود عام 1416هـ، ويعزز المسرح الأجواء الثقافية في المنطقة، ويتسع السوق ذو الشكل البيضاوي لأكثر من مائتي بائع يعرضون منتجاتهم بشكل جذاب.

يذكر المؤرخ هاشم النعيمي في كتابه "تاريخ عسير قديماً وحديثاً" أن السوق كان يقام قبل عام 1242هـ أسبوعياً في ساحة غرب "نذير"، وكان الباعة يصلون قبل أيام بالحبوب والفواكه للبيع، وكان السوق يفتح أبوابه في البداية حتى الظهر، ثم يزداد نشاطه ويمتد ساعاته حتى غروب الشمس.

تطور السوق عبر الزمن

ويتذكر حسين حبيش، أحد سكان أبها، والذي اعتاد على زيارة السوق القديم منذ عقود، موقعه المركزي الذي كان يضم مداخل عند كل زاوية. وكان التجار يستوردون البضائع من مكة أو يسافرون إلى عدن أو صعدة لشراء القهوة والزبيب، وكان عدد المحلات آنذاك يتراوح بين 104 و110 محل.

ويصف أحمد عبدالله، أحد الباعة المتواجدين في موقع السوق الحالي، كيف يقدم السوق منتجات متنوعة تلبي احتياجات الزوار على مدار الأسبوع، وتشمل هذه المنتجات الأزياء والمجوهرات والحلي الشعبية وأدوات الطبخ والنباتات العطرية وأصناف العسل ومحلات المجوهرات الفضية والمنتجات القديمة والأدوات الزراعية وأدوات الصيد.

ويظل سوق الثلاثاء جزءاً أساسياً من اقتصاد أبها، حيث يجذب السكان والسياح الباحثين عن الضروريات اليومية أو النماذج الجمالية المصنوعة محلياً مثل الطفشة أو المجوهرات الفضية. كما تضمن أجوائه النابضة بالحياة استمرار النشاط التجاري مع الحفاظ على التراث الثقافي.

With inputs from SPA

English summary

The Tuesday Market in Abha is a vital cultural and economic centre in the Asir region. It showcases local craftsmanship and serves as a popular destination for heritage tourism.

Story first published: Tuesday, February 25, 2025, 17:46 [GST]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق