اجتمع وفد من الخبراء وصانعي السياسات الليبيين وقادة الأعمال والباحثين في عمان اليوم لحضور ورشة عمل مكثفة تركز على مبادئ الاقتصاد الأخضر والدائري نظمها برنامج "Green Forward" الإقليمي الممول من الاتحاد الأوربي والذي تنفذه وكالة إكسبيرتيز فرانس في الأردن، بالتعاون مع مشروع EU4Skills والذي تنفذه الوكالة في ليبيا.اضافة اعلان

هدفت الورشة إلى تزويد أصحاب المصلحة الليبيين بالمعرفة ورفع وعيهم بالأدوات اللازمة لدفع الإصلاحات الاقتصادية الخضراء والدائرية، وبدأت الجلسة التي استمرت طوال اليوم بنظرة عامة على إنجازات السنة الأولى لمشروع "Green Forward" وكيفية الاستفادة منها في ليبيا، ما مهد الطريق لمناقشات معمقة حول الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي وأهميتها لدول الجوار الأوروبي جنوبي المتوسط، وفي السياق الليبي على وجه الخصوص.

تعمق المشاركون في السياسات الرئيسية للاتحاد الأوروبي وكيفية الاستلهام من هذه السياسات لرسم سياسات تعزز الاقتصاد الأخضر والدائري، بما في ذلك خطة العمل الأوروبية للاقتصاد الدائري وأدوات عمل مثل "من المزرعة إلى الشوكة" و”آلية تعديل حدود الكربون”، واستكشاف تطبيقاتها المحتملة في المشهد الاقتصادي الليبي.

كانت إحدى أبرز محطات الورشة هي الحوار التشاركي حول عمليات تطوير السياسات، حيث تبادل المسؤولون والخبراء الليبيون مع خبير سياسات الاقتصاد الأخضر والدائري في مشروع "Green Forward" السيد محمد منصور الأفكار حول صياغة سياسات فعالة للاقتصاد الأخضر والدائري تتناسب مع احتياجات بلادهم.

وتضمنت الجلسات المسائية عرضًا حول استراتيجيات الاتصال الفعالة للترويج لموضوعات الاقتصاد الأخضر والدائري، مع التركيز على دور الوعي العام في دفع المبادرات المتعلقة بموضوع ذي اهتمام على عدة مستويات، من المستوى العام إلى مستوى واضعي السياسات.

كما سلطت الورشة الضوء على جهود جمعية الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في الأردن، حيث قدمت للمشاركين أمثلة عملية على مشاريع خضراء ناجحة في المنطقة. اختتم اليوم بنقاش حول الطريق المستقبلي للتحول الأخضر في ليبيا، ما يؤكد الالتزام الجماعي بتعزيز اقتصاد دائري، مستدام ومرن ومتوافق مع الأولويات الوطنية الليبية.

من جهتها، أوضحت المهندسة عذاري الصادود، مسؤولة رفع الوعي وبناء القدرات في مشروع "Green Forward" ثراء التجربة الليبية في معالجة المواضيع المتعلقة بالاقتصاد الأخضر والدائري، إذ أن "المعرفة التقنية لدى الخبراء الليبيين قادرة على تجاوز أي نقص في الإلمام بالمفاهيم والمصطلحات أو الأدوات المتعلقة بالاقتصاد الأخضر والدائري بسلاسة وسرعة".

وشدد منصور على أهمية تطوير سياسات فعالة لدفع إصلاحات مرتبطة بالاقتصاد الأخضر والدائري. "هدفنا هو تزويد أصحاب المصلحة الليبيين بالمعرفة والأدوات اللازمة لتنفيذ هذه السياسات بنجاح، وتعزيز اقتصاد أكثر استدامة."

واعتبر عدد من المشاركين في الورشة خلال مداخلاتهم، أن هذه الورشة تشكل لحظة هامة في مسيرة سياسات الاقتصاد الدائري في ليبيا، متماشية مع الجهود الإقليمية الأوسع لتعزيز اقتصاديات مستدامة ومرنة في المنطقة.
فيما أكد د. مارلين بكالي، مدير مشروع "Green Forward" أهمية تمكين أصحاب المصلحة الليبيين بالمعرفة والأدوات اللازمة لدفع سياسات اقتصادية متبنية لمبادىء الاقتصاد الأخضر والدائري. "إن نقاشات اليوم هي خطوة حاسمة نحو تحقيق اقتصاد مستدام ومرن لدول الدوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي"، أضاف بكالي.