دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعاني العديد من التهاب الشعب الهوائية خاصة خلال فصل الشتاء.
لكن، ما هي أنواع التهابات الجهاز التنفسي؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟ ولماذا يتعرض كبار السن بشكل خاص لخطر الإصابة بأمراض خطيرة بسبب التهابات الجهاز التنفسي؟ وكيف يمكن تقليل فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى؟
تجيب على هذه الأسئلة الدكتورة لينا وين، وهي خبيرة طبية لدى CNN، وطبيبة طوارئ، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن. وشغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في بالتيمور.
CNN: ما هي أنواع التهابات الجهاز التنفسي الشائعة، وما هي أعراضها؟
الدكتورة لينا وين: إحدى الطرق لفهم التهابات الجهاز التنفسي تتمثل بالنظر إلى المكان الذي تؤثر فيه على الجهاز التنفسي. وتؤثر التهابات الجهاز التنفسي العلوي على الجيوب الأنفية والحلق، وتشمل التهابات مثل نزلات البرد الشائعة والتهاب الجيوب الأنفية.
أما التهابات الجهاز التنفسي السفلي، فتؤثر على الممرات الهوائية والرئتين. وتشمل التهاب الشعب الهوائية، وهو التهاب في الممرات الهوائية التي تؤدي إلى الرئتين. وقد يعاني الأشخاص من التهاب الشعب الهوائية الحاد بسبب السعال الشديد، ولكنهم عادة لا يعانون من الحمّى أو صعوبة في التنفس؛ وإذا حدث ذلك، فقد يكون هناك قلق من وجود حالة أخرى مرافقة للمرض.
يُعد الالتهاب الرئوي أيضًا عدوى في الجهاز التنفسي السفلي، وهو التهاب يصيب الرئتين. وهناك مجموعة متنوعة من الكائنات الحية التي يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي، بما في ذلك الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات، والطفيليات.
يمكن أن يعاني الأفراد المصابون بالالتهاب الرئوي من مجموعة من الأعراض، وأكثرها شيوعا هي الحمى، وضيق التنفس، والسعال، وآلام الجسم، والتعب.
وقد يعاني بعض المرضى أيضًا من الغثيان، والقيء، والإسهال، وألم في الصدر أثناء التنفس، إضافة إلى تغيرات في الحالة النفسية أو الارتباك.
CNN: ماذا يعني أن البعض يعاني من "عدوى متعددة الميكروبات في الجهاز التنفسي"؟
الدكتورة لينا وين: تعني عبارة "متعددة الميكروبات" أن أكثر من كائن حي واحد متورط في الحالة المرضية، أي أنه تم اكتشاف أكثر من نوع من الفيروسات، أو البكتيريا، أو الفطريات، أو الطفيليات، ويُعتقد أنها السبب في الأعراض التي يعاني منها الشخص.
كيف يتم تشخيص وعلاج التهابات الجهاز التنفسي السفلي مثل الالتهاب الرئوي؟
الدكتورة لينا وين: يتم التشخيص من خلال مزيج من التاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني، والفحوصات التشخيصية. وقد تشمل هذه الفحوصات تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب.
وقد تتضمن مسحات فيروسية من الأنف والبلعوم، إضافة إلى اختبار زرع القشع، حيث يتم تحليل عينة من السائل الذي يسعله المريض. وفي بعض الأحيان، يخضع المرضى لتنظير القصبات، حيث يتم تمرير أنبوب رفيع عبر مجرى الهواء لأخذ عينات للفحص. أما المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى، فسيخضعون أيضًا لفحوصات الدم، بما في ذلك تقييم ما إذا كان الالتهاب قد انتشر عبر مجرى الدم.
ويعتمد العلاج على نوع الكائن الحي المسبب للعدوى. وتشمل الأسباب الشائعة للالتهاب الرئوي البكتيري المفطورة الرئوية والمكورة الرئوية، ويتم علاج هذه الحالات بالمضادات الحيوية. أما في حالة الالتهاب الرئوي الفطري، فيتم استخدام العلاج المضاد للفطريات. وهناك العديد من الفيروسات التي يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي، بما في ذلك "كوفيد-19"، والإنفلونزا، وعدوى الفيروس الرِّئوي البشري المُتبدِّل، والفيروس المخلوي التنفسي. وبعض هذه الفيروسات لها أدوية مضادة للفيروسات يمكن أن يتناولها المريض.

CNN: لماذا تشكل التهابات الجهاز التنفسي مصدر قلق خاص لدى كبار السن؟
الدكتورة لينا وين: لا شك أن التهابات الجهاز التنفسي تمثل تهديدًا خطيرًا بالنسبة لكبار السن. وبحسب دراسة أجريت عام 2020، يُنقل نحو مليون شخص من كبار السن إلى المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي كل عام. ووجدت الدراسة أن أكثر من ثلث عدد هؤلاء المرضى يموتون خلال العام التالي.
وهناك عدة أسباب تجعل كبار السن أكثر عرضة للمضاعفات الشديدة الناتجة عن هذه الالتهابات. أولا، يكون هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بحالات طبية مزمنة أخرى تزيد من احتمالية حدوث مضاعفات، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وانتفاخ الرئة، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، ومرض السكري.
ثانيًا، من المرجح أن يعاني كبار السن من ضعف في العضلات، ما يجعل السعال أكثر صعوبة.
ثالثًا، يمكن أن يؤدي ضعف العضلات إلى مشاكل في البلع، حيث يكون كبار السن أكثر عرضة لاستنشاق الطعام أو السوائل إلى رئتيهم، ما قد يسبب الالتهاب الرئوي الشفطيّ.
رابعًا، يضعف الجهاز المناعي مع التقدم في العمر، ما يعني أن قدرة كبار السن على محاربة العدوى تكون أقل.
خامسًا، قد يعاني بعض كبار السن من أعراض غير نمطية، على سبيل المثال، بدلا من الإصابة بحمى شديدة وسعال، قد يعانون من تفاقم الارتباك أو الإسهال. وقد يؤدي ذلك إلى تأخير التشخيص حتى تصبح العدوى أكثر حدة.
من المهم الإشارة إلى أن كبار السن ليسوا الفئة الوحيدة التي قد تُشكل التهابات الجهاز التنفسي خطورة عليها بشكل خاص. إذ أن الرضع والأطفال الصغار أيضًا يتعرضون بشدة لهذه العدوى. وعلى مستوى العالم، يقتل الالتهاب الرئوي عددًا أكبر من الأطفال دون سن الخامسة مقارنة بأي مرض معدٍ آخر.
وتشمل الفئات المعرضة للخطر الأخرى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو الذين يعانون من حالات طبية خطيرة أخرى.
CNN: هل هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي؟
الدكتورة لينا وين: يجب أن يتلقى الأشخاص اللقاحات المتاحة لهم. وعلى سبيل المثال، يجب أن يتلقى كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر لقاح الإنفلونزا كل عام. ويجب أن يتلقى الأطفال دون سن 5 سنوات والبالغون الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر لقاح المكورات الرئوية.
ويجب على الأشخاص المؤهلين للحصول على لقاح الفيروس المخلوي التنفسي تلقيه أيضًا. وتوصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بهذا اللقاح لجميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا أو أكثر وكذلك البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و74 عامًا والذين يتعرضون لخطر متزايد للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي الشديد.
ويجب على المدخنين أو مستهلكي المشروبات الكحوليات بكثافة أن يدركوا أن هذه عوامل خطر للإصابة بالالتهاب الرئوي، وأن يعملوا على الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول.
يُعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم من العوامل التي يمكن أن تساعد في تقوية الاستجابة المناعية. ويجب على الأشخاص تحسين السيطرة على حالاتهم الطبية الأساسية الأخرى.
يمكن أن تحد نظافة اليدين من انتقال الأمراض المعدية، لذا يجب على الجميع غسل أيديهم بالماء والصابون، بما في ذلك بعد لمس المرافق العامة ذات الاستخدام العالي.
ويجب على أولئك الذين يريدون توخي الحذر الشديد التفكير في اتخاذ احتياطات إضافية، بما في ذلك ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة المزدحمة، والتأكد من أن الأشخاص الذين يتعاملون معهم ليس لديهم أعراض تنفسية، وتقليل الوقت الذي يقضونه مع الآخرين خلال موسم الذروة للحماية من عدوى الجهاز التنفسي.
0 تعليق