دائماً أقول لمن أتحاور معهم بشأن البحرين وما تحقق فيها طوال السنوات الأخيرة، أقول: ارجعوا للبدايات.. وابحثوا عن المصدر.
وهنا أتحدث عن الأساس، عن الأفكار والاستشراف المستقبلي، وعليه هنا أقصد فكر قائد مسيرة التحديث والتغيير والإصلاح، جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
ما وصلت إليه البحرين من تقدم في منظوماتها وعملها، وسمعتها العالمية، يرجع فضله إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى جلالة الملك وفكره وإرادته وشجاعته، وذلك حينما تولى مقاليد الحكم خلفاً لوالده الراحل العظيم، وعاهد شعبه بأن يكون امتداداً لوالده، فهو "ابن عيسى وماضٍ على عهده"، وبالفعل كان تجسيداً للقائد الإنسان والأب الحنون على شعبه، وصانع الإنجازات، ومغير المفاهيم، ومحفز الطاقات، وصانع التغيير، وعراب الإصلاح.
تذكرت كلمات جلالته حين تولى الحكم، وربطتها برؤاه وأحلامه النيرة تجاه بلاده وشعبه مثلما وثقها في كتابه "الضوء الأول"، وربطتها بكل تطور وإصلاح أحدثه، وعلى رأس ذلك تعزيزه للحريات وتأسيسه لحقوق الإنسان، وحمايته لحقوق الناس، تذكرت ذلك وأنا أستمع للمداخلات والعروض القيمة المعنية بملف حقوق الإنسان في البحرين والتطورات والإنجازات المتحققة في الجانب الدبلوماسي المعني بإبرازها وبيانها للعالم، وذلك خلال ورشة عمل "دور الدبلوماسية الحقوقية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان"، والتي نظمتها مشكورة وزارة الخارجية البحرينية بالأمس عبر منصة "زووم" وشارك فيها العشرات من المسؤولين والسفراء والناشطين في مجال الدبلوماسية وحقوق الإنسان والإعلام.
تذكرت جلالة الملك وفكره الإنساني، وإصلاحاته في جانب صون الحقوق وحفظها من خلال إنشاء العديد من المنظومات المعنية بهذا الجانب، وقراراته الجريئة وغير المسبوقة الساعية لمساعدة الناس، من خلال مبادرات السجون المفتوحة والعقوبات البديلة، وقبلها مؤسسات حقوق الإنسان والأمانة العامة والتظلمات، وغيرها. تذكرته لأن كل ما استمعنا له ورأيناه من استعراض للمنجزات، وتطبيق للأفكار والمشاريع في هذا الجانب، وإبراز منجزات البحرين وسيرتها الإيجابية للعالم، كلها أساسها "فكر" جلالة الملك، ومبعثها "إنسانية حمد بن عيسى".
شكراً لوزارة الخارجية على هذه الفعالية التي بينت حجم الإنجازات والجهود المبذولة لإبراز حقوق الإنسان في البحرين بشكلها "الحقيقي" والذي يصد عمليات التزييف والفبركة والأكاذيب التي يسوقها من يعادي البحرين ويقع فريسته الغرب الذي ينخدع بهم. شكراً لكل من يسعى لبيان ما قامت به البحرين من جهود عظيمة في هذا الجانب، تحقيقاً لما يؤمن به ملكنا الغالي ويدعو له.
والتقدير الكبير موصول لكل بحريني مخلص من خلال موقعه، يعمل على إيصال الصورة الحقيقية للعالم، ويحرص على بيان خطواتنا الجبارة في جانب حقوق الإنسان، التقدير لهم بلا استثناء. لكن هناك شكر وتقدير خاص لرجلين مخلصين وطنيين يعملان لأجل البحرين في أصعب المواقع، ويمثلانها في أكبر الدول. هنا أعني معالي الشيخ فواز بن محمد آل خليفة سفير البحرين في المملكة المتحدة، ومعالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير البحرين في الولايات المتحدة الأمريكية.
تابعنا سرداً لعمل جبار متواصل، نجح فيهما الشيخ فواز والشيخ عبدالله في تصحيح مفاهيم الغرب بشأن البحرين، وبشأن إنجازات بلادنا في جانب حقوق الإنسان، وفي بيان الحقائق بالشواهد والأرقام الإيجابية، وكيف باتت البحرين بفضل هذا الوعي الذي انتشر بمصداقية وشفافية، كيف باتت اليوم مضرب الأمثال ومحل الاستشهاد في جانب حقوق الإنسان.
لكل الإنجازات المشرفة، والنهايات ببلوغ الغايات الرائعة، لكل هذه الأمور بداية، أساس إيمان واقتناع، وتحرك وفق مبادئ وقيم، وسعي لتأصيل ثوابت إنسانية بحتة، وبداياتنا كلها كانت نابعة من قلب وفكر رجل ندين له بالكثير، رجل ندعو بأن يحفظه المولى عز وجل، وأن يسدد خطاه ويجعلنا دائماً على يمناه.
حفظك الله جلالة الملك، رجل الإنسانية قولاً وفعلاً، دائماً وأبداً.
0 تعليق