أغلق المؤشران ستاندرد اند بورز وناسداك المجمع على انخفاض حاد الخميس بسبب هبوط سهم شركة صناعة الرقائق إنفيديا بعد نتائج أعمال فصلية لم تتمكن من تحفيز موجة صعود لقطاع الذكاء الاصطناعي في وول ستريت، وذلك في وقت ركز فيه المستثمرون على بيانات تشير إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وانخفض سهم إنفيديا بعدما أعلنت الشركة توقعات فصلية أضعف من المتوقع لهامش الربح طغت على تقديرات الإيرادات المتفائلة. وتركت «إنفيديا» شركة «آبل» وحيدة في نادي 3 تريليونات دولار.
كما تراجعت شركتا صناعة الرقائق برودكوم وأدفانسيد مايكرو ديفايسز مما دفع المؤشر فيلادلفيا لأسهم شركات الرقائق إلى الانخفاض بشكل حاد.
وأدى إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة من شركة ديب سيك الصينية في يناير كانون الثاني إلى انحسار موجة صعود لقطاع الذكاء الاصطناعي في وول ستريت.
وهبط المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 93.76 نقطة أو 1.57 بالمئة ليغلق عند 5862.79 نقطة، بينما خسر المؤشر ناسداك المجمع 531.00 نقطة أو 2.78 بالمئة إلى 18544.26 نقطة، وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 192.98 نقطة أو 0.44 بالمئة إلى 43240.14 نقطة.
وأثرت بيانات اقتصادية على ثقة المستثمرين منها ارتفاع طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، كما أشار تقرير من وزارة التجارة الأمريكية إلى أن النمو الاقتصادي تباطأ في الربع الأخير من 2024.
وعلى صعيد التجارة الخارجية قال ترامب إنه سيفرض رسوما جمركية مضادة بنسبة 25 بالمئة على السيارات وغيرها من السلع الأوروبية. وقال أيضا إن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.
ويترقب المستثمرون بيانات موشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهي مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، المقرر صدورها غدا الجمعة.
ويتوقع المتداولون وفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن أن يخفض مجلس الاحتياطي سعر الفائدة بما لا يقل عن 50 نقطة أساس بحلول ديسمبر كانون الأول.
نادي 3 تريليونات دولار
انخفضت أسهم شركة صناعة الرقائق بأكثر من 8% يوم الخميس بعد الأرباح الفصلية، مما أدى إلى محو حوالي 273 مليار دولار من قيمتها ومنح الشركة قيمة سوقية تبلغ 2.94 تريليون دولار. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 2.8%.
لا تزال إنفيديا ثاني أكثر شركة تقنية أمريكية قيمة، خلف آبل وأمام مايكروسوفت، أحد أكبر عملائها.
حتى الآن في عام 2025، فقدت أسهم إنفيديا 10% من قيمتها، حيث تواجه الشركة مخاوف المستثمرين بشأن ضوابط التصدير والتعريفات الجمركية ونماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة وتباطؤ وتيرة النمو بشكل عام.
حتى بعد الانحدار الأخير، لا تزال إنفيديا تساوي خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل عامين، في بداية طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي. بلغت القيمة السوقية للشركة 3 تريليون دولار لأول مرة في يونيو 2024.
أعلنت شركة إنفيديا الأربعاء عن نتائج فاقت تقديرات المحللين على نطاق واسع، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 78٪ عن العام السابق إلى 39.33 مليار دولار. ارتفعت إيرادات مركز البيانات للشركة، والتي تشمل معالجات الرسوميات الرائدة في السوق لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي، بنسبة 93٪ على أساس سنوي إلى ما يقرب من 36 مليار دولار.
أشارت إنفيديا إلى أنها ستتمتع بربع قوي لبدء عامها المالي 2026 وأن مشكلات الإنتاج لشريحة الجيل التالي، بلاكويل، قد تم حلها في الغالب.
في الأسابيع الأخيرة، قال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسين هوانج إن الطلب على رقائقها سيظل قوياً حيث ستتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي التي تفكر «في أفضل طريقة للإجابة» على الأسئلة خطوة بخطوة قوة حوسبة أكبر بكثير.
قال هوانج لقناة سي إن بي سي جون فورت في مقابلة يوم الأربعاء: «كمية الحوسبة اللازمة للقيام بعملية التفكير هذه أكبر 100 مرة مما اعتدنا القيام به».
تعتمد شركة إنفيديا على مليارات الدولارات من الإنفاق على البنية التحتية سنويًا من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم للحصول على قدر هائل من إيراداتها. وفي يوم الأربعاء، قال هوانج إن مزودي خدمات السحابة الكبار - شركات مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون - يمثلون حوالي نصف إيرادات مركز بيانات إنفيديا.
«وول ستريت» تتجرّع كأس «إنفيديا».. و«آبل» وحيدة في نادي «3 تريليونات»

«وول ستريت» تتجرّع كأس «إنفيديا».. و«آبل» وحيدة في نادي «3 تريليونات»
0 تعليق