بعد 33 عاما في المعتقل.. ضياء يزين مائدة والدته الرمضانية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عاد عميد المعتقلين في قطاع غزة ضياء الأغا إلى مدينته خان يونس بالقطاع، معانقا الحرية، هذه المدينة التي غادرها طفلا في عمر الـ17، اليوم ومع بدء شهر رمضان المبارك، سيزين مائدة والدته نجاة للمرة الأولى منذ 33 عاما أمضاها في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.اضافة اعلان


لم تستطع سنوات المعتقل الطويلة كسر عزيمة ضياء (50 عاما)، أو أن تطفئ شوق والدته التي رغم مرضها وقسوة الأيام ومرارة الفراق داخل المعتقلات بقيت تنتظر لحظة بلحظة احتضان ولدها.


يصف الأغا، لحظة تنسمه الحرية بأنها لا تضاهيها فرحة، حيث شعر خلالها بأنه ولد من جديد خاصة في ظل الظروف المأساوية والقاسية التي عاشها على مدار فترة اعتقاله.


يقول "لقد تعرضنا خلال فترة العدوان على قطاع غزة لتعذيب شديد، وحرمنا من الطعام والشراب والعلاج، حيث ان فترة العدوان تضاهي سنوات اعتقالي جميعها لشدة ما تعرض له المعتقلون خلالها من إذلال".


وذكر أن إدارة المعتقلات أطلقت يد وحدات القمع للتنكيل بنا، وحرماننا من أبسط حقوقنا الإنسانية حتى النوم والطعام، إضافة لعمليات اقتحام الغرف والزنازين والاعتداء علينا بالضرب المبرح خاصة على معتقلي غزة، ومن اعتقلوا خلال فترة العدوان.


يقول: خرجت من المعتقل، وتركت آلاف المعتقلين يعانون الويلات جراء اجراءات إدارة السجون التعسفية التي زادت قساوة وعنفاً بعد العدوان على غزة، والذين لن أنساهم، فقد قضيت معهم سنوات عمري، ولذلك فرحتي بالحرية منقوصة وممزوجة بكثير من الألم، ولن تكتمل إلا بتبييض كل المعتقلات.


تفاقمت إجراءات الاحتلال على الأسرى بعد العدوان، فتعمدت الإدارة تقديم الطعام الذي يكفي الأسير للبقاء على قيد الحياة، فكان يعادل أقل من نصف وجبة مقارنة عما كان يُقدم قبل العدوان، الأمر الذي أدى لتدهور حالة الأسرى الصحية، نتيجة لسوء التغذية والإهمال المتعمد، وهو ما بات واضحا على ملامح الأسير الذي يخرج من السجن من فقدان الوزن بشكل كبير.


الحاجة نجاة والدة الأسير ضياء كانت تخشى أن تموت دون أن تراه حراً، فوالده توفي في العام 2005 بينما كان ضياء في الأسر، ولم يستطع توديعه، وتزايدت مشاعر القلق لديها الأسبوع الفائت، حيث كانت تنتظر خروجه من السجن، لكن تفاجأت بعرقلة الاحتلال للدفعة المقررة للأسرى، ما تدهورت صحتها نت شدة القهر والحزن.


تقول الحاجة نجاة: لقد ولد ضياء لحظة خروجه من السجن بعمر الخمسين عامًا، وهذه الفرحة لا توصف وممزوجة مع قدوم شهر رمضان المبارك الذي لم نعشه معاً منذ 33 عاما.


وتضيف: كنت في أحيان كثيرة أحرم من زيارته في المعتقل خاصة وأنه تعرض لفترات من الغزل الانفرادي متنقلًا بين العديد من المعتقلات على مدار سنوات الاعتقال.


وتشير الأغا إلى أنها سافرت حول العالم ضمن وفود هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، للمشاركة في فعاليات مساندة للمعتقلين للتعريف بقضية نجلها ضياء ورفاقه داخل معتقلات الاحتلال، وأنها لم تتخلف عن المشاركة في الاعتصامات الأسبوعية المساندة لهم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأنها ستبقى تساندهم وتدعو لتحريرهم ما دامت على قيد الحياة.


يذكر أنه أطلق سراح 456 معتقلا فجر الخميس ضمن الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار، ووصلوا جميعهم إلى مستشفى غزة الأوروبي وقد بدت عليهم حالات إعياء شديد لما تعرضوا له داخل المعتقلات الإسرائيلية طوال فترة اعتقالهم.


يشار إلى وجود أكثر من 10 آلاف معتقل في معتقلات الاحتلال، وهذا المعطى لا يشمل معتقلي غزة كافة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فيما استُشهد 58 معتقلا في سجون الاحتلال منذ العدوان الإسرائيلي على شعبنا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

 

وفا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق