لماذا يصمت العالم عما يجري في جنين وطولكرم؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
مخيم نور شمس الاحتلال الضفة

السبيل – خاص
مع دخول العدوان الإسرائيلي على مدينتي جنين وطولكرم ومخيميهما شهره الثاني؛ تتواصل الجرائم بحق المدنيين وسط صمت دولي يثير تساؤلات حول مدى التزام المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.

فعلى الرغم من القتل الميداني والتهجير القسري والتدمير الممنهج للبنية التحتية؛ لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات أو فرض عقوبات رادعة على الاحتلال الإسرائيلي.

هذا الصمت المريب ليس جديداً، بل يأتي ضمن نهج مستمر من ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية. ففي حين تُبدي الدول الغربية مواقف صارمة تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق أخرى، تتجاهل الجرائم الإسرائيلية، بل وتواصل دعمها السياسي والعسكري للاحتلال، مما يمنحه الحصانة من أي مساءلة حقيقية.

كما أن غياب الإرادة السياسية في المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، يساهم في استمرار هذه الجرائم. فالفيتو الأمريكي المستمر يمنع أي تحرك جاد لفرض عقوبات على الاحتلال، بينما تكتفي بعض الدول بإصدار بيانات إدانة شكلية لا تتجاوز الحبر على الورق.

الدور العربي وخاصة الأردني

وسط هذا الصمت الدولي؛ يبرز السؤال حول موقف الدول العربية، وخاصة تلك التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي. فمن المفترض أن تشكل هذه الدول ضغطاً سياسياً واقتصادياً على الاحتلال لوقف جرائمه، إلا أن مواقفها ظلت في معظمها خجولة ومحدودة التأثير.

وفي المقابل؛ شهدت العديد من الدول العربية احتجاجات ومظاهرات تضامناً مع الفلسطينيين، ما يعكس رفضاً شعبياً واضحاً للتطبيع مع الاحتلال. إلا أن هذه التحركات تظل دون ترجمة فعلية على المستوى الرسمي، ما يجعل الاحتلال يستمر في انتهاكاته دون أي رادع.

ويحتل الأردن موقعاً خاصاً في المعادلة الفلسطينية، بحكم وصايته على المقدسات في القدس، وترابطه الجغرافي والديموغرافي مع فلسطين. وعلى مدار العقود الماضية، كان للأردن دور محوري في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر المواقف السياسية أو عبر استضافة اللاجئين الفلسطينيين.

ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية؛ يواجه الأردن تحديات كبيرة في اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه الاحتلال، خاصة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية الأردنية التي تدين العدوان، إلا أن المطلوب اليوم هو خطوات أكثر تأثيراً، مثل إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال، وتفعيل الدور الدبلوماسي الأردني للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر جدية.

ما المطلوب؟

لم يعد الصمت خياراً أمام الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة، والمطلوب اليوم تحركات فاعلة على عدة مستويات:

دولياً: الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد الاحتلال، مثل فرض عقوبات سياسية واقتصادية.

وعربياً: إنهاء حالة التطبيع المجاني، وتوظيف الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية للضغط على الاحتلال.

وشعبياً: استمرار الحراك الشعبي والضغط على الحكومات العربية لاتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه جرائم الاحتلال.

إن استمرار الصمت الدولي والعربي تجاه ما يجري في جنين وطولكرم ليس فقط تواطؤاً مع الاحتلال، بل هو أيضاً ضوء أخضر لاستمرار الانتهاكات وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق