حمية العصائر: هل هي خيار صحي أم خطر على توازن الجسم؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في كل فترة تظهر أنظمة غذائية جديدة تعد بتحقيق فوائد صحية أو تساعد في فقدان الوزن بسرعة، ومن بين هذه الحميات، حمية العصائر التي تعتمد على استهلاك العصائر فقط دون تناول أي أطعمة صلبة.اضافة اعلان

 

على الرغم من أن هذا النوع من الحمية يبدو صحيًا بسبب اعتماده على الفواكه والخضروات الطبيعية، إلا أن الدراسات العلمية الحديثة تحذر من آثاره السلبية على توازن الجسم، لا سيما على صحة الجهاز الهضمي والقدرات العقلية.

كيف تؤثر حمية العصائر على الجسم؟

وفقًا لدراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة نورث ويسترن الأمريكية، فإن الاعتماد على العصائر فقط يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الميكروبيوم، وهو المجتمع المتنوع من البكتيريا والميكروبات التي تعيش بشكل طبيعي داخل الجهاز الهضمي.

 

وتلعب هذه البكتيريا دورًا مهمًا في الهضم، امتصاص المغذيات، وتعزيز المناعة. ولكن عند اتباع حمية العصائر لفترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أيام، تبدأ تغيرات ملحوظة في توازن هذه البكتيريا، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وزيادة خطر الالتهابات.


الأمر لا يقتصر فقط على التأثيرات الهضمية، إذ كشفت الدراسة أن هذه الحمية قد تؤثر أيضًا على القدرات العقلية والإدراكية بسبب تأثيرها على مستويات السكر في الدم ونقص بعض المغذيات المهمة مثل البروتينات والألياف.

نتائج الدراسة: تأثير الحمية على البكتيريا المعوية


قام الباحثون بتقسيم المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات:


- المجموعة الأولى: اقتصرت تغذيتهم على العصائر فقط.
-المجموعة الثانية: تناولوا العصائر مع المأكولات الصلبة.
- المجموعة الثالثة: استهلكوا أطعمة ذات مصادر نباتية بالكامل.


وتم جمع عينات من اللعاب والبراز للمشاركين قبل وأثناء وبعد التجربة لمراقبة التغيرات البكتيرية. أظهرت النتائج أن المجموعة التي اعتمدت على العصائر فقط سجلت زيادة واضحة في البكتيريا المسببة للالتهابات واضطرابات الجهاز الهضمي، في حين أن المجموعة التي تناولت العصائر إلى جانب المأكولات الصلبة شهدت تغييرات أقل حدة.

 

أما المجموعة التي اعتمدت على الأطعمة النباتية المتنوعة، فقد حافظت على أفضل توازن ميكروبي في الأمعاء، مما يشير إلى أهمية التنوع الغذائي في دعم صحة الجهاز الهضمي.

التأثير السلبي للعصائر على الصحة

 

ترجع التأثيرات السلبية لهذه الحمية إلى عدد من العوامل، أبرزها:

-ارتفاع نسبة السكر في العصائر: تحتوي العصائر الطبيعية على كميات كبيرة من الفركتوز، الذي يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، مما قد يسبب تقلبات في الطاقة ويزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين على المدى الطويل.


- انخفاض محتوى الألياف: عند عصر الفواكه والخضروات، يتم فقدان نسبة كبيرة من الألياف الغذائية التي تساعد في تحسين الهضم وتغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء. هذه الألياف تعمل على إبطاء امتصاص السكر ، وبالتالي فإن غيابها يؤدي إلى اضطرابات في مستويات الجلوكوز.


- تراجع في البروتين والدهون الصحية: الحمية المعتمدة على العصائر تفتقر إلى المغذيات الأساسية مثل البروتين والدهون الصحية، مما يؤدي إلى انخفاض الإحساس بالشبع وسرعة الشعور بالجوع، وقد يسبب فقدانًا للكتلة العضلية إذا استُمر عليها لفترات طويلة.

مخاطر محتملة لاتباع حمية العصائر

إلى جانب التأثيرات على الجهاز الهضمي، فإن هذه الحمية قد تكون لها تداعيات خطيرة على الصحة العامة ، ومنها:
اضطرابات الجهاز المناعي: انخفاض الألياف والبروتين قد يضعف الاستجابة المناعية للجسم.


-تراجع النشاط الذهني: نقص البروتين وبعض الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين B12 قد يؤثر على التركيز والذاكرة.


-ضعف العضلات وانخفاض الطاقة: غياب البروتين والدهون الصحية يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، مما يضعف القدرة على القيام بالأنشطة البدنية.


-مشاكل في الهضم: نقص الألياف يؤدي إلى اضطرابات مثل الإمساك والانتفاخ ، إلى جانب تأثيره السلبي على البكتيريا النافعة في الأمعاء.

هل حمية العصائر خيار صحي؟

رغم أن العصائر الطبيعية توفر الفيتامينات ومضادات الأكسدة، إلا أن الاعتماد عليها كوسيلة وحيدة للتغذية قد يكون خيارًا غير صحي ويؤدي إلى اختلال في توازن الجسم.

 

وتشير الدراسات إلى أن أفضل نظام غذائي هو النظام المتوازن ، الذي يجمع بين الفواكه، الخضروات، البروتينات، والدهون الصحية، مع الحفاظ على تناول الألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي.


لذلك، فإن اتباع حمية العصائر لفترات طويلة قد يضر أكثر مما ينفع ، ومن الأفضل استهلاك العصائر كجزء من نظام غذائي متنوع، وليس بديلاً كاملاً عن الأطعمة الصلبة.  - وكالات 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق