كويتيون ردا على عثمان خميس: “حماس” جزء لا يتجزأ من نسيج غزة الاجتماعي والجهادي

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – أثارت تصريحات الداعية الكويتي عثمان الخميس موجة واسعة من الانتقادات، بعدما وصف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأنها “فرقة سياسية منحرفة سلكت طريقًا سيئًا وألقت نفسها بأحضان إيران”، وهو ما دفع عددًا من العلماء والدعاة والنشطاء للرد عليه.

واعتبر النشطاء أن “الداعية الخميس أخطأ في وصفه لـ(حماس)، مشددين على أن النقد، إن كان مطلوبًا، يجب أن يكون علميًا وموضوعيًا بعيدًا عن التجريح والتشكيك، خاصة أن القضية تتجاوز الأفراد، كونها قضية الأمة بأكملها”.

وفي هذا السياق، قال الأكاديمي الكويتي خالد العتيبي، “في أول ليلة من رمضان، انتشر مقطع من ودكاست (إنسان) للشيخ عثمان الخميس كالنار في الهشيم، حيث وصف فيه حركة (حماس) بأنها (فرقة منحرفة) بسبب علاقتها بإيران”.

وأوضح العتيبي اليوم السبت، أن “هذا التصريح أثار جدلًا واسعًا لما يتضمنه من مغالطات تستوجب تفنيدًا علميًا وموضوعيًا، بعيدًا عن العاطفة والتجريح”.

وأضاف أنه “لو لم ينتشر هذا المقطع على نطاق واسع، لما اضطررنا إلى الرد علنًا، ولكن نظرًا لأن الخطأ كان علنيًا، كان لا بد من تصحيح المفاهيم المغلوطة منعًا لترسيخها في الأذهان”.

وأكد العتيبي أن “تصنيف (حماس) كـ(فرقة منحرفة) أمر غير دقيق”، موضحًا أنها “ليست جماعة دينية، بل حركة مقاومة ذات بُعد سياسي تستند إلى عقيدة أهل السنة والجماعة”.

وأضاف: “(حماس) لم تخرج عن أصول العقيدة، ولم تبتدع مذهبًا جديدًا، وحتى خصومها لا ينكرون أنها جماعة سنية ذات مرجعية إسلامية واضحة”.

أما فيما يتعلق بعلاقتها بإيران، فقد شدد العتيبي على أنها “ليست تحالفًا عقديًا، بل مصلحة سياسية فرضتها ظروف الواقع، كما تفعل جميع الدول”.

وقال: “الدول العربية تخلّت عن المقاومة، فهل المطلوب أن تبقى غزة بلا سلاح ولا دعم؟ الجميع يتعامل مع إيران وأمريكا وروسيا، فلماذا يُستنكر الأمر على (حماس) وحدها؟”.

وتساءل: “لماذا لا ينتقد الشيخ الأنظمة التي تدعم الكيان الصهيوني اقتصاديًا وسياسيًا؟ لماذا لا يُدان التطبيع العلني وفتح السفارات والمشاركة في حصار غزة؟”.

وأشار العتيبي إلى أن “الفصل بين (حماس) وأهل غزة هو دعاية صهيونية تهدف لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة”، مؤكدًا أن “حماس جزء لا يتجزأ من نسيج غزة الاجتماعي والجهادي”.

وأضاف: “لو كانت المقاومة مفروضة عليهم، لما خرج الملايين في جنازات قادتها، ولما صمدوا تحت الحصار كل هذه السنوات”.

وتابع: “(حماس) قدمت خيرة قادتها شهداء وهي تقاتل الصهاينة دفاعًا عن المسجد الأقصى، فكم من قائد في الأمة العربية اليوم قُتل وهو يقاتل العدو الصهيوني؟”.

وأكد أن “بوصلة (حماس) لا تزال ثابتة، على عكس من هرولوا للتطبيع وأضاعوا القضية”.

وشدد العتيبي على أن “مقاومة الاحتلال واجب شرعي، وأفتى العديد من العلماء بوجوب دعم المقاومة الفلسطينية حتى لو اختلف البعض معها سياسيًا، لأن العدو الحقيقي هو الاحتلال الصهيوني”.

من جانبه، أكد الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية، صلاح المهيني، أن “مقاومة الاحتلال واجب شرعي لا خلاف عليه، أقرّته نصوص الكتاب والسنة، وأيّدته القوانين الدولية المعاصرة. واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا﴾ [البقرة: 190]، وقول النبي ﷺ: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد”.

واعتبر المهيني “الطعن في المقاومة أو التشكيك في مشروعيتها خذلانًا للأمة وخيانة لتضحياتها”، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: “ما من امرئ يخذل امرأً مسلمًا في موطنٍ يُنتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته”.

وأضاف أن “مهاجمة المقاومة تعني معارضة أمر الله في مواجهة الظالمين، والانزلاق في مستنقع موالاة المعتدين”.

وشدد على أن “نصرة المقاومة اليوم تعدّ من أوجب الواجبات على المسلمين، سواء بالدعاء الصادق، أو الدعم بكل الوسائل المشروعة، أو نشر الوعي بالقضية وعدم الانجرار وراء حملات التشويه والتضليل”. مستشهدا بقوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].

وأشار إلى أن “الفقهاء قرروا قاعدة محكمة: (لا فتيا للقاعد عن الجهاد في حق المجاهد)”، مؤكدًا أنه “لا يحق لمن آثر الراحة والانزواء أن يُملي على أهل البذل والتضحية أحكامًا، أو يشكك في مشروعيتهم”.

وتساءل: إن لم تكن فصائل المقاومة اليوم هي الطائفة المنصورة التي أخبر عنها النبي ﷺ بقوله: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله”، فمن يكونون إذن؟! مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡقَـٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ غَیۡرُ أُو۟لِی ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ دَرَجَةࣰ﴾ [النساء: 95]”.

وختم المهيني بقوله: “نصيحتي لمن أثقلتهم الدنيا وأرهقتهم مصالحها أن يكفّوا عن النيل من المجاهدين، وأن يعفّوا ألسنتهم عن التطاول عليهم. فإن لم يستطيعوا نصرتهم، فليحذروا أن يكونوا عونًا لأعدائهم عليهم، فالواجب الشرعي يحتم دعمهم بكل وسيلة أقرّتها الشريعة، وذلك أقلّ الوفاء لدمائهم وأدنى الحقوق تجاه تضحياتهم”.

وأبدى الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية، عبدالعزيز الفضلي، استغرابه من صدور مواقف علنية ضد المقاومة الفلسطينية، متسائلًا: “أتعجب كيف للشيخ الخميس الذي درس السياسة الشرعية أن يجاهر برأيه ضد مسلمين وهم في حالة حرب مع عدوهم؟!”.

وانتقد الفضلي مهاجمة حركة “حماس”، مؤكدًا أن ذلك “لا يخدم إلا المشروع الصهيوني”. وأضاف: “ألا يدرك هؤلاء أن لجوء (حماس) إلى طلب الدعم من إيران كان اضطرارًا بعد أن تخلّى عنها العرب؟!”.

وتابع الفضلي، وهو كاتب صحفي في جريدة “الراي” الكويتية، متسائلًا: “هل يستطيع أحد أن يأتي بدليل واحد يثبت أن (حماس) خضعت لإيران؟! ثم أين الدليل المتفق عليه بين علماء أهل السنة الذي يثبت انحراف (حماس)، كما يدّعي البعض؟!”

في السياق ذاته، قال النائب الكويتي السابق جمعان الحربش، إن “حماس ليست فرقة منحرفة، بل هي طليعة أهل السنة والجماعة، وهي الطائفة المنصورة التي بشر بها النبي ﷺ في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.

وأضاف عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إن “كان من يحارب اليهود منحرفًا، فما حكم من يواليهم؟”.

وتابع: “أما تعامل (حماس) مع إيران، فلا يختلف عن استعانة الكويت بأمريكا لتحرير أراضيها، فإن جاز لنا ذلك، فهو جائز لهم من باب أولى، خاصة أنهم لم يرتموا في أحضان إيران، بل فُرضت عليهم المقاطعة والحصار”.

وقال الأكاديمي الكويتي علي السند: “أحيانا يكون التفريق بين المقاومة و أهل غزة نوعا من الحيلة النفسية للهروب من عبء تأييد المقاومة لاعتبارات سياسية، مع الاحتفاظ بمساحة آمنة للتعاطف العام!”.

وأضاف في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “المقاومة في غزة ليست مجموعة مسلحة معزولة عن المجتمع، بل هي امتداد طبيعي له، وهو حاضنتها الداعمة، هو منها وهي منه، فلا تكاد تجد عائلة غزاوية إلا ولها ابن أو قريب في صفوفها، ولا يكاد تمر على بيت دون أن تكون له علاقة بشهيد أو أسير مقاوم”.

وتابع، قائلاً: “يكفي النظر في قوافل الشهداء، لنجد فيها قيادات المقاومة وأبنائهم وأهلهم جنبا الى جنب مع بقية أهل غزة (هذا إن سلمنا بفكرة التفريق)”.

وأشار إلى أن “ما سبق لا ينفي وجود مكونات سياسية في غزة (أغلبها من أنصار السلطة الفلسطينية وكوادر فتح) لا تتفق مع نهج المقاومة، لكنهم يبقون فئة وسط محيط شعبي واسع يحتضن ويدعم هذا الخيار، حتى لو حاولت بعض الأصوات الاعلامية تغييب هذه الحقيقة”.

وأكد السند أن “التفريق بين المقاومة وأهل غزة هو تفريق لا يستند إلى الواقع، بل هو أقرب لمحاولة إراحة الضمير من ثقل الخذلان!”.

وأضاف عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “كثيراً من الأمور أولى بالإنكار من حماس وغير حماس لكن لأن المجاهدين هم الحلقة الأضعف وليس لهم ناصر من الحكومات فالسهام توجه لهم بقوة ولأن جانبهم مؤتمن”.

بدوره، قال الكاتب عادل العازمي، إن “اتهام رجال الله وخيار الأمة الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله بالانحراف انحراف بذاته، وجريمة عظيمة لا يتجرأ عليها عاقل”.

أما مطلق السويط، مؤسس الجمعية الكويتية لمتابعة الأداء البرلماني، فقد عبّر عن احترامه للشيخ عثمان الخميس، لكنه استنكر موقفه من “حماس”، قائلًا عبر حسابه على منصة “إكس”: “لم أتوقع أن أسمع منك هذا الكلام القاسي عن إخواننا المجاهدين، كيف تقول “ليس هذا وقت انتقاد حماس” ثم تناقض نفسك وتصفهم بالمنحرفين؟”.

وفي تعليق له، قال الباحث المصري في الشؤون الأمنية أحمد مولانا عبر حسابه على منصة “إكس”، “وصم حركة مقاومة تجاهد ضد احتلال مدعوم من قوى دولية بالانحراف، مع التغاضي عن الأنظمة المستبدة وإسباغ الشرعية عليها، يوضح حجم الخلل في عقول بعض المتصدرين للفتوى”.

وفي ظهوره الأخير على برنامج بودكاست “إنسان”، أثار الداعية الكويتي عثمان الخميس جدلاً واسعاً بعدما دعا غير المتعاطفين مع أهالي قطاع غزة إلى التفريق بين سكان القطاع وحركة “حماس”.

وأشار إلى أن “حماس” تعتبر “فرقة سياسية منحرفة” في رأيه الشخصي، متهمًا الحركة بأنها “ألقت نفسها في أحضان إيران وسلكت طريقًا سيئًا”.

ورغم انتقاده للحركة، استدرك الخميس قائلاً: “مع انحرافها، تبقى مسلمة، وهي تواجه عدواً فاسقًا وكافرًا، لذا يجب أن نقف معها بغض النظر عن انحرافاتها”.

وأكد أن الوقت ليس مناسبًا الآن للمحاسبة، قائلاً: “ربما بعد انتهاء الحرب سنسعى لأن نخرب هذه الجماعة أو الحزب لأنه مفسد وسيئ جدا”. قدس برس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق