مع تلكؤ الاحتلال في الدخول للمرحلة الثانية.. هل تعود الحرب على غزة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- تعود إلى واجهة المشهد المُدمر في قطاع غزة أصوات متطرفة من داخل الكيان المحتل للدفع باتجاه استئناف حرب الإبادة الجماعية، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وتعثر بدء مفاوضات المرحلة الثانية منه، في ظل تعنت الاحتلال وشروطه المُعرقلة للتهدئة.اضافة اعلان
وقد انتهت أمس المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين حركة حماس وسلطات الاحتلال في قطاع غزة، والتي بدأت في 19 شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، وامتدت مرحلتها الأولى 42 يوما، بينما لم يتم الاتفاق حتى الآن على مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
ووفق الاتفاق فتتضمن المرحلة الثانية إعادة أسرى الاحتلال المتبقين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المتفق عليهم، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال من القطاع ووقف حرب الإبادة بشكل نهائي، بينما تتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار قطاع غزة بكلفة تقدرها الأمم المتحدة بأكثر من 53 مليار دولار.
في حين ترتفع الأصوات المتطرفة داخل الكيان المحتل للدعوة إلى استئناف الحرب بدعم أميركي باعتباره أمرا ضروريا للسيطرة الكاملة على القطاع والقضاء على حماس بشكل نهائي، وفق مزاعمها.
من جانبها، أكدت حركة حماس التزامها الكامل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق بجميع مراحله وتفاصيله، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للالتزام بشكل كامل بالاتفاق والدخول الفوري في المرحلة الثانية دون أي تلكؤ أو مراوغة، وفق تصريح صادر عنها أمس.
وأكد المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، أنه لا توجد أي مفاوضات حاليا حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة، محمّلا الاحتلال مسؤولية التعطيل.
وأوضح قاسم، في تصريح له أمس، أن الاحتلال يسعى لاستعادة أسراه مع إمكانية استئناف العدوان، ويرفض إنهاء الحرب والانسحاب الكامل، مؤكدا رفض حماس لتمديد المرحلة الأولى وفق شروط الاحتلال.
وبدلا من التفاوض حول انسحاب جيش الاحتلال بالكامل من قطاع غزة، في إطار المرحلة الثانية من الاتفاق، فإن جيش الاحتلال يقدم خطة لتشديد قبضته على الحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فقد قدمت حكومة الاحتلال، وفق ما نقلته وسائل إعلام الاحتلال، خطة للأمم المتحدة لفرض السيطرة الشاملة على قطاع غزة وإدارتها بدعم أميركي، مما يثير الشك حول ما إذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو لديها أي نية لتنفيذ الانسحاب العسكري.
ويدور المخطط حول توزيع الإمدادات الإغاثية والإنسانية من خلال مراكز لوجستية مُدارة بإحكام للفلسطينيين الذين يتم فحصهم، وهو نسخة من مخطط تم تجربته قبل أكثر من عام في غزة، والمعروف باسم الفقاعات الإنسانية، والذي يتضمن توزيع المساعدات من مناطق صغيرة خاضعة لسيطرة شديدة والتي من شأنها أن تتوسع بمرور الوقت. ولكن تم التخلي عن التجربة بعد بضع تجارب في شمال غزة.
وبموجب الخطة الاحتلالية؛ فإن المدخل الوحيد إلى غزة الذي يُسمح من خلاله للمساعدات هو معبر كرم أبو سالم، الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال، مقابل إغلاق معبر رفح بين مصر وغزة بشكل دائم.
وبما أن المساعدات لن يُسمح بها إلا من خلال هذا المعبر وليس من خلال رفح، فإن هذا من شأنه أن يجعل العمل في غزة مستحيلا تقريبا بالنسبة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي أكبر منظمة مساعدات في غزة، والتي حظرتها سلطات الاحتلال.
وحسب الخطة، يتم توزيع الضروريات الأساسية على الفلسطينيين المعتمدين في نقاط توزيع محدودة تحت سيطرة الاحتلال المشددة، بينما لا تذكر الخطة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتولي الولايات المتحدة ملكية قطاع غزة وتهجير السكان الفلسطينيين.
وقال مدير شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، أمجد الشوا، إن نهج الفقاعات، الذي تم رفضه منذ بداية الحرب، له كل أنواع العواقب الخطيرة لأن سلطات الاحتلال ستسيطر على كل إمداد يدخل.
وقال الشوا، في تصريح أمس، إنه سيكون امتدادا لنظام المساعدات التقييدي الذي تشرف عليه قوات الاحتلال حاليا، لافتا إلى أن جيش الاحتلال يمنع أيضا دخول صهاريج المياه، فضلا عن الدفاتر والأقلام الملونة المخصصة للفصول المدرسية المرتجلة التي يتم تدريسها تحت الخيام، حيث إنهم يريدون السيطرة على أبجديات حياة الفلسطينيين.
ويأتي عرض الخطة الاحتلالية في الوقت الذي تناقش فيه الدول العربية خطتها الخاصة لمستقبل غزة وإعادة الإعمار بقيمة 53 مليار دولار، والتي من المقرر تقديمها إلى قمة طارئة لجامعة الدول العربية يوم الثلاثاء المقبل في القاهرة.
وفي وقت سابق؛ شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية صمود وقف إطلاق النار في القطاع المدمّر والذي عانى أزمة إنسانية كارثية بسبب الحرب.
وخلال اجتماع للكابنت في الكيان المحتل قال رئيس وزراء الاحتلال، سنحرص على عودة جميع الأسرى لدى حماس، فيما قال بتسلئيل علينا أن نفتح أبواب الجحيم على حماس لحين تعلن استسلامها.
وخلال الاجتماع قرر نتنياهو وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتبارا من صباح أمس، في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة الدفاع المدني في غزة عن قصف مدفعي إسرائيلي بالقرب من مدينة خان يونس جنوبي القطاع، أودى بحياة أربعة فلسطينيين.
وصرح وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر بأن هناك كميات هائلة من المساعدات الإنسانية في غزة، ربما في أيدي حماس، وأن إسرائيل لن تستمر في السماح بدخولها، ولا مواصلة المفاوضات مع الحركة الفلسطينية مجانا. ووصف ساعر التحذيرات المتكررة من خطر المجاعة في غزة بأنها كذبة، وذلك في مؤتمر صحفي في القدس ردا على سؤال حول ما سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعا.
وقال مكتب نتنياهو إن القرار اتُخذ، لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأميركي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة باستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين نتيجة استهدافات الاحتلال في مناطق متعددة من القطاع.
ويرتفع بذلك عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة منذ وقف إطلاق النار إلى 116 شهيدا، وأكثر من 490 مصابا، بحسب الإحصاءات الرسمية في القطاع.
وكانت دولة الاحتلال أعلنت إسرائيل موافقتها على اقتراح صاغه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بتمديد الهدنة في غزة لستة أسابيع، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، بحسب ما أعلن مكتب رئيس نتنياهو فجر أمس.
وأكدت مصادر فلسطينية في غزة أنه جرى صباح أمس إرجاع شاحنات المساعدات كافة، التي كان من المفترض أن تدخل القطاع، ومن بينها شاحنات وقود.
ووصفت حماس قرار نتنياهو الأخير بأنه ابتزاز رخيص، وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق، محملا نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق، بما يؤثر إنسانيا على الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بحسب الحركة.
وقالت في بيان إن اعتماد إسرائيل على مقترح أميركي لتمديد المرحلة الأولى بما يخالف اتفاق وقف إطلاق النار، هو محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه.
وأوضحت حماس أن إسرائيل تخالف بوضوح ما ورد في البند 14 من الاتفاق، الذي ينص على أن جميع الإجراءات الخاصة بالمرحلة الأولى تستمر في المرحلة الثانية، وأن الضامنين سيبذلون قصارى جهدهم لضمان استمرار المباحثات حتى التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.
وشدد البيان على ضرورة أن يتحرك الوسطاء والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، ووقف ما وصفتها بالإجراءات العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه وقّع على تصريح بتسريع تسليم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار، مستخدما سلطة الطوارئ.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق