دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن ممارسة النشاط البدني ستُساعدك على العيش لفترة أطول ربما، بعد تشخيص إصابتك بسرطان القولون.
وترتبط التمارين الرياضية بحياة أطول لمرضى سرطان القولون، وفق ما ذكرته الدراسة التي نُشرت في مجلة السرطان التابعة لجمعية السرطان الأمريكية.
وقال كبير الباحثين في الدراسة الدكتور جاستن براون، وهو أستاذ مساعد ومدير برنامج استقلاب السرطان بمركز بنينغتون لأبحاث الطب الحيوي في جامعة ولاية لويزيانا بباتون روج إنه "رغم أنّ العديد من مرضى السرطان يعيشون الآن لفترة أطول بعد الإصابة به، عمّا كان عليه الواقع قبل عقود، إلا أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص السرطان لا تزال أقصر من عامة السكان".
وأضاف براون: "تشير هذه الدراسة إلى أنّه بعد تشخيص سرطان القولون، فإنّ ممارسة النشاط البدني قد يساعد المرضى على العيش لفترة أطول، وبالنسبة لبعض المرضى، يساعدهم ذلك على العيش لفترة طويلة، أو حتى لفترة أطول، إسوة بمن لا يعانون من السرطان عمومًا".
من جهتها أشارت كيث دياز، الأستاذة المساعدة في الطب السلوكي بالمركز الطبي في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، غير المشاركة في البحث، إلى أنه في حين عرف الباحثون أنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة، إلا أنّ القليل كُشف في شأن إمكانية مساعدة المرضى على العودة إلى معدلات البقاء على قيد الحياة إسوة بمن لم يصابوا بالسرطان مطلقًا.
ولفت براون إلى أنّ النتائج قد تكون موضع ترحيب سواء بالنسبة للأشخاص الذين يخضعون للعلاج أو في مرحلة التعافي.
ومن المتوقع أن يُصبح سرطان القولون والمستقيم السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة، بحلول عام 2030. بين البالغين الأصغر سنًّا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما.
وأضاف براون: "غالبًا ما يحرص المرضى على فهم كيف يمكن أن تؤثر الاختيارات التي يتخذونها خارج جدران مركز السرطان على شعورهم، وأداء وظائفهم، والبقاء على قيد الحياة".
التمارين الرياضية قد تُقلّل من قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار
وشرح براون أنه لإجراء الدراسة، استطلع الباحثون آراء نحو 3000 مريض بسرطان القولون حول مستويات نشاطهم البدني أثناء وبعد العلاج الكيميائي.
وتبيّن لدياز أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام عاشوا لفترة أطول، وشهدوا تراجعًا بخطر عودة السرطان.
وقالت دياز إن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة، ما يعني أنّ الباحثين لا يستطيعون التأكيد على أن التمارين تسببت بتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، لكنها رأت أن النشاط البدني سيساعد، منطقيًا.
وعددت دياز في حديثها مع CNN، الفوائد العديدة لممارسة الرياضة بعد تشخيص سرطان القولون، إذ أنها "تحسّن صحة القلب، والصحة العقلية، وصحة الأمعاء، وكلها تلعب أدوارًا مهمة في البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل".
وأشارت دياز إلى أنّ الباحثين ما زالوا يتعلّمون الكثير عن الآليات الدقيقة، لكن يبدو أن النشاط البدني يتمتع بتأثير إيجابي على الخلايا السرطانية، ويقلل من الالتهاب، ومستويات الإنسولين التي تسمح للخلايا السرطانية بالنمو والانتشار.
ولفتت إلى أنّ النشاط البدني يحسّن جهاز المناعة، ما يُسهّل على الجسم اكتشاف الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
التغييرات الصغيرة في نمط الحياة تحدث فرقًا كبيرًا
قد يبدو تشخيص السرطان غير مستقر، بحسب براون، لكن هذه الدراسة قد تمنح المرضى بعض الراحة لمعرفة أن لديهم سيطرة على بعض الأمور.
وقال براون: "في هذه الدراسة، أظهرنا أنّ كميات صغيرة من النشاط البدني يوميًا، قد تساهم في تحسين البقاء على قيد الحياة". وتابع أن "التغييرات الطفيفة في السلوكيات، عندما يتم دمجها على مدى العمر، تحدث فرقًا كبيرًا في الصحة".
وأوضح أنّ البيانات أظهرت أنّ ممارسة الأنشطة لمدة تتراوح بين خمس وست ساعات أسبوعيًا مثل المشي السريع كانت مفيدة، ولكن كلما زادت التمارين كلما كان ذلك أفضل.
وأضافت دياز أن الأسئلة لا تزال قائمة حول مقدار النشاط البدني الذي يُساعد في البقاء على قيد الحياة بعد السرطان، ونوعه، ومدى شدّته.
وكانت دراسة أجريت في يوليو/ تموز 2023، بيّنت أن ممارسة التمارين الرياضية القوية لمدة دقيقة أو دقيقتين فقط، مثل المشي السريع، أو الأعمال المنزلية الشاقة، أو اللعب مع الأطفال، قد تُقلّل من خطر الإصابة بالسرطان.
كما أشارت دراسة أخرى نُشرت في مارس/ آذار 2023، إلى أن 11 دقيقة من النشاط المعتدل إلى القوي الذي قد يشمل الرقص، والركض، وركوب الدراجات، والسباحة يوميًا، قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض ضمنًا السرطان.
0 تعليق