خبير فلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي يستنسخ محور "نتساريم" بمخيمات الضفة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لفرض واقع ديمغرافي جديد، تعمل تل أبيب على استنساخ نموذج محور "نتساريم" في مخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة من خلال تجريف وفتح طرقات على حساب المباني الفلسطينية، وفق ما ذكر الخبير الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات.

ومحور "نتساريم" أقامه الجيش الإسرائيلي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 خلال الإبادة الجماعية بقطاع غزة ليعزل محافظتي غزة والشمال عن مناطق وسط وجنوب القطاع، ما أجبر نحو مليون فلسطيني على النزوح إلى جنوب وادي غزة تحت وطأة القصف المكثف.اضافة اعلان


وامتد المحور من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولا إلى شاطئ البحر غربا، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين الرئيسي، قبل أن ينسحب الجيش الإسرائيلي منه في فبراير/ شباط الماضي، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية.


** استنساخ تجربة غزة


وقال بشارات، مدير مركز "يبوس للدراسات الاستراتيجية"، في مقابلة مع الأناضول عبر تقنية "زوم"، إن التصعيد الإسرائيلي المستمر بالضفة الغربية المحتلة قد يؤدي إلى "مواجهة شاملة" تشمل مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.


ويرى بشارات أن ما يحدث بالضفة الغربية هو محاولة لمحاكاة تجربة غزة، حيث تعتمد إسرائيل على التدمير الممنهج لإحداث تغييرات جغرافية وديمغرافية.


وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى خلق مساحات فاصلة بين التجمعات السكانية عبر فتح طرق عسكرية، مستشهدا بتصريحات قادة الاحتلال الذين تحدثوا عن "إعادة تجربة نتساريم" بغزة في مخيمات الضفة، وهو ما بدأ بالفعل في مخيم جنين.


وقال إن "إسرائيل تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الديمغرافية في الضفة الغربية كجزء من مخطط الضم، إلى جانب إذابة هوية المخيمات الفلسطينية التي تمثل رمز النضال الفلسطيني".


وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على تذويب المخيمات عبر إعادة توزيع اللاجئين بطريقة مختلفة، في محاولة لفرض واقع جديد مشابه لما حدث في غزة.


** حسم الصراع


وأكد بشارات أن إدخال الجيش الإسرائيلي مدرعات إلى المخيمات يعكس رؤية إسرائيل بأن الضفة الغربية هي محور الصراع المستقبلي، حسب خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، التي تهدف إلى "حسم الصراع".


وأوضح أن إسرائيل تعمل على إيجاد بنية تحتية عسكرية تتيح لها تنفيذ عملياتها بسهولة، ومنع أي نشاط مقاوم، من خلال شق الطرق وإقامة نقاط عسكرية وزيادة الحواجز التي بلغ عددها 900 بالضفة، بهدف فرض واقع يجبر الفلسطينيين على قبول الاحتلال أو دفعهم لهجرة داخلية أو خارجية.


وخلال أشهر الإبادة بغزة، دمر الجيش الإسرائيلي مئات المباني على جانبي "محور نتساريم"، لإنشاء منطقة عازلة وسط القطاع، وأقام شبكة واسعة من البؤر العسكرية وأبراج اتصالات وتحصينات دفاعية، ما حوّله إلى خط عسكري.


وأرادت إسرائيل من السيطرة على المحور الواقع بين محافظتي غزة والوسطى، تقسيم القطاع إلى قسمين والفصل بينهما بالقوة العسكرية، ومنع حركة الفلسطينيين ومركباتهم.


وحذر بشارات من أن هذا الضغط العسكري قد يؤدي إلى توسيع دائرة المواجهة، ما قد يدفع مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني إلى الانخراط في العمل النضالي.
وأشار إلى أن تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يثبت أن المواجهات عندما تصل إلى تهديد جماعي تتحول إلى انتفاضة شاملة، كما حدث في عامي 1987 و2000، عندما قلب الشارع الفلسطيني التوقعات واندلعت مواجهات شعبية واسعة.


وأوضح أن استمرار العدوان الإسرائيلي وسياسات تل أبيب القمعية بالضفة الغربية قد يمهد الطريق إلى تصعيد مفتوح وتطور أشكال جديدة من المقاومة.


ومنذ 40 يوما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة مستهدفا مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيمها لليوم 34، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم الـ 21 .

وبحسب مراسل الأناضول، شوهدت 3 دبابات ترافقها آليات عسكرية تقتحم مخيم جنين، في مشهد يعيد للأذهان اجتياح الضفة الغربية خلال عملية "السور الواقي" عام 2002.


والجمعة دفع الجيش الإسرائيلي بمدرعات من نوع "أيتان" لجنين، وسط استمرار اعمال التدمير والتجريف.


ورصدت الأناضول شق الجيش الإسرائيلي طرقات في مخيمي جنين وطولكرم بالضفة الغربية، بعد تفجير وهدم عشرات المنازل الفلسطينية.


وفي مؤتمر صحفي مساء الأحد، خلال حفل تخريج ضباط في مدينة حولون قرب تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "الجيش سيواصل القتال" في الضفة الغربية المحتلة.


وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي "في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".


ويأتي توسيع العمليات العسكرية شمال الضفة الغربية بعد تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 927 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.


وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. -(الأناضول)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق