أكد أمين عام اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني من خلال التطهير العرقي والإبادة الجماعية بقطاع غزة، وخنق الضفة الغربية والقدس، بهدف القضاء على ما وصفه بـ "الكابوس الديموغرافي".اضافة اعلان
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، خلال زيارة أجراها إلى تركيا، التقى خلالها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في 27 شباط/فبراير الماضي.
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا موسعا على مدن ومخيمات فلسطينية شمال الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في محافظات جنين وطولكرم وطوباس ونابلس، ما خلف 64 قتيلا، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف ودمار واسع.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن هذا العدوان يأتي "في إطار مخطط الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".
** شطب الدولة الفلسطينية
وفي حديثه عن أهداف حكومة نتنياهو، قال الرجوب: "السياسة الإسرائيلية تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، أولها شطب فكرة الدولة الفلسطينية من الأجندة العالمية، والثاني إنهاء أي مقاومة لوجود إسرائيل في المنطقة، والثالث تحقيق اندماج إسرائيل في الإقليم بمعزل عن أي حل للقضية الفلسطينية".
وأضاف أن "نتنياهو يعتمد على التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، إلى جانب خنق الضفة والقدس عبر القتل والإرهاب، بهدف القضاء على الوجود الفلسطيني".
وأوضح الرجوب أن المخطط الإسرائيلي يتضمن "إخلاء غزة من الفلسطينيين، وفرض وقائع استيطانية جديدة في القدس والضفة، وتعزيز عمليات الأسرلة والتهويد، بهدف تغيير الواقعين الديمغرافي والجغرافي".
** الاستحقاق الوطني
وشدد الرجوب على أن "أولوية حركة فتح في مواجهة الاحتلال تتمثل في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الوطنية، وإبعاد القضية الفلسطينية عن التجاذبات الإقليمية والدولية".
وأشار إلى ضرورة السعي لتفعيل الدعم الإقليمي والدولي في إطار الشرعية الدولية لمواجهة إسرائيل.
وأكد أن أرقى أشكال المقاومة هو الصمود والبقاء على الأرض الفلسطينية، مع السعي لحل الصراع من خلال دولة فلسطينية ذات سيادة على أراضي 1967 وحل قضية اللاجئين، مع ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية.
ولفت إلى أن الحركة باتجاه هذه الأهداف بطيئة بسبب عوامل ذاتية وموضوعية، أبرزها تأثيرات إسرائيل والولايات المتحدة.
** الوحدة الوطنية
وبشأن جهود تحقيق الوحدة الوطنية، أوضح الرجوب أن رؤيته تعتمد على "مقاربة فتحاوية حمساوية ثنائية بعيدا عن الأضواء، لإنجاز توافق حول الحل السياسي الذي يشمل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة وشرق القدس، وحل قضية اللاجئين".
وأكد الحاجة لمقاربة سياسية قائمة على قرارات الأمم المتحدة، ومقاربة نضالية تعزز الصمود والمقاومة، إضافة إلى مقاربة تنظيمية تضمن الالتزام بالشرعية الدولية والعمل الوطني الفلسطيني المشترك.
وقال: "إذا تحققت هذه المقاربة بمنطق التوافق، نشكل حكومة وطنية، نتفق على مهامها وهي: توحيد الأراضي الفلسطينية والمؤسسات وآليات الخدمات لكل الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة وتهيئة الشعب لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية، لبناء الشراكة بين كل فصائل العمل الوطني، والاتفاق على مرجعية هذه الحكومة في إطار القانون الأساسي المعمول به في السلطة".
وأضاف: "إذا تحقق التوافق الثنائي بين فتح وحماس، نتوجه إلى حوار وطني شامل تستضيفه مصر، لبحث أربع ملفات رئيسية: الحل السياسي، شكل المقاومة الشعبية الشاملة كخيار إستراتيجي مدعوم دوليا، إقامة دولة ذات تعددية سياسية وديمقراطية، وسلطة وقانون واحد وسلاح وشرطة موحدة".
واعتبر أن "من يساهم في استمرار أو تكريس هذا الانقسام خائن"، معربا عن أمله بأن "يكون هناك مبادرة وقرار جريء من الجميع لتجاوز الانقسام وبناء الوحدة الوطنية كخطوة إستراتيجية لمواجهة الاحتلال بتكاتف، وتوفير بيئة إقليمية ودولية لرفع بطاقة حمراء في وجه هذا الاحتلال".
ومنذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، تسيطر حركة "حماس" على قطاع غزة عقب جولات قتال مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية آنذاك، فيما تدير الأخيرة الضفة الغربية.
وقال الرجوب: "آمل أن يكون إرث الرئيس الفلسطيني (محمود) عباس الذي عمره 90 سنة هو إنهاء الانقسام الذي وقع خلال عهده".
** خيارات الصمود
وفيما يتعلق بخيارات الصمود في ظل محاولات خنق السلطة الفلسطينية بقطع الأموال عنها، أفاد قائلا: "هناك محاولة لخنقنا، جزء منها مصادرة أموالنا، وجزء منها الإرهاب الرسمي، إضافة إلى تدمير منشآتنا، بهدف جعلنا نيأس ونغادر".
وأضاف: "أمامنا خيار واحد هو الصمود والبقاء، نحن في حركة فتح منفتحون على جميع الخيارات الاستراتيجية، والشعب الفلسطيني قادر على تحمّلها، والإقليم قادر على تسويقها عالميا، مما يشكل ضغطًا على الاحتلال".
** مواقف إدارة ترامب
وفيما يتعلق بدعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسة حكومة نتنياهو، أوضح الرجوب أن "إدارة ترامب لا تدعم هذه السياسة فقط، بل هي جزء منها، جميع العاملين في السياسة الخارجية الأمريكية هم جزء من اليمين الفاشي والنازيين الجدد الذين يحكمون إسرائيل، بلا استثناء".
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وأردف: "ترامب لا يهتم سوى بالحديث عن معاناة أسير إسرائيلي، رغم أن جميعهم خرجوا مبتسمين وبصحة جيدة، بينما انظروا إلى أسرانا والمناضلين وأبطالنا الذين كانوا في سجون الاحتلال، والمعاملة القاسية التي عاشوها وشروط حياتهم".
وأوضح أن سجون إسرائيل هي "نسخة عن معسكرات الإبادة النازية، وهذه الإدارة (الأمريكية) منخرطة بشكل كامل في المشروع الصهيوني اليميني الفاشي".
** الموقف التركي
وعن الدور التركي، قال الرجوب: "التقيت مع عدد من المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم وزير الخارجية، وحملت منهم ثلاث رسائل، الأولى هي دعوة للفلسطينيين للتوحد، مؤكدين أنه لا مستقبل لنا في إقامة دولتنا بدون وحدة وطنية فلسطينية".
وأضاف: "الرسالة الثانية هي أن تركيا ملتزمة تجاه القضية الفلسطينية كقضية وطنية تركية، تخص جميع الفلسطينيين بغض النظر عن تباينات في الدولة التركية".
ولفت إلى أن الرسالة الثالثة كانت دعوة الرئيس محمود عباس، باعتباره رمز الشرعية وقائد الشعب الفلسطيني، لقيادة إصلاحات ومصالحة، وتأسيس مستقبل مشرق للشعب الفلسطيني، وهي دعوة لجميع فصائل العمل الوطني "للتمترس خلفه كممثل للشرعية".
وأكد أن "هذه الرسائل الثلاثة سمعتها من جميع من التقيت بهم في تركيا التي تلتزم بقضيتنا دون شروط".
وأشار إلى أن المواطنين الأتراك في باحة "المسجد الأقصى" بمدينة القدس المحتلة، أعتقد أنهم من أكثر الناس حضورا هناك بعد الفلسطينيين.
وأوضح أن المقاطعة التركية للبضائع الإسرائيلية جراء الإبادة بغزة انعكست سلبا على الشركات الإسرائيلية، وهو موقف مقدر من القيادة والشعب الفلسطيني.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.-(الأناضول)
0 تعليق