في شهر رمضان المبارك، يواجه العديد من الطلاب تحديًا في الحفاظ على مستواهم الدراسي بسبب الصيام لساعات طويلة، وفي هذا السياق، يعمل المعلمين على تقديم الدعم اللازم للطلاب، ليس فقط من خلال الشرح وتبسيط المناهج، بل أيضًا عبر تحفيزهم على المذاكرة بطرق سهلة تتناسب مع الأجواء في رمضان.
يرصد موقع “كشكول” في تقريره كيف يحفّز المدرسون طلابهم على المذاكرة رغم الصيام؟ وتعليق الخبيرة التربوية على مشاكل الطلاب في الشهر الكريم.
خبيرة تربوية: الطلاب يشعرون بالكسل في رمضان بسبب الصيام وكثرة الوجبات المنزلية
أكدت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، في تصريحات خاصة لـ“كشكول”، أن الطلاب خاصة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، يعانون من الشعور بالكسل خلال شهر رمضان بسبب تأثير الصيام.
وأوضحت، أن هذا الشعور يتفاقم بسبب كثرة الوجبات المنزلية التي تُكلف لهم، رغم تقليل عدد ساعات الدراسة في المدارس خلال الشهر الكريم، مشيرة إلى أن الطلاب يجدون صعوبة في المذاكرة والتركيز أثناء الصيام.
وأشارت الدكتورة حنان، إلى أن المشكلة لا تتعلق فقط بساعات الدراسة، بل تمتد أيضًا إلى الكم الكبير من الواجبات المنزلية التي ترهق الطلاب وتزيد من شعورهم بالإجهاد، مؤكدة على ضرورة مراعاة هذه الظروف وتخفيف حجم الواجبات حتى يتمكن الطلاب من التوفيق بين الصيام والدراسة.
وأوضحت أن الطالب الصائم لا يكون لديه القدرة على التركيز بشكل كافٍ لإنجاز الوجبات الدراسية المكثفة، مما ينعكس سلبًا على مستواه التعليمي ويزيد من الضغوط عليه.
كما دعت الخبيرة التربوية، إلى ضرورة أن تتعاون المدارس وأولياء الأمور في هذا الموضوع، بحيث يتم توزيع الاعمال الدراسية بطريقة تتناسب مع حالة الطلاب في رمضان، مشيدة بالتزام المدارس بقرارات وزارة التربية والتعليم بشأن تقليل ساعات الدراسة، ولكنها شددت على أهمية أن يُرافق ذلك تخفيف الواجبات المنزلية.
وأكدت أن هذه الإجراءات من شأنها أن تساعد الطلاب على الموازنة بين متطلبات الصيام والدراسة، مما يخفف من شعورهم بالإرهاق ويساعدهم على الاستفادة بشكل أفضل من أوقاتهم خلال الشهر الكريم.
أستاذ مهتدي سلطان يقدم نصائح ذهبية لتنظيم المذاكرة في رمضان دون التأثير على التحصيل الدراسي
قال أستاذ مهتدي سلطان كبير معلمي اللغة العربية، يحدث كل عام مع بداية شهر رمضان اضطراب النظام الذى يعتاده الطالب في المذاكرة والبعض يصاب بالتكاسل والتراخي، وفي علاج هذه المشكلة نسأل عن علاج هذه المشاكل والتي تصيب أولياء الأمور بالقلق والحيرة بسبب ضعف المذاكرة.
و فى البداية أشار أستاذ مهتدي سلطان، في تصريحات لـ “كشكول”، إلى أهمية شهر رمضان فى التقرب الروحى من الله ولكن هذا الكلام لا يكون على حساب المذاكرة، حتى لا يهبط مستوى الطلاب والطالبات في المستوى التحصيلي في نهاية الشهر، فلا تجعل وسائل الترفيه تطغى على المذاكرة وذلك عن طريق إقناع الطالب بأن كل المسلسلات تتوافر على النت وتستطيع أن تشاهدها فى أي وقت من السنة، ولكن هذا الكلام ليس معناه أن نحرم الطالب أو الطالبة من كل المسلسلات بل نسمح له بمشاهدة مسلسل أو اثنين على أقصى تقدير ونجعل المشاهدة مرتبطة بنشاطه في المذاكرة حتى نشجعه على بذل المجهود ويكون لديه دافع للمذاكرة والعمل بجد في المذاكرة.
وأضاف، إلى جانب نجعل الطلاب يذاكرون أثناء الصيام عن طريق الكتابة حيث تساعد على تثبيت المعلومة وفى ذات الوقت تساعد على زيادة التركيز، ويفضل أثناء الصيام أن تكون مذاكرة للطلاب تتنوع بين مجموعة مواد بحيث لا يصاب الطالب بالملل من مادة واحدة وتكون المواد متنوعة مثلا: المادة الأدبية تكون بعدها مادة علمية حتى لا يصاب الطالب بالضيق وإذا كانت المادة سوف تأخذ منه مجهود عقلى متعب فالأفضل قضى صيامه مع مادة أدبية سهلة وبذلك يستفيد من وقت الإجازة، ويجعل مذاكرة المواد العلمية بعد الإفطار حتى يستطيع التركيز لأقصى درجة.
مدرس فلسفة وعلم نفس: دور المعلمين مهم لمساعدة الطلاب في رمضان وتخفيف الأعباء الدراسية
قال محمد عاصم، مدرس فلسفة وعلم نفس، في تصريحات خاصة لـ“كشكول”، إن دور المعلمين يصبح أكثر أهمية خلال شهر رمضان لمساعدة الطلاب على التكيف مع الصيام وأداء واجباتهم الدراسية بشكل أفضل.
وأوضح أن الطلاب، يعانون من الإرهاق وصعوبة التركيز بسبب الصيام، وهو ما يتطلب من المعلمين تفهم هذه الظروف وتعديل أساليب التدريس بما يتناسب مع حالتهم.
وأكد عاصم، على ضرورة تخفيف الأعباء الدراسية خلال الشهر الكريم، سواء من حيث حجم الواجبات المنزلية أو كمية المعلومات المقدمة في الحصص، مشيرًا إلى أن التركيز على الأساسيات وتجنب الحشو يمكن أن يسهم في تحسين استيعاب الطلاب، كما دعا إلى تبسيط الشرح واستخدام وسائل تعليمية محفزة تساعد الطلاب على التركيز دون شعور بالتعب أو الملل.
وأشار مدرس الفلسفة وعلم النفس، إلى أن توفير أجواء مريحة في الفصول، والتعامل بمرونة مع مواعيد الاختبارات والتقييمات، يمكن أن يخفف من الضغوط على الطلاب ويعزز قدرتهم على التحصيل.
كما اقترح أن يتعاون المعلمون مع أولياء الأمور لوضع خطة دراسية مناسبة، توازن بين متطلبات الدراسة وظروف الصيام، مشددًا على أن هذه الإجراءات ستساعد الطلاب على تحقيق نتائج إيجابية دون الشعور بالإجهاد.
وأكد محمد عاصم، على أن التوعية بأهمية إدارة الوقت وتنظيم ساعات المذاكرة في رمضان تعتبر جزءًا من دور المعلم، وتوجيه الطلاب نحو استغلال الفترات التي تسبق الإفطار.
0 تعليق