أطفالنا التوحديون.. صفوف أبطال المستقبل

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إنجازات جميلة ومفرحة تحققها البحرين بكافة مؤسساتها وأفرادها، قد تمر مرور الكرام في وسائلنا الإعلامية، دون أن يسلط عليها الضوء بالشكل الكافي، ودون التعرف بتفاصيلها الدقيقة، والتي آخرها ما تم الإعلان عنه من نجاح مدرسة الحد الابتدائية للبنين في نقل ثلاثة من طلابها التوحديين من الصف الخاص إلى الصفوف العادية، والذي يعد بكل المقاييس إنجازاً يستحق التقدير والاستفادة منه في نقل التجربة إلى مدارس أخرى.

ولا شك أن ما يعيشه العالم اليوم من تطورات وتوسع يبرز الحاجة إلى استثمار الطاقات الكامنة في كل فرد من أفراد المجتمع، بما في ذلك الأطفال من ذوي اضطراب التوحد، والذين يتمتعون بقدرات خاصة كبيرة، قد لا تتوفر في كل من سواهم من الأطفال.

صف «أبطال المستقبل» في مدرسة الحد يمثل نموذجاً يحتذى به في رعاية ودعم الطلاب التوحديين، حيث يعتمد على استراتيجيات تعليمية متخصصة تلبي احتياجاتهم الفريدة، مثل التعلم باللعب، والتدريس الفردي الذي يراعي الفروقات الفردية، إضافة إلى تعزيز مهارات التواصل والاستقلالية، وقد أثبتت هذه الأساليب فعاليتها في تحسين القدرات الذهنية والأكاديمية والسلوكية والاجتماعية لهؤلاء الطلاب، مما ساعدهم على الاندماج التدريجي في الصفوف الدراسية العادية.

وهنا لا بد لي من الإشارة إلى ما قامت به المعلمات والمشرفات على البرنامج من جهود حميدة ومقدرة، حيث أثبتن أن التعليم المتخصص والبرامج المدروسة يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة أمام الطلاب التوحديين، ليصبحوا قادرين على التفاعل بإيجابية مع أقرانهم ومجتمعهم.

إن تعميم تجربة «أبطال المستقبل» في جميع مدارس المملكة التي تضم طلاباً توحديين يجب أن يكون أولوية في السياسات التعليمية، فمن حق هؤلاء الأطفال أن ينالوا فرصاً متكافئة للتعلم والنمو ضمن بيئة دامجة، كما أن نجاح هذه المبادرات يعزز الوعي المجتمعي حول قدرات الأطفال التوحديين، ويفتح المجال أمامهم ليكونوا أفراداً فاعلين ومنتجين في المستقبل.

إن أطفالنا التوحديين ليسوا مجرد حالات تحتاج إلى رعاية خاصة، بل هم طاقات كامنة تحتاج إلى بيئة داعمة تكشف عن إمكاناتهم الحقيقية، ومن خلال جهود المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع ككل، يمكننا أن نحولهم إلى أبطال المستقبل، قادرين على الإبداع والمساهمة في بناء مجتمع أكثر شمولية وتقدّماً.

إضاءة

جهود مقدرة تقوم بها وزارة التربية والتعليم لإدماج الأطفال ذوي اضطراب التوحد في النظام التعليمي الحكومي، حيث تبنت الوزارة سياسة شاملة لدمج هؤلاء الطلبة في المدارس الحكومية، وبدأت هذه المبادرة في العام الدراسي 2010-2011 بثلاث مدارس ابتدائية، وتوسعت لتشمل 24 مدرسة بحلول عام 2022، وقد بلغ عدد الطلبة الملتحقين بصفوف التوحد 134 طالباً وطالبة، منهم 56 تم دمجهم كلياً في الصفوف العادية بعد تحقيقهم تطوراً ملحوظاً في قدراتهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق