في عالم تربية الأطفال، يكشف العلم الحديث أسرارًا مذهلة حول القدرات العاطفية للرضع، إذ لم يعد يُنظر إليهم على أنهم كائنات ضعيفة تقتصر احتياجاتهم على الطعام والنوم، بل أثبتت الأبحاث أنهم يمتلكون وعيًا عاطفيًا متقدمًا منذ لحظاتهم الأولى، وفقًا لما ذكرته صحيفة "التايمز" البريطانية.اضافة اعلان
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الرضع قادرون على التواصل بطرق غير مباشرة، مثل الابتسام، وحركات الجسد، وتعبيرات الوجه التي تعكس حالتهم العاطفية، ما يتحدى الفكرة التقليدية أنهم مجرد مخلوقات سلبية تنتظر الرعاية.
بل على العكس، لديهم نوايا واضحة، ويعبرون عن احتياجاتهم بوسائل دقيقة منذ الأيام الأولى من حياتهم.
وفي هذا السياق، توضح ماريا ديروم، الاختصاصية في علم النفس العلاجي للأطفال، أن "الأطفال لا يتصرفون بعفوية مطلقة، بل يستخدمون تعبيرات وحركات للتواصل مع محيطهم، ما يستوجب من الأهل إدراك هذه الإشارات والاستجابة لها بوعي أكبر".
وترى ديروم أن الاستجابة العاطفية للوالدين لا يجب أن تكون مثالية طوال الوقت، لكنها ينبغي أن تكون متزنة وتعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات الطفل، إذ إن التفاعل المتوازن يعزز من شعور الطفل بالأمان العاطفي.
وتضيف الدراسات أن التفاعل مع الرضع يجب ألا يقتصر على إشباع احتياجاتهم الجسدية فقط، بل يتعدى ذلك إلى التواصل العاطفي، إذ تساعد ملاحظة تعبيراتهم والاستجابة لها في بناء علاقة قوية معهم منذ الصغر.
من ناحية أخرى، تؤكد الأبحاث أن تجارب الوالدين الشخصية تلعب دورًا كبيرًا في طريقة تعاملهم مع أطفالهم.
فالآباء الذين نشأوا في بيئات صعبة قد يجدون صعوبة في تلبية الاحتياجات العاطفية لأطفالهم، ما يجعل الوعي الذاتي عاملًا أساسيًا في تحسين العلاقة بين الأهل وأطفالهم.
وفي النهاية، يكشف العلم أن الرضع ليسوا مجرد مستقبلين سلبيين للرعاية، بل يمتلكون قدرة مذهلة على التعبير عن مشاعرهم والتفاعل مع من حولهم، ما يضع مسؤولية أكبر على عاتق الأهل لفهم إشاراتهم العاطفية وتعزيز نموهم النفسي منذ البداية.
اقرأ أيضاً:
الاستماع إلى لغتين ينشط أدمغة الرضع
لماذا علينا أن نغني للأطفال الرضع؟
0 تعليق