قال الباحث التاريخي سامح الزهار إن "معاوية بن أبي سفيان" يعتبر في التاريخ شخصية سياسية و ليس من صحابة الرسول حتى و إن كان من كتاب الوحي أو من رواه الحديث، فإن هذا لا يعصمه من الخطأ.
وأضاف: “فهو يقدم في التاريخ دائما على أنه رجل الدولة، الذي حاول أخذ السلطة من الخلافة وشورى المسلمين إلى التوريث، عندما اختزل الحكم الإسلامي في ملكه وملك ابناءه فيما بعد”.
وأوضح الباحث التاريخي سامح الزهار في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز"، بالنسبة لمسلسل “معاوية”، فالعمل يفتقد عدة جوانب أهمها لايوجد تمهيد له ، إذ أنه بدأ من البيت الأموي مباشرة، إلى جانب تجاهل أحداث مهمة في التاريخ الإسلامي منها غزوات تعتبر مسرح الأحداث في ذلك الوقت.
تعمد تجاهل الأحداث
وتابع الزهار المسلسل تعمد تجاهل الأحداث الكبرى التي تمس سمعة بني أمية، ومنها ما قامت به هند بنت عتبة في غزوة أحد عندما مثلت بجثة سيدنا حمزة عم الرسول، بالإضافة إلى تجاهل سلبيات البيت الأموي ومحيطه.
ثالوث التاريخ
وأضاف المسألة التاريخية تتوقف على عدة معايير أهمها ثالوث التاريخ (الانسان- الزمان –المكان)، أولا بالنسبة للمسلسل الزمان ليس واضح بمعني، شكل المكان والملابس وملامحه، جغرافيا المكان لاتعبر عن أرض الحجاز ولا مكة، كل ذلك ينعكس على المحور البصري.
وأشار الزهار: هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى معالجة تاريخية قوية جدا، ولابد أن يكون هناك ورشة علمية أكاديمية من المتخصصين في التاريخ سواء في الملابس أو العمارة والجغرافيا وغيره.
الفتنة الكبرى
وأكد الزهار أن التاريخ له قدسية و يجب أن يقدم في حلته الاكاديمية بصورة إبداعية، خاصة أننا نتحدث عن حدث من أهم الأحداث في تاريخ العالم وليس في منطقة معينة، و هناك عدة كتابات عظيمة تحوي الشق الأدبي منها الفتنة الكبرى للأديب طه حسين .
واستكمل الزهار حديثه عن مسلسل معاوية، مشيرا إلى أنه عمل ليس له صلة بالتاريخ ، وليس له علاقة بقريب أو من بعيد بأحداث الفتنة الكبرى، إن البيت الأموي اغتصب السلطة والخلافة بعد الحكم ، وقتلوا أحفاد الرسول.
وشدد الزهار أن خطورة الأمر تكمن في أن الأجيال الحديثة والأطفال يأخذون التاريخ من الدراما، ومن الطبيعي أن تؤخذ هذه الأمور بحكمة شديدة و وعي.
كما دعا الباحث سامح الزهار العلماء المتخصصين في التاريخ والاثار من الجامعات المصرية أن يخرجوا في البرامج والصحافة، ويتحدثوا عن هذا الأمر في محاولة لنشر الوعي الصحيح بين الجمهور، واصفا هذا العمل بأنه فتنة جديدة و إفك تاريخي .
0 تعليق