
أعربت حركة “حماس”، الثلاثاء، عن تطلعاتها لدور عربي “فاعل” ينهي المأساة الناجمة عن الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وطالبت القمة العربية الطارئة في العاصمة المصرية القاهرة بـ”الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون”.
وقالت الحركة في بيان: “في ظل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة (قمة فلسطين)؛ نتطلع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويُلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزّل”.
وطالبت حماس الدول المشاركة في القمة العربية بـ”الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع لتعزيز صمودهم على أرضه، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيرهم”.
وستكون هذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت بالرياض 21 فبراير/ شباط الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
كما ستكون ثالث قمة طارئة بشأن غزة تعقد خلال 16 شهرا من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 و2024.
وفي السياق، اعتبرت حماس إغلاق إسرائيل معابر القطاع لليوم الثالث على التوالي أمام المساعدات الإنسانية والبضائع “إمعانا صهيونيا في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار”.
وقالت عن ذلك: “إغلاق الاحتلال الإرهابي لمعابر قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، ومنعه دخول المساعدات والبضائع، يمثّل إمعانًا صهيونيًا في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار”.
كما عدت ذلك “جريمة حرب موصوفة ترتكب أمام سمع العالم وبصره، عبر استهداف المدنيين الأبرياء بحملات التجويع وتعميق معاناتهم الإنسانية لتحقيق أهداف سياسية”، وفق البيان.
ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى “تحرك عاجل لوقف الانتهاكات الممنهجة وغير المسبوقة للقانون الدولي والإنساني، ومحاسبة قادة الاحتلال باعتبارهم مجرمي حرب”، مطالبة إياهم بـ”فرض إدخال المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية والطبية ومواد الإيواء والإنقاذ إلى غزة”.
وفي السياق، قال متحدث الحركة حازم قاسم في بيان، إن إسرائيل “تصعد من سياسة التجويع ضد أهالي قطاع غزة في تحد واضح لكل المواقف الرافضة لهذه السياسة الإجرامية”.
وطالب بمواقف “واضحة وعملية من القمة العربية تمنع إسرائيل من تطبيق سياسة التجويع الإرهابية وتضع حدا لحصار قطاع غزة”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن إسرائيل تواصل إغلاق المعابر لليوم الثالث على التوالي أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية.
وحذر المكتب الحكومي، في بيان، من تداعيات خطيرة لذلك على مستوى تجويع الفلسطينيين وتوقف المستشفيات عن العمل وبقاء أكثر من 1.5 مليون فلسطيني دون مأوى وأكثر من 10 آلاف جثمان تحت أنقاض المنازل المدمرة.
والاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وقف السماح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة إن حكومته قررت السبت وقف دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة.
وخاطب نتنياهو “حماس” بالقول إنها إذا لم تفرج عن الأسرى الإسرائيليين “فستكون العواقب لا يمكن تخيلها”، معلنا الاستعداد “بدعم من الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، للمراحل التالية من المعركة”.
وعند منتصف ليل السبت/ الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
فيما تؤكد “حماس” مرارا التزامها بتنفيذ الاتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
0 تعليق