ليلى عوض.. الغياب الذي لم يمحُ الأثر

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
بعض الأسماء لا تُطوى صفحاتها، تبقى نابضة في ذاكرة المكان وأرواح من عرفوها. زملاء وزميلات رحلوا عن «عكاظ»، لكن أثرهم لم يرحل، بقي في سطورٍ أودعوها صدق الكلمة، وفي مساحاتٍ تركوا فيها بصمات لا تُمحى.

في هذه الزاوية، نعيد رسم ملامح من صنعوا مجد الصحيفة، نستحضر حضورهم الغائب، ونكتب عنهم بمداد الوفاء، لنؤكد أن الذكرى لا تموت، وأن العطاء لا يُنسى، من التحرير إلى الإدارة، ومن الكلمة إلى الحكاية التي لا تنتهي.

ليلى عوض رئيسة القسم النسائي في «عكاظ» ذات زمن، لم تكن مجرد اسم في «عكاظ»، بل كانت روحاً نابضة بين حروفها، وجهاً لا يمر دون أن يترك أثراً، وصوتاً لا يزال يتردد في ذاكرة من عرفوها.

رحلت عام 2012، يرحمها الله، لكنها لم ترحل من قلوب زميلاتها ومن صفحات الصحيفة التي كانت تسابق الزمن لتمنحها المزيد من عطائها. كانت الصحافة عندها شغفاً متوهجاً، لم يكن الخبر مجرد معلومة، بل قضية، ولم تكن الكتابة مجرد مهنة، بل رسالة تنبض بالحياة والإنسانية. لم يكن قلمها صاخباً، لكنه كان حاضراً، يلتقط التفاصيل التي لا يراها كثيرون، ويضعها حيث تستحق أن تكون.

أما «عكاظ»، فلم تكن مجرد مكان عمل، بل كانت جزءاً منها، امتداداً لهويتها، وبيتاً لم تغادره حتى حين أرهقها المرض. بين زميلاتها، لم تكن مجرد رئيسة للقسم النسائي، كانت الأخت التي تحتوي، والصديقة التي تساند، والإنسانة التي تفهم قبل أن تتحدث. كان دفؤها سابقاً لكلماتها، وابتسامتها تمهيداً لأي حوار.

بعد رحيلها، لم يكن الحزن مجرد لحظة عابرة، بل غصة امتدت في تفاصيل المكان، في المكتب الذي كان يشهد انهماكها، وفي الصفحات التي خطت فيها كلماتها، وفي تلك الذكريات التي لا تزال حية في وجدان من شاركوها المسيرة.

لم ننسكِ يا ليلى، لأن بعض الأثر لا يُمحى.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق