خطة إعمار غزة والسؤال المفقود؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المجالي

يرى العرب أن خطة إعمار غزة التي أعدتها مصر واعتمدوها في قمتهم الطارئة، هي الرد على خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء القطاع.

يسعى العرب لإعطاء الخطة زخما إسلاميا بتبنيها من دول منظمة التعاون الإسلامي، وربما الذهاب بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وربما يعتقد العرب أنهم بتلك الخطة يسحبون البساط من تحت مخططات ترامب، وأنهم يهيلون التراب على فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

ولكن السؤال الذي لا زال مطروحا منذ ولوج العرب حقبة ” خيارنا الإستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل عبر المفاوضات” وطرح وصفة “حل الدولتين” منذ أكثر من 35 عاما، لم يجد إجابة له حتى الآن.

السؤال باختصار هو ماذا لو رفض الطرف الآخر “الصلح”!! ما هي الإجراءات حينها؟!!

هذا هو البند الذي ظل غائبا عن كل بيانات القمم والاجتماعات العربية والإسلامية، وكل بيانات الدول العربية والإسلامية وتصريحاتها طيلة الثلاثة عقود ونصف الماضية.

السؤال هنا ليس افتراضيا كما كان قبل 35 عاما، فهو اليوم سؤال حقيقي أمام تعنت الطرف الآخر ورفضه لكل تلك المبادرات والتنازلات، والواقع اليوم أن الكيان تزداد قوته العسكرية وطموحاته السياسية والجغرافية، في مقابل فقدان العرب نفوذهم ووزنهم.

لكن السؤال بشأن خطة الإعمار أكثر إلحاحا اليوم، فماذا لو رفض الكيان تلك الخطة وهدد أي إعمار لغزة؟

الأمر لا يشبه مصير المبادرة العربية التي رفضها الكيان ووضعت على الرف يعلوها الغبار، بل إن مصير رفض الإعمار مع رفض رفع الحصار هو بداية مشروع التهجير؛ فلا يمكن لمليوني شخص أكثر من نصفهم أطفال أن يبقوا دون مأوى أو مطعم أم مشرب، ولن يقبل أحد في العالم هذا الوضع اللا إنساني، وسيكون العرب أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما استقبال هؤلاء، أو كسر الحصار عنهم وإعمار منازلهم حتى يظلوا صامدين، ذلك الصمود الذي أشاد به العديد من القادة العرب كما أشاد به البيان الختامي للقمة.

لا الخطة ولا القمة ولا كلمات القادة العرب أجابت على السؤال؟!!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق