يعتبر اليرقان من الحالات الشائعة التي تصيب الأطفال حديثي الولادة، حيث يظهر على شكل اصفرار في الجلد وبياض العين بسبب ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم، ويحدث هذا الارتفاع نتيجة عدم نضج الكبد بشكل كامل عند الولادة، مما يؤدي إلى صعوبة في التخلص من البيليروبين الزائد، وفي معظم الحالات يكون اليرقان مؤقتًا ويختفي تلقائيًا، لكن في بعض الأحيان قد يتطلب العلاج لتجنب المضاعفات المحتملة.
العلاج بالضوء (الميزوثيرابي) لتقليل البيليروبين
يعتبر العلاج بالضوء الخيار الأول لعلاج اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة، حيث يتم تعريض الطفل لمصابيح ضوئية خاصة تحول البيليروبين إلى شكل يسهل على الجسم التخلص منه عبر البول والبراز، ويتم وضع الطفل تحت الضوء مرتديًا حفاضة ونظارات واقية لحماية عينيه، وتراقب حالته بانتظام لضمان فعالية العلاج، ويساعد هذا الإجراء في خفض مستوى البيليروبين بسرعة وفعالية.
تعزيز الرضاعة الطبيعية لتحفيز التخلص من البيليروبين
الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا مهمًا في علاج اليرقان، حيث تساعد على تحسين حركة الأمعاء والتخلص من البيليروبين عن طريق البراز، ويوصى بإرضاع الطفل من 8 إلى 12 مرة يوميًا لضمان ترطيبه وتعزيز وظائف الكبد، وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بإعطاء حليب صناعي مؤقتًا إذا كانت الرضاعة الطبيعية غير كافية لمساعدة الطفل على التخلص من الصبغة الصفراء بسرعة أكبر.
نقل الدم في الحالات الشديدة
في بعض الحالات النادرة التي يكون فيها مستوى البيليروبين مرتفعًا جدًا ويهدد صحة الطفل، قد يلجأ الأطباء إلى إجراء تبادل للدم، ويتم خلال هذا الإجراء استبدال دم الطفل بدم يحتوي على مستويات طبيعية من البيليروبين، مما يساعد في تخفيض تركيزه بسرعة ومنع حدوث مضاعفات خطيرة، مثل الاعتلال الدماغي الناتج عن فرط البيليروبين.
التعرض لأشعة الشمس الطبيعية بحذر
قد يساعد تعريض الطفل لضوء الشمس الطبيعي لفترات قصيرة في تقليل نسبة اليرقان، ولكن يجب الحرص على عدم تعريضه لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، خاصة خلال ساعات الذروة، لتجنب حروق الجلد، ويفضل وضع الطفل في مكان يتعرض لأشعة الشمس غير المباشرة لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميًا، مع الحرص على عدم تعرضه للبرودة الشديدة.
مراقبة مستوى البيليروبين بانتظام
ينصح بمراقبة مستوى البيليروبين عند الأطفال المصابين باليرقان عن طريق فحوصات الدم أو أجهزة قياس غير جراحية، وتساعد المتابعة الدورية في تحديد مدى استجابة الطفل للعلاج واتخاذ الإجراءات المناسبة إذا لزم الأمر، وفي الحالات البسيطة يختفي اليرقان تدريجيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي، بينما تتطلب الحالات الأكثر شدة متابعة دقيقة لضمان عدم تطور أي مضاعفات.
0 تعليق