السباق بين الصين وأمريكا يعيد رسم خريطة صناعة أشباه الموصلات عالميًا

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتخذ السباق التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين أبعادًا غير مسبوقة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح حجر الزاوية في الصراع على التفوق الاقتصادي والجيوسياسي، وهذا التنافس لا يقتصر على الابتكار فقط، بل يمتد ليشمل سلاسل التوريد، وصادرات الرقائق، وتشكيل أنظمة بيئية مستقلة، وسط تصاعد القيود التنظيمية والانقسامات السوقية.

تقدم صيني

رغم العقوبات الأمريكية، حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في اقتناء وتطوير رقائق متقدمة تُستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وقد تمكنت من الحصول على شرائح متطورة مثل H100 وH800، إلى جانب معدات تصنيع متقدمة، عبر شبكات معقدة تضمنت شركات وسيطة وإنتاج خارجي في دول محايدة.

هذا التقدم مكّن شركات محلية صينية من تقليص الفجوة مع الغرب، رغم أنها لا تزال متأخرة من حيث الأداء والكفاءة، لا سيما في استهلاك الطاقة.

الفجوة التقنية

في الوقت الذي قطعت فيه الصين خطوات كبيرة في العتاد، إلا أن الفجوة تزداد وضوحًا في جانب البرمجيات والنظم البيئية، فالأنظمة الغربية لتشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي تشهد تحسينات هائلة سنويًا، تتفوق من حيث الأداء والدقة وسهولة التوسع.

وهذا يجعل من الصعب على المنافسين الصينيين مجاراة سرعة التطور، رغم الموارد الكبيرة المخصصة لذلك.

قيود جديدة

مع اقتراب دخول قيود جديدة حيز التنفيذ، تُفرض تحديات إضافية أمام قدرة الصين على الوصول إلى التقنيات الغربية.

والقيود المرتقبة قد تشمل حظر بيع بعض الرقائق والمكونات، وتوسيع الحظر ليشمل صادرات معدات التصنيع، ما يؤثر مباشرة على شركات كبرى لها نشاط في السوق الصيني. كما تشمل القيود المحتملة صفقات تتم عبر مراكز مالية مثل سنغافورة، مما يضيق الخناق أكثر على الموردين.

كيف تتأثر الشركات العالمية؟

الشركات الأمريكية الكبرى التي تعتمد على مبيعاتها في الصين قد تواجه تراجعًا محدودًا في الإيرادات، يُقدّر بنحو 5-10% من مبيعات بعض الشركات الرائدة، لكن في المقابل، فإن ضخ رأس المال المتزايد في مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة يعزز من فرص النمو المحلي.

ومن بين الشركات التي يُتوقع أن تواصل الاستفادة من هذا التوجه:

  • Nvidia (NVDA): اللاعب الأبرز في رقائق الذكاء الاصطناعي.
  • Broadcom (AVGO): مساهم رئيسي في الاتصالات والأنظمة المدمجة.
  • Marvell (MRVL) وCoherent (COHR): يقدمان حلولًا متقدمة في البنية التحتية وتخزين البيانات.
  • MACOM: لاعب أصغر لكنه مرن في تلبية الطلبات المتخصصة.

السوق الصين

الصين تسعى حاليًا إلى بناء سوق محلي مغلق إلى حد كبير، يتضمن تطوير الرقائق محليًا وتأسيس منظومة مستقلة عن الغرب، ورغم أن الحواجز التنظيمية تحد من الوصول إلى التقنيات المتقدمة، إلا أن حجم السوق الصيني، المدفوع بالاستخدامات الحكومية والتجارية، يجعله هدفًا مغريًا لكثير من المستثمرين المحليين والآسيويين.

واللافت أن الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي لا يظهر أي تباطؤ، بل يتجه نحو التوسع في تطبيقات مثل المركبات ذاتية القيادة، الروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة، وهذا يعزز من مكانة القطاع كأحد أسرع القطاعات نموًا، رغم التعقيدات الجيوسياسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق