"نتنياهو" يلوح بالاستغناء عن المساعدات الأمنية الأميركية: خيار تكتيكي أم إستراتيجي؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- يُلوح رئيس حكومة الاحتلال،" بنيامين نتنياهو"، بالتوجه للاستغناء، أو على الأقل تقليل الاعتماد على المساعدات الأمنية الأميركية، في خطوة لافتة تعكس تصاعد التوتر بينه وبين إدارة الرئيس الأميركي، "دونالد ترامب"، وفي ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تزداد بكثافة عليه لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وإتمام اتفاق "تبادل الأسرى" مع حركة "حماس".اضافة اعلان
وفي محاولة من "نتنياهو" لاسترضاء اليمين المتشدد الذي يطالب بالاستقلالية في القرار السياسي، لاسيما فيما يتعلق بالحرب ضد غزة، فقد جاء تصريحه اللافت بإمكانية الاستغناء عن مساعدات أميركية تصل لنحو 4 مليارات دولار سنوياً لشراء السلاح، إلا أنه لا يلغي عمق العلاقة الإستراتيجية بين الجانبين الأميركي والصهيوني، والتي تتجاوز في مضمونها الدعم المالي.
ويحمل تصريح "نتنياهو" في ثناياه أكثر من رسالة سياسية موجهة لداخل الكيان المُحتل، وللإدارة الأميركية معاً، إلى جانب دلالات واضحة في التوقيت، حينما أبدى رئيس حكومة الاحتلال رغبته في تقليص الاعتماد على المساعدات الأمنية الأميركية تدريجياً، وذلك خلال جلسة عقدت مؤخراً للجنة الأمن والخارجية في "الكنيست".
وقد يعكس حديث "نتنياهو" حالة الفتور الراهنة في العلاقة مع واشنطن، حينما قال خلال الجلسة، وفق ما نقلته صحيفة "معاريف"، إن الكيان المُحتل "يحصل على نحو 4 مليارات دولار سنويًا لشراء السلاح، وقد يتجه للاستغناء عنها، كما فعل مع المساعدات الاقتصادية"، ولكنها تعبر عن مناورة سياسية في محاولة منه للتهرب من أي ضغوط أميركية سياسية.
إلا أن الكيان الصهيوني لا يملك خيار الانفكاك السياسي أو الاقتصادي أو العسكري عن الولايات المتحدة، حيث تقوم العلاقة بين الطرفين على شراكات إستراتيجية واستخباراتية وتعاون صناعي عسكري طويل الأمد، وتُعد ركيزة للاحتلال لا يمكن التخلي عنها بسهولة، بما يجعل أي محاولة منه للاستغناء أو تخفيض حجم الدعم الأميركي محفوفة بالتحديات الكبيرة.
ووفق خبراء؛ فإن تصريح "نتنياهو" لا يمكن فصله عن التوتر مع الإدارة الأميركية، ولا عن الضغوط المتزايدة داخل واشنطن لدفعه نحو تغييرات سياسية وحقوقية، معتبرين أن أي محاولة منه لاستبدال الدعم الأميركي بدول أخرى أو عبر الصناعات المحلية سيواجه عقبات كبيرة من حيث الكلفة والتكنولوجيا والمخزون الإستراتيجي.
كما أن أي تقليص أو توقف في الدعم الأميركي سيؤثر تدريجيًا على موازين القوى الإقليمية، وسينعكس سلبًا على قدرة الكيان المُحتل على خوض حروب متعددة الجبهات، وقد تستغل قوى دولية، مثل روسيا أو الصين، هذا الفراغ، وفق رأيه، لتعميق تعاونها مع دول عربية وإيران.
وفي الأثناء، يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم، الذكرى الـ 77 "لنكبة فلسطين"، وسط توعد الاحتلال بقمع التظاهرات والمسيرات الشعبية الاحتجاجية التي أعلنت القوى والفصائل الفلسطينية عن تنظيمها ضد الجرائم الصهيونية المتواصلة، بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة ضد قطاع غزة.
ويتقاطر الفلسطينيون لإحياء ذكرى النكبة، التي تصادف في 15 أيار (مايو) من كل عام، لتأكيد تمسكهم بوطنهم المُحتل وبحقهم في العودة، وأن ذاكرة شعبهم وأجيالهم حية ولن تنسى ولن تتنازل.
وفي تصعيد لعدوانه؛ قرر "نتنياهو" عقد اجتماع لحكومته في بلدة "سلوان" الواقعة جنوب المسجد الأقصى، والتي يطلق عليها الاحتلال اسم "مدينة داود"، وذلك في 26 أيار (مايو) الجاري، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس" وفق التقويم اليهودي المزعوم، والذي يُحيي ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس في 7 حزيران (يونيو) 1967.
وقد أبدت الأوساط الأمنية في الكيان المُحتل مخاوفها من عقد الاجتماع في قلب حي سلوان، جنوب شرق المسجد الأقصى، ومن صعوبة تأمين الاجتماع داخل الموقع الأثري والحديقة الوطنية، بالإضافة إلى التحديات الأمنية المرتبطة بحماية "نتنياهو" وأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة خلال وصولهم إلى الموقع.
ويبدأ "يوم القدس" هذا العام في مساء 25 أيار (مايو) الحالي ويستمر حتى مساء اليوم التالي، ويُعد مناسبة يحتفل خلالها المستوطنون المتطرفون بسيطرة الاحتلال على البلدة القديمة وشرقي القدس عام 1967.
وتتوج فعاليات هذا اليوم بما يُعرف بـ"مسيرة الأعلام" الصهيونية، حيث يجوب المشاركون شوارع وسط مدينة القدس المحتلة وصولًا إلى البلدة القديمة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تحولت هذه المسيرة إلى استعراض متصاعد للقوة من قِبل المستوطنين، بما يعتبره الفلسطينيون استفزازًا وانتهاكاً سافرًا يهدف إلى تغيير المعالم وطمس الهوية بالمدينة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق