يجمع الكاتب والباحث المغربي، رشيد إيلال، ما بين البحث العلمي بصرامته وجديته وعقلانيته، وبين الشعر، بعذوبته وأحاسيسه المرهفة، إلا أنه لا يجد تناقض بين الأمرين، وهو ما فسره في تصريحات خاصة لـ “الدستور” كاشفًا عن جديد نتاجه الإبداعي الشعري.
رشيد إيلال: الشعر واحة استظل بها في رحلة البحث العلمي
وحول جمعه بين الشعر والبحث العلمي، برغم التعارض بين المجالين، استهل رشيد إيلال حديثه لـ "الدستور"، قائلًا: "الشعر هو تلك الواحة الوارفة الظلال التي استظل بها وأنيخ بها راحلتي في رحلة البحث العلمي المضنية، انها لحظة الهدوء التي تكتنف الليل بعد سطوة النهار، فتخلو إلى صفحة السماء لتناجي وجه البدر وتراقص النجوم بعد نهار شاق من العمل.
وحول جديده الإبداعي والبحثي في العام الجديد 2025، قال "إيلال": بدأت العمل على مجموعة شعرية بعنوان: قطوف حارقة.
وحول إزدواجية قادة التيارات الدينية دائمة الطمع في الحكم في الوقت الذي يحلمون فيه بالعيش في الغرب، قال "إيلال": إنه ذلك الصراع بين العقل والموروث الديني الذي أنتج حالة من الفصام الغريب في شخصية هؤلاء.
ويرى رشيد إيلال، أن الحضارة العربية لم يصنعها العرب، وحول الأمر قال: "الكل يعلم أن العرب في منشأهم بشبه الجزيرة العربية، لم يستطعوا إنشاء أي حضارة عبر التاريخ، فالحضارة الأموية كانت بالشام والعراق، مهد الحضارات الآشورية والبابلية والفارسية والرومية، والحضارة العباسية معظم رموزها من البرامكة وأيضًا ما قام به العباسيون من ترجمة كتب في الطب والنجوم والهندسة والآداب، وعندما تولى هارون الرشيد الحكم أمر بإخراج الكتب والمخطوطات التي كانت تحفظ في جدران قصر الخلافة، لتكون مكتبة عامة مفتوحة أمام الدارسين والعلماء وطلاب العلم وسماها ببيت الحكمة، وأضاف إليها ما اجتمع عنده من الكتب المترجمة والمؤلفة، فتوسعت خزانة الكتب وأصبحت أقسام لكل منها من يقوم بالإشراف عليها، ولها تراجمة يتولون ترجمة الكتب المختلفة من الحضارات المجاورة إلى العربية، وتحولت من مجرد خزانة للكتب القديمة إلى بيت للعلم ومركزًا للبحث العلمي والترجمة والتأليف والنسخ والتجليد، وأصبح لبيت الحكمة دوائر علمية متنوعة لكل منها علماؤها ومترجموها ومشرفون يتولون أمورها المختلفة.
وتابع، في عهد المأمون عاش بيت الحكمة عصره الذهبي، فاتجه لجلب الكتب اليونانية من بلاد الروم وترجمتها، وبرز في عهده أسماء كبيرة في حركة النهضة العلمية في علم الفلك والطب والفلسفة ترجمةً وتأليفًا معظمهم لم يكونوا عربا وهم من صنعوا أسس هذه الحضارة التي أطلق عليها الحضارة العربية.
يشار إلى أن رشيد إيلال، كاتب وشاعر وباحث مغربي، أثارت مؤلفاته الجدل، خاصة كتابه "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة".
0 تعليق